قال وزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد الناصر إن «الكويت تحث دول العالم على اعتماد سياسات تنتهج استعادة مواطنيهم المقاتلين الأجانب من مناطق النزاع»، مؤكداً أنها «قطعت شوطاً كبيراً في الجهود الرامية لمكافحة الإرهاب والتطرف الفكري والتي أولت هذا التصدي اهتماما بالغا على مختلف المستويات وعبر تعاون مشترك بين الجهات الرسمية في إعداد برامج ثقافية وتأهيلية للعائدين من مناطق النزاع وإدماجهم مع المجتمع المدني، لاستئصال ونبذ هذه الأفكار الضالة لما تشكله من تهديد وخطر جسيمين على السلم والأمن الدوليين».جاء ذلك خلال ترؤسه وفد الكويت المشارك في أعمال الجلسة الافتراضية الخاصة التي نظمها منتدى أنطاليا الدبلوماسي الأول بالتعاون مع المعهد الدولي للعدالة وسيادة القانون تحت عنوان «جهود مكافحة الإرهاب في ظل ظروف الوباء» والتي عقدت تحت رعاية مشتركة من وزير خارجية تركيا مولود أوغلو ووزير خارجية جمهورية مالطا الصديقة إيفارست بارتول أمس عبر تقنية الاتصال المرئي.
وبيّن الناصر، في كلمة له بالمنتدى، أن «مكافحة الارهاب تستوجب من الجميع الالتفات إلى أهمية تعزيز الشراكة الدولية والعمل على وتيرة واحدة لتحقيق نجاحات إضافية مع تضافر المجتمع الدولي للقضاء على ظاهرة الإرهاب وتجفيف منابعه وتمويله وتقديم الدعم الكامل لتحقيق ركائز الأمن والاستقرار في مناطق النزاع».
نتائج إيجابية
وأكد أهمية المحافظة على الجهود المبذولة والنتائج الايجابية التي تحققت أخيرا من المجتمع الدولي في محاربة الارهاب والعمل على متابعة آخر التطورات المتعلقة بالجهود المشتركة إزاء هذه المتغيرات الدولية المتسارعة.وثمن دور المعهد الدولي للعدالة وسيادة القانون في مواجهة خطر الإرهاب وتداعياته وإفرازاته على الساحة الدولية، مؤكدا ان الكويت تعمل من خلال عضويتها ودورها الفعال في المجلس التأسيسي للمعهد الدولي في سبيل مواجهة آفة التطرف والإرهاب والعمل على تطوير وسائل مواجهته بكافة الإمكانات.عودة المقاتلين
وأضاف أن «ظاهرة الإرهاب لا تزال تشكل خطرا جسيما وتهديدا للسلم والأمن الدوليين وأصبح أثرها على المجتمعات المدنية سواء التدمير أو نشر أفكار غريبة»، مشيرا إلى أن ذلك «نلتمسه عند عودة المقاتلين الأجانب من مناطق النزاع باعتناقهم مذاهب لا صلة لها بديننا الإسلامي الحنيف بل على النقيض حيث تعد هدما للبيئة الاجتماعية والأخلاقية وقيم الإسلام السامية».وأردف: «ولا تزال تواجه مجتمعاتنا التأثيرات السلبية لمثل هذه الآفة التي تمثلت في أساليب وسلوكيات خاطئة ودخيلة على مجتمعنا أخطرها الانحراف الفكري ونشر التطرف بين فئة الشباب من خلال بث السموم واعتناق أفكار ضالة والابتعاد عن منهج الوسطية والاعتدال والتسامح التي هي من السمات الرئيسية في ديننا الحنيف».وضم وفد الكويت مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب الوزير السفير صالح اللوغاني ومساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والتعاون الدولي الوزير المفوض ناصر الصبيح وعددا من كبار مسؤولي الوزارة.الكويت تقدم 1.5 مليون دولار لدعم «الأونروا»
أعلن وزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد الناصر تقديم مبلغ 1.5 مليون دولار مساهمة من الكويت لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ودعماً لأهدافها النبيلة التي ترمي إلى ضمان وحماية اللاجئين الفلسطينيين، وتأمين إيصال المساعدات وتقديم الخدمات الرئيسية لهم.جاء ذلك خلال مشاركة الناصر في أعمال مؤتمر الحوار الاستراتيجي الثالث حول وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) الذي عقد أمس، عبر تقنية الاتصال المرئي والمسموع بدعوة مشتركة من الأردن والسويد بهدف تعزيز دور الوكالة، إذ تم خلال المؤتمر بحث أنجع السبل لضمان استدامة أعمال وبرامج الوكالة وتوفير المساعدات الطارئة للأشقاء الفلسطينيين وحشد الدعم الدولي في هذا الإطار.