هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب منتقديه من أعضاء حزبه الجمهوري، واصفاً إياهم بـ «الأغبياء»، في وقت دعاهم لتوحيد صفوفهم بعد تزايد انتقاداتهم له والتحذيرات من هزيمة موجعة في الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 نوفمبر.وجاءت تصريحات ترامب أمس الأول في وقت توجه ومنافسه الديمقراطي جو بايدن لكسب أصوات الناخبين في الولايات المتأرجحة في الأمتار الأخيرة قبل الانتخابات الرئاسية التي تظهر استطلاعات الرأي أنّ قطب العقارات الثري يواجه خطر خسارتها.
وفي حديثه لتجمع حاشد في ولاية نيفادا غرب البلاد، تنقل ترامب من مهاجمهة بايدن والتباهي بسياساته الاقتصادية إلى نقاشات حول ضغط المياه في الحمامات والحديث عن قميص ارتداه مفوض الاتحاد الوطني لكرة القدم. لكنه تحدث أيضاً عن تعليقات السناتور الجمهوري بن ساس من نبراسكا (وسط)، الذي قال أخيرا للناخبين إن ترامب «يقبّل مؤخرات الديكتاتوريين»، ويسيء معاملة النساء ويستخدم البيت الأبيض كمشروع تجاري. واعتبر ساس أنّ خسارة ترامب «مرجّحة» بمواجهة بايدن.وحذّر مسؤولون جمهوريون آخرون من خسائر انتخابية في استطلاعات الرأي ستشمل خسارة مقاعد في الكونغرس، بما في ذلك السناتور تيد كروز، الذي حذّر على غرار ساس من «مذبحة» انتخابية للجمهوريين. حتى ليندسي غراهام، أحد أقرب حلفاء ترامب في مجلس الشيوخ، قال الخميس إن الديمقراطيين لديهم «فرصة جيدة» للفوز في الانتخابات الرئاسية.وقال ترامب في اجتماع حاشد في كارسون سيتي، عاصمة نيفادا «لدينا بعض الأغبياء»، مضيفاً: «لدينا هذا الرجل ساس كما تعلمون يريد الإدلاء بتصريح... على الجمهوريين أن يتحدوا معاً بشكل أفضل».
العلماء وهانتر
ورغم إصابة ترامب بفيروس كورونا وتعافيه منه في الآونة الأخيرة، فقد سخر من بايدن في نيفادا لنهجه الحذر من الوباء. وتهكم ترامب من المطالبين له بالإنصات لآراء العلماء، قائلا «لو كنت أصغيت للعلماء فقط لأصبحنا الآن في بلد يواجه ركودا هائلا».وأمس الأول، أثار ترامب مرة أخرى شبهات مفادها أن رسائل موجودة على حاسوب محمول لهانتر نجل بايدن تكشف تورط نائب الرئيس السابق بعلاقات يعتقد أنها على صلة بالفساد في أوكرانيا.وهو ما يجعل، برأيه، من «المستحيل» على بايدن «تولي منصب الرئيس على الإطلاق!». ورفضت حملة بايدن مرارا مزاعم الفساد، ونفاها المرشح نفسه بغضب ووصفها بأنها «حملة تشهير»، لكن ترامب تابع هجومه بقوة.وهاجم الديمقراطيون ترامب، أمس الأول، ليس بسبب هجومه المتواصل على بايدن فحسب، لكن على حاكمة ميشيغان غريتشن ويتمير، التي استهدفت بمخطط لخطفها من جماعة مسلحة يمينية مدججة بالسلاح.وقالت ويتمير في مقابلة على شبكة «إن بي سي»، إنّ الرئيس «يحفز ويحرض على هذا النوع من الإرهاب الداخلي. إنه خطأ. يجب أن ينتهي. إنه أمر خطير».فلوريدا
إلى ذلك، وبينما قالت حملة الديمقراطيين الانتخابية إن الفحوص أثبتت سلامة نائبة بايدن كمالا هاريس بعد إصابة مساعدة لها بكوفيد- 19 وإنها ستشارك في تجمعات التصويت المبكر في أورلاندو وجاكسونفيل، بدأ أمس التصويت المبكر في ولاية فلوريدا الحاسمة، في وقت أدلى عدد قياسي بلغ 28 مليون ناخب بأصواتهم بالفعل قبل أسبوعين تقريبا من انتهاء الحملة الانتخابية.ويعتبر كثيرون فلوريدا ولاية حاسمة لا بد وأن يظفر بها ترامب للفوز بالانتخابات. وللولاية الجنوبية 29 صوتا في المجمع الانتخابي، مما يجعلها هي ونيويورك صاحبتي أكبر عدد من الأصوات بعد كاليفورنيا وتكساس في السباق لاقتناص 270 صوتا بالمجمع ستحدد الفائز في الانتخابات.وأظهر استطلاع أجرته رويترز/إبسوس من السابع إلى الرابع عشر من أكتوبر أن بايدن يحظى بتأييد نسبته 49 في المئة مقابل 47 في المئة لترامب، بهامش خطأ أربع نقاط مئوية.وانهالت حملتا المرشحَين بأموال الإعلانات الانتخابية على فلوريدا، وإن كان بايدن أنفق أكثر من منافسه الجمهوري.ويعتبر أغلبية الخبراء فلوريدا بمثابة جدار نار لترامب، ففي حال اختراقه يخسر ترامب على الأرجح مقعد البيت الأبيض.ويعتقد المراقبون أن حفنة من الولايات الرئيسية هي التي ستحسم نتيجة السباق الرئاسي. فقد حقق ترامب انتصارا بنسبة ضئيلة في 2016 بفوزه بولايات فلوريدا وبنسلفانيا وميشيغان وكارولاينا الشمالية وويسكونسن وأريزونا. وتظهر الاستطلاعات الحالية تراجع شعبيته في جميع تلك الولايات الست، وإن بفارق ضئيل في بعض منها.ويتراجع ترامب أيضاً بهامش ضئيل في ثلاث ولايات أخرى فاز بها في 2016 هي جورجيا وأيوا وأوهايو، بحسب معدل استطلاعات الولايات على موقع ريل كلير بوليتكس.المناظرة الأخيرة
ويلتقي بايدن وترامب في مناظرة أخيرة يوم الخميس. وستجرى المناظرة الثالثة والأخيرة المتلفزة بين الخصمين في ولاية تينيسي، مع طرح موضوعات من بينها «العنصرية في أميركا» و«التغير المناخي» و«محاربة كوفيد- 19» ما يضمن مواجهة محتدمة.