السعادة والمحبة
السعادة هي فرح وابتهاج النفس وتعظيم لكل صاحب قدر وشأن، أما المحبة فهي الميل إلى الشيء، والسعادة غاية كل نفس والمحبة مطلبها دوما، ولكن هل السعادة لا تتحقق إلا بالمحبة؟ وهل المحبة ضرورة لتحقيق السعادة؟نعم، إن السعادة تقترن غالبا بالمحبة وتلازمها، فالسعادة بشخص أو شيء أو إنجاز هي السعادة لكل ما تميل إليه النفس، فيقال صباح (أو مساء) السعادة والمحبة، وإذا علمنا أن السعادة ملازمة للمحبة فكل ما علينا هو أن نحسن ما نحب من أشياء وأعمال وأشخاص، وأن نتحكم بدرجة ميلنا لكل منها ولا نتعلق بها كثيرا؛ لنبقى سعداء.
فالسعداء أشخاص أجادوا فن المحبة وعلمها، والتحكم في درجة ميل نفوسهم لكل منها، فكثيرا ما نرى أشخاصا سعداء ولا يملكون أشياء كثيرة تعد أساسيات لدى غيرهم، فقط لأنهم بخسوا بميل نفوسهم لها، فعاشوا سعداء بدونها، وكذلك الأمر مع الأشخاص فالمحبة المتبادلة تريح النفس وتشعر بالسعادة والابتعاد عن الحب من جانب واحد، حيث فقدان المحبة وخسران السعادة. والنفس الراضية المطمئنة والسعيدة هي النفس المحبة للخير عامة، والخالية من الحقد والغل والقلق لا سيما مع انتشار التواصل الاجتماعي الإلكتروني أو الافتراضي. إن معرفتنا هذه الحقيقة تشعرنا بالسعادة وتشعر النفس بالرضا والارتياح عند نيلها، وهي سر صناعة السعادة وعامل رئيس لصحة النفس والبدن والفكر والعمل والإنجاز وتطوير المجتمع دوما.