زينب دشتي: على فنان الكاريكاتير التجدد الدائم وعدم التخلف عن الركب

«الكويت رائدة خليجياً برساميها المشهورين... والأولى في حرية الرأي»

نشر في 19-10-2020
آخر تحديث 19-10-2020 | 00:04
زينب دشتي رسامة كاريكاتيرية كويتية، تنتمي لجيل الشباب، برزت بأعمالها المميزة، التي تحمل نكهة التكنولوجيا الحديثة، وشاركت في العديد من المعارض المحلية والخليجية والعربية.
وهي تفضِّل في أعمالها الكاريكاتيرية، المجال الاقتصادي، وتركز على بورصة الكويت وعمليات التداول فيها، فترسم أهم الأحداث التي يمر بها المتداول، وتلخص وضع الأسواق المالية بشكل طريف، يلامس واقع المتداول العادي، وتعتبر خطط الإصلاح الاقتصادي منبعاً لأفكارها.
ورغم ذلك لا تحصر نفسها كلياً في الاقتصاد، بل تساير الأحداث والقضايا العالمية كذلك، فرسمت في قضايا البيئة، وأهمها التغيّر المناخي، وشاركت بهذه الرسوم في معارض مختلفة، حازت بها الإعجاب.
«الجريدة» حاورت دشتي لتتعرف إليها، وتجربتها الناجحة في فن الكاريكاتير، وتستشرف آراءها في الحركة الكاريكاتيرية الكويتية، فتحدثت عن تقدّم الكويت في فن الكاريكاتير خليجياً، وفي السطور التالية تفاصيل الحوار:
● كيف ترين الكويت بالنسبة للحركة الكاريكاتيرية الخليجية والعالمية؟

- تزخر الكويت بعدد كبير من رسامي الكاريكاتير، المعروفين خليجيًّا وعربيًّا، بل وعالميًّا أيضًا، كما تحتل المساحة الأكبر في المنطقة من حيث حرية التعبير والنشر، حتى أنها تصدرت مؤشر حرية الصحافة على مستوى الخليج لعام 2020. وقد أسست جمعية الكاريكاتير الكويتية في عام 2017، وهي تضم مجموعة من رواد الحركة الكاريكاتيرية المحليين كأعضاء شرف، تقديرًا لهم، إضافة إلى الاستفادة من خبراتهم الواسعة في هذا المجال. وفي الكويت، يجمع فن الكاريكاتير في ظلاله، إلى جانب فنانيه التقليديين، فناني الرسوم المتحركة (الإنيميشن)، وكذلك الرسومات اليابانية (الأنمي)، والرسومات المصورة، وفنون البورتريه.

تجربة ناجحة

● كيف تقيمين تجربة الشباب الكويتيين في فن الكاريكاتير؟

-أعتقد أن تجربة جيل الشباب في هذا المجال من التجارب الناجحة جداً، وأكثر ما يميزها هو احتكاكهم بجيل الرواد، مثل الفنان عبدالرضا كمال، وعبدالعزيز آرتي، وعبدالوهاب العوضي، وفاضل الرئيس، وغيرهم من فنانين لهم بصمة في تاريخ الفن. كما يميز جيل الشباب ظهور تقنيات حديثة في الرسم والتأثيرات أسهمت في تطوير الأعمال الكاريكاتيرية، إضافة الى سهولة الانتشار، سواء بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي، أو الجرائد الإلكترونية، أو غيرها من الأدوات، كما أن الاحتكاك والتواصل مع فناني العالم، والمشاركة في المعارض العالمية أصبح أكثر سهولة، وكلها أمور رئيسية في نجاح تجربة فنان الكاريكاتير المعاصر.

● وما نوعية الأعمال والقضايا التي تركزين عليها في فنك؟

- أُفضِّل عملية التخصص دائمًا، وأركز في أعمالي على المجال الاقتصادي، وخاصة التداول في بورصة الكويت، فأرسم أهم الأحداث التي يمر بها المتداول، وألخص وضع الأسواق المالية بشكل طريف، يلامس واقع المتداول العادي، كما أعتبر خطط الإصلاح الاقتصادي منبعًا للأفكار. لكن هناك قضايا عالمية مهمة أيضًا تفرض نفسها عليّ، مثل: البيئة، والتغير المناخي، وهما من أهم القضايا التي أركز عليها في المعارض.

● وما المجال الذي لا تحبين الرسم فيه؟

-أبتعد في أعمالي عن القضايا الاجتماعية والسياسية، إلا أنه أحيانا عند المشاركة في المعارض، يوضع عادة عنوان محدد للمعرض، قد يكون سياسيًّا، أو اجتماعيًّا، فيلزمني بالمشاركة بأعمال تناسب الموضوع العام للمعرض.

● برأيك... ما أهمية التكنولوجيا والتطور الرقمي الذي نعيشه في عالم الكاريكاتير؟

- التكنولوجيا سهلت لنا التواصل مع فناني العالم العربي، وقد بدأ التعارف بيننا في الملتقى الدولي السادس للكاريكاتير في مصر، وهو يعتبر من أوائل معارض الكاريكاتير الخارجية التي شاركت بها، حيث اختيرت الكويت ضيف شرف المعرض، وكانت مبادرة ممتازة للاحتكاك، والتعرف إلى الفنانين العرب.

وخلال شهر رمضان السابق، وفي عز جائحة كورونا، قمنا بعمل معرض مشترك للكاريكاتير باسم "رمضانيات"، بالتعاون مع جمعية الكاريكاتير المصرية، وجمعية الكاريكاتير الكويتية، وموقع توميتو كارتون الأردني، إضافة إلى الجمعية المغربية للكاريكاتير، وهو ما يعزز أطر الصداقة والتعاون بين فناني الكاريكاتير العرب.

الرسومات الهزلية

● باعتبارك فنانة كاريكاتير. ماذا يميز فنان الكاريكاتير؟

-إن أكثر ما يميز فنان الكاريكاتير هو إظهار الصور والرسومات الهزلية كفنّ من الفنون الجميلة، فالمبالغة في إظهار تحريف الملامح، أو ما يميز الجسم، أو حتى التصرفات، بهدف السخرية، أو النقد، يوصل الأفكار بطريقة سهلة، وأكثر ثباتًا وتداولًا لدى المتلقي.

الأنظمة الرقمية

● وما تأثير التطور التكنولوجي على فن الكاريكاتير؟

-لقد أثر التطور التكنولوجي في فن الكاريكاتير تأثيرًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، بتحويل الأعمال والرسوم الكاريكاتيرية إلى أشكال رقمية، إلا أن استخدام الأنظمة الرقمية يحتاج إلى مهارات وتدريب معيّن، لاستخدام هذه الأجهزة، بل يتطلب معرفة متطورة بوظائف هذه البرامج.

وهذا التحول الرقمي لفن الكاريكاتير ساعده في الانتشار والتواصل غير المحدود عالميًّا، ومحا اختلاف اللغات، وسهّل من المشاركات العالمية، التي لا تتطلب تكاليف النقل والشحن، كبقية الأعمال الفنية، مثل الرسم التشكيلي، والنحت، والخزف، وغيرها، وكلها أمور تخدم الكاريكاتير، ومنه اكتسب فنان الكاريكاتير أهمية كبيرة، حيث زادت جاذبيته علي قطاع أكبر من المتابعين، وكلما زادت جرأة العمل، زادت قوة التأثير بالضوابط المعروفة لدى الفنان.

● ما المعوقات أمام تطور فنان الكاريكاتير؟

-متى ما توقف الفنان عن تطوير نفسه أمام أجهزة الحواسيب، وتعلّم البرامج التي تظهر على الدوام، فسيجد نفسه عاجزًا عن مواكبة الركب، فلقد ظهرت في الفترة الأخيرة رسومات فن الكاريكاتير المتحركة، وهو من أنواع الفنون التي تحتاج إلى تدريب مكثف، ومحاولات، ووقت، حتى يتم إبراز العمل بشكل جيد، ويصل فيها الفنان الكاريكاتيري إلى تخصص، واحتراف، وليس هواية فقط، كما يحتاج الفنان أيضًا إلى مساحة حرية كبيرة، فيلجأ عادة إلى الرمزية في أعماله، بدون إدخال شروحات، أو كلمات.

● وهل ترين للكاريكاتير دورًا في التغيير الاجتماعي؟

-بالطبع، يعتبر فن الكاريكاتير أحد أهم الفنون التي تلعب دورًا مهمًّا في التغيير الاجتماعي، إلا أن مدى سقف الحريات، ليس في المجال الحكومي فقط، بل الشعبي أيضًا، ورقابة المجتمع لهما سطوة، وتأثير كبير على نوعية الأعمال الكاريكاتيرية المطروحة.

التكنولوجيا ومواقع التواصل والصحف الإلكترونية سر نجاح رسامي الكاريكاتير الجدد

الرسوم المتحركة نتاج الحداثة... ورقابة المجتمع لها سطوة على الأعمال

قهرنا "كورونا" بمعرض "رمضانيات"... والتعاون مع الفنانين العرب مستمر
back to top