تضاعفت استثمارات رأس المال المغامر بـ5 مرات خلال العقد الماضي لتبلغ 264 مليار دولار في 2019.

كما ارتفع عدد الشركات المقيّمة بأكثر من مليار دولار أو اليونيكورنز من 20 شركة إلى 200 شركة حاليا.

Ad

وهيمن قطاع التكنولوجيا على هذه الاستثمارات، بما في ذلك الحوسبة السحابية وتطبيقات الأجهزة المحمولة ومنصات التعلّم الآلي.

لكن هناك مجالا استثماريا آخر يشهد شعبية متزايدة: «التكنولوجيا المتعلقة بتغير المناخ».

فبالنظر إلى ما بعد «كورونا»، يمكن القول إن أكبر تحدّ أمام العالم هو خفض انبعاثات الغازات الدفيئة إلى النصف خلال 10 سنوات، لكن هذا التحول يحتاج إلى تسويق سريع واستثمارات هائلة.

وقد شجع ظهور الفئة الأولى من يونيكورن تكنولوجيا المناخ مثل Tesla وBeyond Meat وNest رأس المال المغامر ليكون أكثر صبرا وأكثر شجاعة.

ووفق PWC، فقد بلغ تمويل المشاريع في المراحل المبكرة لشركات تكنولوجيا المناخ حوالي 418 مليون دولار عام 2013، ارتفع هذا المبلغ إلى 16.1 مليارا العام الماضي، بمعدل نمو سنو بـ 84 بالمئة.

كما تعهد نحو 300 شركة ضخمة للوصول إلى «صفر» من الانبعاثات الكربونية قبل 2050.

يرى الخبراء أن كل تعهد يمثّل فرصة استثمارية، ويخلق طلبا على حلول تخدم هذه الرؤية.

وبالفعل من بين الشركات الناشئة في تكنولوجيا المناخ التي حصلت على استثمارات أولية investments Seed، حصل 29 بالمئة على جولة أخرى series A في غضون 36 شهرا.

بالنسبة للشركات الناشئة الأخرى، 19 بالمئة فقط يحصل على تمويل ثان أو من السلسلة A في غضون 36 شهرًا!

على مدار السنوات السبع الماضية، يمثّل قطاع النقل والتنقل 63 بالمئة من إجمالي تمويل تكنولوجيا المناخ أو Climate tech، حيث اجتذبت الاستثمارات في السيارات الكهربائية والتنقل الجزئي مثل السكوترز والدراجات اهتمام المستثمرين.

يليه الغذاء والزراعة واستخدام الأراضي في تكنولوجيا المناخ، مثل الأطعمة البديلة والزراعة الدقيقة والروبوتات، حصل على تمويل بنسبة 13.6 بالمئة أو بـ 8 مليارات دولار.

جزء كبير من النمو حصل في الأطعمة البديلة، مثل بدائل اللحوم والزراعة الدقيقة. وحصل قطاع الطاقة على 8 بالمئة فقط من مجموع الاستثمارات في نفس الفترة!

ونمت الصفقات في مجال توليد الطاقة المتجددة وتخزين الطاقة وإدارة الشبكة بشكل أكبر من الصفقات في قطاع الوقود النووي والوقود البديل، في حين حصلت الصناعات الثقيلة على 6.4 بالمئة من إجمالي الاستثمارات، والبناء والإنشاءات 6.2 بالمئة، وجمع بيانات المناخ والأرض نحو 2 بالمئة، وحصد وتخزين الغازات الدفيئة جمعت أقل من 1 بالمئة من إجمالي الاستثمارات، عند 506 ملايين دولار فقط.

وفي هذا السياق، أوضح بن كوومبس، وهو كبير الخبراء الاقتصاديين في فريق الاستدامة وتغير المناخ في «بي دبليو سي»، أن اهتمام رأس المال المغامر بتقنيات المناخ تفوق على الاستثمارات التقليدية، «جغرافياً حصلت أميركا الشمالية على استثمارات بـ29 مليار دولار في هذا القطاع خلال الفترة 2013 و2019، في حين حصلت الصين على 20 مليار دولار و7 مليارات دولار في أوروبا، الشرق الأوسط وشمال إفريقيا شهد استثمارات بنحو مليار دولار فقط، ربعها تحقق العام الماضي، لكنني أتوقع ارتفاعاً مطّرداً في الاستثمارات في تقنية المناخ خلال العقد المقبل».

وتابع قائلا: «نرى الكثير من الشركات في المنطقة تتعهد بصفر انبعاثات كربونية.. هذا إضافة إلى تأسيس العديد من صناديق رأس المال المغامر التي تتجه للاستثمار نحو الابتكار والرقمنة بشكل ملحوظ هذا العام، بالرغم من التحديات التي فرضها كوفيد 19».

وأوضح أن أحد الأسباب التي دفعت pwc لإطلاق هذا التقرير هو أن «نخبر الناس أن تقنية المناخ قطاع جيد لتحقيق نمو أفضل ومناخ أفضل يمكنكم الحصول على مخرجات أفضل هنا! نأمل أن تأخذ صناديق رأس المال المغامر هذا القطاع بجدية أكثر لأننا بحاجة ماسة إلى أن تنمو الاستثمارات البالغة 16 مليار دولار خلال 5 إلى 10 سنوات المقبلة، لنحقق المستويات المطلوبة من الانبعاثات الكربونية في 2030».

وسيستمر جزء كبير من الاستثمارات في الاتجاه إلى قطاع التنقل والبنية التحتية والشوارع الذكية، في حين يتمتع قطاع الطاقة بفرص كبيرة للاستثمار في مجال البطاريات المتقدمة وتخزين الطاقة ومجال ربط الشبكات والشبكات اللامركزية.