جريمة المعادي تهزّ مصر... والرئيس عبدالفتاح السيسي لاتفاق ملزم بشأن سد النهضة
في أحد شوارع حي المعادي الهادئ جنوبي القاهرة، سارت فتاة مصرية تدعى مريم مع صديقتها مساء أمس الأول، بعد انتهاء عملهما في أحد أشهر البنوك المصرية، قبل أن يهجم عليها لصان بسيارة ميكروباص، ويحاول أحدهما انتزاع حقيبتها منها، إلا أن الفتاة تشبّثت بالحقيبة كردّ فعل طبيعي، لكن المجرم سحلها ونثر دماءها إثر اصطدامها بسيارة متوقفة، لتهزّ الجريمة البشعة المجتمع المصري الذي طالب بالقصاص والقبض على الجناة.تحولت الجريمة إلى الشغل الشاغل لوسائل التواصل الاجتماعي، وسط تضامن واسع مع الضحية، ومطالب بتنفيذ عقوبة الإعدام في الجناة، مع تصدر «هاشتاغ «#فتاة_المعادي» للوسوم الأكثر تداولا على «تويتر» مصر، بعدها تحركت أجهزة الدولة سريعا لكشف ملابسات الحادث البشع في الساعات الأولى من صباح أمس.وبينما ألقت سلطات الأمن القبض على المتهمين، قالت النيابة العامة في بيان، إنها تلقت بلاغا يفيد بوفاة الفتاة (24 عاما)، وإن شاهدا أبلغ الشرطة برؤية سيارة ميكروباص بيضاء اللون يستقلها شخصان، وأن مرافق السائق انتزع حقيبة المجني عليها منها، مما أدى إلى اصطدامها بسيارة متوقفة، ومن ثم وفاتها.
وأظهرت شهادة الشهود ومقاطع مرئية من آلات المراقبة المطلة على موقع الحادث، تفاصيل الجريمة، إذ كانت المجني عليها تتحدث مع صديقتها، فاقتربت سيارة ميكروباص بيضاء اللون مطموسة بيانات لوحتها المعدنية الخلفية، وانتزع مرافق السائق حقيبة المجني عليها التي كانت ترتديها على ظهرها، وتشبثت بها خلال تحرك السيارة، مما أخل بتوازن المجني عليها، فارتطم رأسها بمقدمة السيارة التي كانت تتوقف بجوارها، وظلت المجني عليها قرابة نصف ساعة بمكان الحادث حتى قدوم سيارة الإسعاف، لكنّها فارقت الحياة. ونجحت أجهزة الشرطة في استخدام شهادة الشهود والمقاطع المرئية في الوصول إلى صاحب السيارة الذي اتضح أنه يؤجرها لأحد الجناة، وعن طريقه استطاعت قوات الأمن إلقاء القبض على الجانيين في الساعات الأولى من صباح أمس.ووسط دعوات بتنفيذ عقوبة الإعدام على المتهمين، يبدو أن ذلك سيكون مصيرهما فعلا لارتكاب عدة جرائم مغلظة العقوبة، وهي جناية السرقة بالإكراه، والشروع في خطف أنثى، والقتل العمد من غير إصرار ولا ترصّد، والأخيرة تضمن لصاحبها الإعدام إذا ما تقدّمتها أو ارتبطت بها جناية أخرى.إلى ذلك، ناقش الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ملف مفاوضات سد النهضة المتعثرة، مع رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، وهاتف الأخير الرئيس المصري مساء أمس الأول.وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، بأن الاتصال تناول تطورات ملف السد الإثيوبي، وذلك في ضوء رعاية الاتحاد الإفريقي برئاسة جنوب إفريقيا للمفاوضات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا.وجدد السيسي التأكيد على الثوابت المصرية بشأن «النهضة»، خاصة ما يتعلق باستئناف المفاوضات الثلاثية، لبلورة اتفاق قانوني ملزم وشامل بين الأطراف المعنية، حول قواعد ملء وتشغيل السد، ورفض أي عمل أو إجراء يمس بحقوق مصر في مياه النيل.