إقليم ناغورني كاراباخ: خروقات للهدنة الثانية

إردوغان يهاجم «ثلاثي مينسك»: يدعم أرمينيا

نشر في 19-10-2020
آخر تحديث 19-10-2020 | 00:00
رئيس الوزراء الأرمني مقبلاً يد زوجة جندي قتل في المعارك خلال جنازته في يريفان  (ا ف ب)
رئيس الوزراء الأرمني مقبلاً يد زوجة جندي قتل في المعارك خلال جنازته في يريفان (ا ف ب)
تبادلت أذربيجان وأرمينيا الاتهامات، أمس، بخرق «هدنة إنسانية» جديدة دخلت حيّز التنفيذ عند منتصف ليل السبت - الأحد، في إقليم ناغورني كاراباخ، بعد أسبوع على بدء سريان وقف أول لإطلاق النار تم التوصل إليه بإشراف موسكو، لكنه لم يُحترم إطلاقاً.

واتهمت وزارة الدفاع الأذربيجانية القوات الأرمنية بـ «خرق الاتفاق الجديد بشكل خطير»، منددةً بقصف مدفعي وهجمات على طول الجبهة.

من ناحيتها، أفادت وزارة الدفاع الأرمنية بإطلاق قذائف مدفعية وصواريخ أذربيجانية على شمال الجبهة وجنوبها.

وتحدث جيش «جمهورية ارتساخ» الأرمينية المعلنة من طرف واحد في كاراباخ عن هجوم معاد صباحا في الجنوب، مشيراً في الوقت نفسه الى مقتل 40 جنديا آخر في عداده، ليرتفع عدد القتلى في صفوفه إلى 673 منذ نشوب الصراع في 27 سبتمبر.

من ناحيته، شن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، هجوما لاذعا على فرنسا​

و​أميركا ​و​روسيا​ التي ترأس مجموعة مينسك للوساطة في هذا الصراع، معتبرا أن «ثلاثي مينسك لم يقم بإنهاء الأزمة وإعادة أراضي ​أذربيجان​ لها، ويقف إلى جانب ​أرمينيا​ ويدعمها بشتى أنواع الأسلحة​​​​​​​، بينما تركيا وحدها تدعم أذربيجان، والغرب يكتفي بموقف المتفرج».

وتعكس هشاشة الهدنة الجديدة التي أعلنت بعد اتصال بين وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف ووزيري خارجية البلدين المتنازعين، ودعوته الجانبين إلى تطبيق الهدنة التي توسط فيها قبل أسبوع، وقالت فرنسا إنها توسطت فيها، تعقيدات الموقف، ويبدو أن النزاع بعد ثلاثة أسابيع من المعارك، سيكون طويل الأمد. ويرى الخبير في المركز الجورجي للتحليل الاستراتيجي، غيلا فاسادزي، أن أذربيجان لا تزال «بعيدة كل البعد عن السيطرة على كاراباخ، لذلك فإن هذه المرحلة الساخنة من النزاع ستدوم»، إلا في حال حصول خرق أو نجاح الضغوط الدبلوماسية.

ومنذ إعلان وقف إطلاق نار عام 1994، ورغم حصول اشتباكات بشكل منتظم، تتمتع «جمهورية ارتساخ» (ناغورني كاراباخ) المعلنة من جانب واحد، بحكم الأمر الواقع باستقلالها، وتحظى بدعم أرمينيا وتحمي أراضيها بسبع مناطق أذربيجانية محتلة. ويبدو أن هذا الوضع بات مهددا اليوم.

وإذا كانت أذربيجان التي تملك أسلحة أفضل، استعادت السيطرة على بعض الأراضي، فإن معظم الخطوط المعززة الأرمنية قاومت حتى الساعة. ويتمركز الانفصاليون في الجبال، وهذه ميزة استراتيجية يتمتعون بها.

غير أن كلفة الانتصارات الأذربيجانية مجهولة، لأن باكو لا تنشر أي حصيلة للخسائر البشرية. وتقول سلطات كاراباخ إن هذه الحصيلة هائلة.

ولا يزال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان مصمماً على القتال، ويدعو إلى «الاتحاد» من أجل «ضمان استقلال» الإقليم، ويتّهم أذربيجان بأنها أداة بيد تركيا لمواصلة «إبادتها»، في إشارة إلى حوالى 1.5 مليون أرميني قُتلوا في عهد السلطنة العثمانية.

من جهته، أظهر الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف عداء كبيرا، واصفا الأرمن بـ «الكلاب» و»الفاشيين» و»الوحوش البرية».

وبفضل مواردها النفطية، تمكنت باكو من التسلح، مستعينةً بحليفتها الرئيسية تركيا، إضافة إلى روسيا وإسرائيل. لذلك تعوّل على انتصار عسكري. وتملك أذربيجان معدّات أحدث بكثير من تلك التي يملكها الانفصاليون المدعومون مالياً وعسكرياً من أرمينيا، وهي دولة أفقر بكثير من أذربيجان، تسلّحها موسكو بشكل أساسي. وتريد باكو بعد 30 عاماً على الوضع القائم، أن تكون تركيا المؤيدة لخطها، منخرطةً أكثر في المحادثات.

من جهتها، أنكرت أرمينيا «المبادئ الأساسية» لمجموعة مينسك التي تنصّ على انسحاب أرميني من المناطق الأذربيجانية مقابل إجراء استفتاء في المستقبل حول وضع الإقليم. في هذا السياق، وضعت موسكو التي تربطها معاهدة عسكرية بيريفان، خطا أحمر. فإذا تجاوز النزاع حدود كاراباخ وأصبحت أرمينيا في مرمى النيران بشكل مباشر، فسيفي «الكرملين» «بالتزاماته» وسيقدم مساعدته ليريفان.

back to top