إلهام علييف : لا نحتاج لمرتزقة... و«الدرون» التركية خسّرت أرمينيا مليار دولار
يريفان: أنقرة أغلقت مجالها الجوي أمام طائرات المساعدات
وجّه رئيس أذربيجان إلهام علييف رسالة إلى حكومة وشعب أرمينيا دعاهم فيها إلى وقف إراقة الدماء بسبب النزاع الحاصل بين قوات بلاده والقوات الأرمنية في إقليم ناغورني كاراباخ المتنازع عليه.وكتب علييف على "تويتر": "أبعث رسالة واضحة إلى الحكومة والشعب الأرمني بأن يوقفوا محاولاتهم لاستعادة المناطق المحررة"، مضيفاً: "سيقود ذلك فقط، لفقدان أرواح جديدة وإراقة المزيد من الدماء".كما أعلن في مقابلة مع تلفزيون "فرانس 24"، أن معدات عسكرية للقوات المسلحة الأرمنية بقيمة مليار دولار تم تدميرها باستخدام الطائرات المسيرة (درون) التي تم شراؤها من تركيا.
وأضاف: "بالطبع، نستخدم أيضاً درون تم الحصول عليها من مصادر أخرى، ونستخدم المدفعية والعديد من الوسائط الحربية الأخرى، ومع ذلك، تسببت الطائرات من دون طيار فقط في إلحاق أضرار بأرمينيا بقيمة مليار دولار".وتابع أنه "لم تقدم أي دولة أدلة تثبت مزاعم استعانة باكو بمرتزقة من الشرق الأوسط في كاراباخ. واستطرد: "ليس لدينا مرتزقة. هذا موقفنا الرسمي، لقد مضى أكثر من أسبوعين على بدء الاشتباك، ولم تقدم لنا أي دولة أي دليل على ذلك".وقال الرئيس الأذربيجاني: "لسنا بحاجة إلى هذا. لدينا جيش يتكون من أكثر من 100 ألف جندي، وكل ما نقوم به اليوم في ساحة المعركة يظهر أن جيشنا قادر على تحرير أراضيه".في السياق، كشفت صحيفة صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن تركيا مستمرة، منذ سبتمبر الماضي، في نقل المرتزقة السوريين للقتال في كاراباخ.وأوضحت أن أنقرة تنقل المرتزقة من سورية إلى أراضيها أولاً، ومن هناك على متن رحلات تجارية مباشرة إلى أذربيجان، بمعدل 100 مسلح في كل دفعة، مشيرة الى أنه تم وفق هذا السيناريو، تجنيد نحو 1500 مسلح إلى اليوم، تخصص أنقرة لكل منهم مبالغ مالية تصل إلى ألفي دولار شهرياً، كإغراءات مالية لإقناعهم بالقتال في الإقليم.ونقلت الصحيفة في تقريرها شهادات لبعض من المرتزقة، الذين أقروا بفرار وعودة العشرات منهم بسبب تصاعد حدة المعارك في كراباخ.ووفق الصحيفة كذلك، يطالب أكثر من 200 مسلح آخرين تركيا بإعادتهم على الفور، بعد ارتفاع أعداد القتلى في صفوفهم.وأشارت تقارير أخرى إلى وصول أكثر من 70 جثة إلى عائلاتها في سورية، سقطوا في المعارك الدائرة في الإقليم.وفيما ينذر بتفجّر أزمة إنسانية في كاراباخ، اتهمت أرمينيا تركيا أمس، بمنع رحلات جوية تنقل مساعدات عاجلة إلى كاراباخ من التحليق في مجالها الجوي. وقال المفوض الأعلى لشؤون الشتات في أرمينيا زاره سنانيان، إن توصيل 100 طن من المساعدات الأميركية تعطل بعدما منعت تركيا الطائرة المتجهة إلى أرمينيا حاملة المساعدات من استخدام مجالها الجوي.وتلقت لجنة الطيران المدني الأرمينية، أمس الأول، إخطاراً بأن رحلة الخطوط الجوية القطرية القادمة من لوس أنجلس ألغيت دون ذكر أسباب.وقال رئيس اللجنة تاتيفيك ريفازيان لرويترز: "لدينا ما يدعونا للقول، إن تركيا أغلقت مجالها الجوي عن عمد"، مضيفاً أن أرمينيا تبحث عن مسار بديل يمر فوق روسيا أو جورجيا.ولم يتسن الحصول على تعقيب من وزارة الخارجية التركية المسؤولة عن شؤون المجال الجوي.وإلى جانب القلق على الوضع الإنساني هناك مخاوف من أن تنجر روسيا وتركيا إلى الصراع. وزادت صادرات تركيا العسكرية إلى حليفتها أذربيجان ستة أمثالها هذا العام حسبما أظهرت بيانات فيما توجد اتفاقية دفاع بين أرمينيا وروسيا.وحذرت منظمات دولية منها اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن الصراع، الذي يتزامن مع جائحة "كورونا"، قد يجعل عشرات الآلاف في حاجة لمساعدات في الأشهر المقبلة.في غضون ذلك، واصل طرفا الصراع، أمس، تبادل الاتهامات بانتهاك وقف النار الذي تم الاتفاق عليه قبل أسبوع بهدف تمكين الجانبين من تبادل الأسرى وجثث قتلى الاشتباكات التي اندلعت منذ 27 سبتمبر الماضي.وأعلنت وزارة الدفاع في كاراباخ، أنها سجلت 49 قتيلاً جديداً ضمن صفوف قواتها المسلحة ما يرفع عدد قتلاها إلى 604.وأكدت من ناحيتها وزارة الدفاع الأذربيجانية أن الجيش يحتفظ "بتفوق ميداني" على طول خط التماس مع كاراباخ لكن الوضع في مناطق إغدير، آغدام، فيزولي، هدروت وجبرائيل لا يزال متوتراً.أما وزارة الدفاع الأرمنية، فذكرت أمس، أن مواجهات عنيفة دارت في جنوب خط التماس في كاراباخ، واتهمت القوات المسلحة الأذربيجانية بإطلاق نيران مدفعية من الشمال والجنوب الشرقي.وجدّدت موسكو، أمس، موقفها من إمكان نشر قوات حفظ سلام روسية أو مراقبين في كاراباخ، مؤكدة أن ذلك لا يمكن القيام به إلا بموافقة أذربيجان وأرمينيا.وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن "السؤال الأساسي هنا هو كيف ينظر الطرفان المتنازعان إلى هذا الأمر. فأي نشر لأي قوات حفظ سلام أو مراقبين ممكن فقط بموافقة الجانبين"، مضيفاً أن الجانبين لم يعطيا أي جواب على هذه المسألة.