تركزت الأنظار، أمس، على مقر قيادة القوات الدولية العاملة بلبنان «اليونيفيل» في الناقورة، حيث عُقدت الجولة الأولى من المفاوضات اللبنانية- الإسرائيلية برعاية الأمم المتحدة وبوساطة أميركية، لترسيم الحدود البرية والبحرية بين بيروت وتل أبيب، على أن تُعقد الجلسة الثانية في 26 الجاري. واكتسب اجتماع أمس أهمية من حيث التوقيت والمفاعيل السياسية؛ ذلك أن الجارين «العدوين» فتحا أولى صفحات ما يعتبره المجتمع الدولي إنهاء للصراع العسكري بين لبنان وإسرائيل، من دون أي اعتراض جوهري وجدي من «حزب الله».

وجرت المفاوضات في خيمة أنشئت خصوصاً لهذا الاجتماع، مقابل القيادة الرئيسية لقوات «اليونيفيل» في الناقورة، حيث جلس الوفد اللبناني مقابل الوفد الإسرائيلي على طاولة واحدة، وهي المرة الأولى التي يلتقي خلالها وفد لبناني مع وفد إسرائيلي وجهاً لوجه.

Ad

وأثارت الصورة التذكارية بلبلة في جلسة التفاوض، حيث أصرّ الجانبان الأميركي والإسرائيلي على ضرورتها، في حين رفض الجانب اللبناني، قبل أن يتم حسم الجدل بشأنها واتخاذها من دون الوفد اللبناني.

وقال رئيس الوفد اللبناني للتفاوض العميد الركن بسام ياسين، خلال الاجتماع، إن «اللقاء سيطلق صفارة قطار التفاوض التقني غير المباشر، ويشكل خطوة أولى في مسيرة الألف ميل حول ترسيم الحدود الجنوبية»، مضيفاً: «نتطلع لأن تسير عجلة التفاوض بوتيرة تمكننا من إنجاز هذا الملف ضمن مهلة زمنية معقولة».

وفي حين نقلت وكالة «رويترز» عن إسرائيل أنها «ستواصل المحادثات الحدودية مع لبنان لإعطاء فرصة للعملية»، أكد بيان صادر عن الولايات المتحدة ومكتب منسق الأمم المتحدة الخاص للبنان يان كوبيش، أمس، أن «المشاركين في الاجتماع أجروا محادثات مثمرة، وأعادوا تأكيد التزامهم بمواصلة المفاوضات في وقت لاحق من هذا الشهر».

وولّد لقاء الأمس فتوراً بين أهل الخط السياسي الواحد، وتحديداً بين «الثنائي الشيعي» وبعبدا، بعدما أثارت تسمية إسرائيل لسياسيين ضمن وفدها جدلاً في لبنان، وهو ما استدعى إصدار بيان، فجر أمس، من «حزب الله» وحركة «أمل» للمطالبة بـ«إعادة تشكيل الوفد اللبناني، بما ينسجم مع اتفاق الإطار»، معترضين على ضمّه «شخصيات مدنية».

في موازاة ذلك، تبدأ اليوم الاستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا لتكليف رئيس حكومة جديد في لبنان. وواصلت كتلة «المستقبل» جولتها على الكتل النيابية، أمس، وزارت مقر تكتل «لبنان القوي»، حيث التقت أمين سر التكتل النائب إبراهيم كنعان، ثم زار الوفد «اللقاء التشاوري»، كما التقى وفداً من كتلة «الوفاء للمقاومة». أما تكتل «الجمهورية القوية» فعقد اجتماعاً مطولاً تحدث بعده رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، معلناً: «إننا لن نسمي لا الحريري ولا سواه، في استشارات الغد، لأن المواصفات لتشكيل حكومة إنقاذ فعلية غير موجودة في أي شخصية».