هجوم سيبراني استهدف «بوشهر» ودفاعات جوية إيرانية
الحوار الاستراتيجي السعودي - الأميركي: زيادة التعاون العسكري... ومواجهة طهران
أكدت وزارة الاتصالات الإيرانية أمس، الأنباء التي أفادت بوقوع هجوم سيبراني كبير على إيران، مساء أمس الأول، مكتفيةً بالقول إنه استهدف وزارتين، دون أن تحددهما أو تضيف أي تفاصيل.وقال مصدر مطلع بالوزارة لـ «الجريدة»، لم يُرِد ذكر اسمه، إن الهجوم استهدف، في بدايته، البنى التحتية للاتصالات والإنترنت، إلى جانب النظام المصرفي وأنظمة المرافئ والجمارك، مضيفاً أنه في حين كان خبراء الدفاع الإلكتروني التابعون لمركز «ماهر» المتخصص في الوزارة يحاولون التصدي لما اتضح أنه الموجة الأولى من الهجوم، حاولت مجموعة أخرى من القراصنة اختراق شبكة منشآت بوشهر النووية، وشبكة الدفاعات الجوية في موجة ثانية تبيّن أنها الأساسية.وأشار المصدر إلى أن الهجوم كان من عدة جهات، وشارك فيه نحو ألفي قرصان من شتى أنحاء العالم، متحدثاً عن محاولة لجسّ نبض الدفاعات السيبرانية الإيرانية.
وأوضح أن طهران كانت قد فصلت أنظمة شبكات الدفاعات الجوية والمنشآت النووية عن الإنترنت بشكل كامل منذ مدة طويلة، وأبقت بوابة إلكترونية واحدة مفتوحة لكل مجموعة تعمل عبر الإنترنت الداخلي للبلاد، وهي مراقبة بشكل كبير جداً. وأضاف أن الهجوم استهدف إيجاد اختلال في الإنترنت الداخلي للبلاد عبر شبكة المصارف والجمارك، لينفذ إلى شبكات الدفاعات الجوية والمنشآت النووية، ربما لزرع فيروس أو قنبلة موقوتة في هذه الشبكات، لأن القراصنة كانوا على علم أنهم لن يستطيعوا النفاذ إلى هذه الشبكات إلا مدة ثوانٍ معدودة، وهي غير كافية لسرقة أي معلومات، لكنها كافية لزرع فيروس. وبحسب المصدر، بدأ كشف دقيق لحجم الأضرار، ومسح جميع الأجهزة للتأكد من عدم نفاذ أي فيروس.وأكد أن مصادر الهجوم كانت متنوعة، ولهذا من الصعب تحديدها، مستدركاً «لكن الإمكانات والقدرات والتكنولوجيا التي استخدمها القراصنة موجودة لدى بضع دول فقط، في مقدمتها الولايات المتحدة وإسرائيل».إلى ذلك، شهد انطلاق الحوار الاستراتيجي السعودي ـــ الأميركي أمس، في واشنطن، برئاسة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، ونظيره الأميركي مايك بومبيو، توجيه اتهامات لإيران «بتهديد الأمن في المنطقة».وفي مؤتمر صحافي مشترك، قال بومبيو: «بحثنا الأمن المشترك مع السعودية، وتعزيز التعاون العسكري معها»، مشيراً إلى أن «طهران تهدد أمن المنطقة والسعودية».من جهته، قال بن فرحان إن «قوى الإرهاب تواصل تهديد استقرار المنطقة»، مضيفاً أن «البرنامجين النووي والصاروخي لإيران يمثلان تهديداً كبيراً، ولذا سنواصل التصدي لزعزعتها للأمن».وذكر أن «النظام الإيراني لا يزال يمول الجهات المعادية للمملكة»، في حين اتهم الحوثيين بأنهم «يمثلون خطراً على إيصال المساعدات إلى اليمن»، مشدداً على أن بلاده «ستعزز التعاون الدفاعي والتجاري مع واشنطن».