منال الشريعان: الفنانون الكويتيون يتجهون إلى «البورتريه»
البورتريه كلمة مستوحاة من اللغة اللاتينية، ويعتمد فن البورتريه على رسم الشخصية من وجهة نظر الفنان فيمن سيرسمه، ويرى البعض أن هذا الفن معقد لاعتماده على تقديم الشخصية عبر ملامح الوجه، وعلى مر العصور ظهر تباين في اللمسات الإبداعية لهذا الفن، والأسلوب، واختيار الموضوع، والمدرسة الفنية.وفي هذا الصدد، قالت الفنانة التشكيلية منال الشريعان: "ان البورتريه فن قديم عُرف منذ القدم لرسم الشخصيات المالكة، وذي النفوذ لتوثيق حقبة زمنية معينة"، لافتة إلى أن "أساليب رسم البورتريه تعددت، إذ يختلف الرسم باختلاف التقنية التي يستخدمها الفنانون، فمنهم من يتبع المدرسة الواقعية بأسلوب تأثيري أو تصويري بالألوان الزيتية".وأوضحت الشريعان أن "الخامات المستخدمة بالرسم متعددة، فمن الفنانين من يعتمد على استخدام الرصاص والفحم أو الباستيل، او المائي وغيرها من الخامات المتاحة، في حين يميل بعضهم إلى رسم الشخصية بأسلوب الكاريكاتير المضحك مع الحفاظ على ملامحها".
وأشارت الى أن هذا الفن في المجمل يركز على الالتزام بالقواعد التشريحية وخطوط الوجه وملامحه بشكل دقيق. وبينت انه بسبب تطور التكنولوجيا وظهور السوشيال ميديا ظهر ما يسمى "الديجيتال آرت" الذي استحدث أنواعا جديدة ومستحدثة لرسم البورتريه، مشيرة إلى الفنانين الذين يستخدمون الحاسب الآلي لا يحتاجون سوى التابلت أو ما يسمى بالقلم الرقمي. وأضافت أن رسم البورتريه انتشر نظراً لزيادة الوسائل المعينة على الرسم من اسلوب المربعات والنسخ واللصق وأيضاً البروجكتر، وأصبح رسم البورتريه مهنة يمتهنها البعض لندرتها وارتفاع قيمة تنفيذها. وعما يميز فنان البورتريه، قالت الشريعان: "نلاحظ ان فنان البورتريه عادة ما يكون متخصصا ودقيقا في رسم الشخصيات المهمة، ويبدع في تنفيذها، بالإضافة إلى أن الطلب يزداد على رسم الشخصيات في المناسبات الوطنية لرسم الحكام".وعن تقييمها لفن البورتريه وانتشاره على المستوى المحلي رأت "أن هناك مجموعة من الفنانين الهواة والمحترفين بدأوا يتجهون إلى هذا الفن، ولكل منهم أسلوبه ورؤيته الخاصة".وأكدت أن "فن البورتريه يحتاج إلى وقت وصبر بالتنفيذ، لذا نجد قلة هي التي تتجه إليه نظراً لتميزه وندرته وايضاً لقلة الطلب عليه".وعلى الجانب الشخصي ورسمها لبورتريه تقول الشريعان، إنه بسبب مخزون الخبرة التشكيلية التي اكتسبتها خلال سنوات تضيف أسلوبها الخاص مع بداية العمل في كل لوحة بورتريه جديدة، لافتة الى أن هذا الفن هو أحد الفنون التي تفضلها، لاسيما مع تعدد استخدام الخامات وفق أساليب ومعالجات وتقنيات متعددة.