الفوز رغم فارق أقل بملايين الأصوات: من هي الهيئة الناخبة في الولايات المتحدة؟
جدل «النظام المبهم» يعود للواجهة قبل معركة ترامب وبايدن
ليلة 8 نوفمبر 2016 وبكلمة «جميل» وصف دونالد ترامب الحديث العهد في معترك السياسة فوزه المفاجئ على منافسته هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة.وليست تفاصيل الفوز بهذا الوضوح.فوزيرة الخارجية السابقة حصلت على قرابة ثلاثة ملايين صوت أكثر مما حصل عليه منافسها الجمهوري.
لكن بفوزه الضئيل في ولايات حاسمة تخطى ترامب عتبة 270 صوتاً الضرورية من أصوات الهيئة الناخبة للفوز بمقعد البيت الأبيض.وقبل أقل من ثلاثة أسابيع من انتخابات 2020 التي يتواجه فيها ترامب والديموقراطي جو بايدن، فإن قواعد هذا النظام المبهم، وإن كان برأي البعض عفا عليه الزمن، تعود إلى الواجهة.
الهيئة الناخبة
يلتقي أعضاء الهيئة الناخبة وعددهم 538 في عواصم ولاياتهم مرة كل أربع سنوات بعد الانتخابات الرئاسية لتحديد الفائز.يتعين على مرشح رئاسي أن يحصل على الغالبية المطلقة من أصوات الهيئة، أي 270 من 538 صوتاً، للفوز.ويعود هذا النظام إلى دستور 1787، الذي يحدد قواعد الانتخابات الرئاسية بالاقتراع العام غير المباشر في دورة واحدة.وكان الآباء المؤسسون للولايات المتحدة يرون في ذلك تسوية بين انتخاب رئيس بالاقتراع العام المباشر وانتخابه من قبل الكونغرس وفق نظام اعتبروه غير ديموقراطي.ورفعت إلى الكونغرس على مر العقود مئات المقترحات لاجراء تعديلات أو لالغاء الهيئة الناخبة، إلا أن أياً منها لم يمر.وعاد النقاش مجدداً مع فوز ترامب، وفي حال كان سباق 2020 مثيراً للقلق، سيعود الحديث بالتأكيد مجدداً عن الهيئة الناخبة.غالبيتهم مسؤولون منتخبون أو مسؤولون في أحزابهم، لكن أسماءهم لا تظهر في بطاقات الاقتراع، وهوياتهم غالباً غير معروفة للناخبين. لكل ولاية عدد من كبار الناخبين يساوي عدد ممثليها في مجلس النواب «حسب عدد سكان الولاية» وفي مجلس الشيوخ «اثنان لكل ولاية بغض النظر عن الحجم».لكاليفورنيا مثلاً 55 من كبار الناخبين، ولتكساس 38، أما الولايات الأقل كثافة سكانية مثل آلاسكا وديلاوير وفيرمونت ووايومينغ فلكل منها ثلاثة ناخبين كبار.ويمنح الدستور الولايات حرية أن تقرر آلية اختيار كبار الناخبين، في كافة الولايات باستثناء نبراسكا وماين، المرشح الذي يفوز بغالبية الأصوات يحصل على أصوات جميع كبار الناخبين.فوز ترامب
في نوفمبر 2016، فاز ترامب بـ 306 من أصوات كبار الناخبين. ووقع ملايين الأميركيين الساخطين على عريضة تدعو كبار الناخبين الجمهوريين إلى قطع الطريق عليه، لكن المساعي باءت بالفشل في غالبيتها، لأن عضوين فقط في تكساس التزما بالدعوة ما ترك ترامب مع 304 أصوات.وندد الجمهوريون بالخطوة بوصفها محاولة بائسة من نشطاء رافضين قبول الهزيمة.والوضع الاستثنائي في 2016 المتمثل بخسارة الاقتراع الشعبي ورغم ذلك الفوز بالانتخابات، لم يكن غير مسبوق، فخمسة رؤساء سابقين وصلوا إلى البيت الأبيض بهذه الطريقة.أولهم كان جون كوينسي ادامز عام 1824 أمام أندرو جاكسون، وقبل فترة غير بعيدة شهدت انتخابات 2000 التباساً كبيراً بين جورج دبليو بوش والديموقراطي آل غور.وكان غور قد فاز بفارق 500 ألف صوت عن بوش على المستوى الوطني، لكن عندما فاز بوش بأصوات فلوريدا ارتفع مجموع أصوات الهيئة الناخبة إلى 271 ما حسم له الرئاسة.لا شيء في الدستور الأميركي يرغم كبار الناخبين على التصويت باتجاه أو بآخر، وإذا كانت بعض الولايات ترغمهم على احترام نتائج التصويت الشعبي وامتنعوا عن ذلك، يمكن معاقبة «غير النزيهين» بغرامة.لكن في 2020 قضت المحكمة العليا أنه بإمكان الولايات معاقبة كبار الناخبين الذين يمتنعون عن التصويت، بوضع قوانين ترغمهم على الاقتراع بحسب نتيجة التصويت الشعبي في تلك الولاية.بين 1796 و2016، أعطى 180 من كبار الناخبين أصواتهم إلى غير المرشح الرئاسي أو نائبه الفائز بالولاية، لكن الناخبين الرافضين لنتائج التصويت لم يؤثروا أبداً على النتيجة النهائية لهوية الرئيس المقبل.يجتمع كبار الناخبين في ولاياتهم في 14 ديسمبر لاختيار رئيس ونائب رئيس.وذلك التاريخ حدده القانون الأميركي الذي ينص على أن «يجتمعوا ويدلوا بأصواتهم في أول يوم إثنين بعد ثاني يوم أربعاء في ديسمبر».في 6 يناير 2021 يعلن الكونغرس اسم الرئيس المنتخب الذي يؤدي اليمين في 20 يناير.