حديث لا تنقصه الصراحة
![عبداللطيف مال الله اليوسف](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1597343945683541200/1597343994000/1280x960.jpg)
إن سرعة الحصول على المال تعني سرعة تبديده، وسهولة جنيه تعني صعوبة توجيهه إلى المنتج من المشاريع، ولنا في ذلك تجارب عديدة على مدى سنوات طويلة خلت، ففي حين نجد أن الدولة الرسمية عندكم تشكو الفاقة والعوز على الرغم مما تحصل عليه من قروض كبيرة (نحن نعلم أنها غير قابلة للوفاء بها) نجد أن ميزان عملياتكم الجارية يئن من التخمة المالية بفعل ما يحوله مواطنوكم المنتشرون في بقاع الأرض وبالأخص أرض الكويت انعكست مظاهرها على ما تملكه من مركبات فارهة ووحدات سكنية فخمة. إبان عهد الزعيم العربي الراحل جمال عبدالناصر بُدئ بمشروع قناة جونغلي (ولاية في جنوب السودان) بهدف تنقية مجرى النيل الأبيض القادم من بحيرة فيكتوريا (أكبر خزان مائي طبيعي في القارة الإفريقية حيث تبلغ مساحتها 70 ألف كيلو متر مربع) وترفد نهر النيل بما نسبته 17% من مياهه. لقد أدرك الزعيم عبدالناصر أن هذه البحيرة التي تتوسط الهضبة الاستوائية (أوغندا، كينيا، زائير) لا تقل في أهميتها عن بحيرة تانا الواقعة في الهضبة الحبشية (إثيوبيا)، بل إن هذه البحيرة زيادة على ثروتها المائية الهائلة تتقاسمها خمس دول، في حين تتقاسم مياه النيل الأزرق عشر دول (دول حوض وادي النيل). عندما كانت موارد الدولة المصرية ليست كما هي عليه الآن قام عبدالناصر بتمويل مشروع تنظيف مجرى النيل الأبيض من كل ما يعوق سرعة تدفقه، ولكن عندما توقف (لأسباب أنانية واهية أثارها الزعيم الانفصالي جون قرنق)، سلمتم بالأمر وانصرفتم عن محاولة إحيائه واستئناف العمل فيه، لقد كان جيل الثورة بحق جيل بناء وتعمير يصون ولا يبدد.في النهاية نقول إن انتفاضة الكويت التي تطالبون بها لن تجد نفعاً، فهي خاوية الأمعاء، كما أنها (الكويت) لا تستطيع أن تتخطى الحدود وتتجاوز القارات لتقطع اليد التي طالت وتجاسرت عليكم.