استقال سورونباي جينبيكوف رئيس قرغيزستان، أمس، مخلفاً فراغاً في السلطة بعد أيام من الاضطرابات التي أعقبت انتخابات مثيرة للجدل.

وأصبح جينبيكوف، الذي قال إنه كان يريد منع اشتباك قوات الأمن مع المحتجين المطالبين بتنحيه، ثالث رئيس قرغيزي تطيح به احتجاجات شعبية منذ 2005.

Ad

ولم يتضح حتى الآن من سيتولى زمام الأمور في البلاد. وينص الدستور على انتقال صلاحيات الرئيس إلى رئيس البرلمان كانات بك عيساييف. لكن بعض جماعات المعارضة تريد تنحي عيساييف أيضاً ووضع مقاليد الحكم في يد صادر جباروف وهو سياسي قومي اختير رئيساً للوزراء بعدما حرره أنصاره من السجن الأسبوع الماضي.

وبالفعل أعلن جباروف في وقت لاحق أنه يتولى سلطات الرئاسة مؤقتاً.

وكان عيساييف قال، إن البرلمان سيقبل استقالة جينبيكوف اليوم لكنه لم يوضح نواياه كلياً.

ونقل عنه الموقع الإخباري المحلي (24.كيه.جي) قوله، إنه لا يملك "أي حق أخلاقي" لتولي الرئاسة بسبب وضع البرلمان الذي يواجه إعادة للانتخابات المثيرة للجدل. ويجتاح التوتر قرغيزستان منذ الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 4 أكتوبر والتي رفضت المعارضة نتائجها بعدما أعُلن فوز حلفاء جينبيكوف بها.

وقال جينبيكوف، في بيان إعلان استقالته، إنه يخشى اندلاع أعمال عنف إذا نفذ المتظاهرون تهديدهم بالتوجه إلى مقر إقامته.

وأضاف "ستكون القوات العسكرية والأمنية حينها ملزمة باستخدام أسلحتها لحماية المقر الرسمي. سوف تسفك الدماء لا محالة".

وتابع "لا أريد أن يسجل تاريخ قرغيزستان اسمي على أنني رئيس سفك الدماء وأطلق النار على شعبه". وأبطلت السلطات نتيجة الانتخابات بعدما خرج أنصار المعارضة إلى الشوارع وسيطروا على مبانٍ حكومية.

وأعلن جينبيكوف الأسبوع الماضي أنه يعتزم الاستقالة لكنه لم يذكر موعداً محدداً. وقال في مطلع هذا الأسبوع إنه سيظل في الحكم لحين إجراء انتخابات جديدة.

لكن أنصار جباروف رفضوا إرجاء تنحيه وطالبوه بالاستقالة على الفور.

ونظم المئات من أنصار جباروف احتجاجاً أمس، على بعد نحو 700 متر من مقر الرئيس. ومع ورود نبأ استقالة جينبيكوف بدأوا في الهتاف "البرلمان يجب أن يرحل" و"عيساييف يجب أن يرحل".

وتستضيف قرغيزستان قاعدة عسكرية روسية ومنجماً كبيراً للذهب تملكه كندا. وقالت روسيا، التي تعتبر الجمهورية السوفياتية السابقة ضمن نطاق نفوذها، إنها ستكون مسؤولة عن حفظ الاستقرار في قرغيزستان وحذرت من احتمال انزلاقها إلى الفوضى.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنه تحدث هاتفياً مع نظيره القرغيزي روسلان قازاقباييف وتعهد بمساعدة "السلطات الشرعية" في العمل على استقرار الوضع. وقد ينظر لهذا الاتصال على أنه اعتراف بشرعية جباروف نظراً إلى أنه هو من اختار قازاقباييف لشغل هذا المنصب الأسبوع الحالي.

وسبق أن شغل قازاقباييف منصب وزير الخارجية بين 2010 و2012.