أكد مصدر مقرب من الرئيس حسن روحاني، لم يشأ ذكر اسمه، أن فريق الرئيس تأكد من صحة خبر «الجريدة» بشأن لقاء خاص بين مندوبي الاتجاه الأصولي وأعضاء من فريق ترامب الانتخابي في سلطنة عُمان. وأضاف المصدر، لـ «الجريدة»، أن روحاني شعر بالغضب والخيانة بعد تأكده أن المتشددين الذين يمنعونه من إجراء أي اتصال أو مفاوضات، ليس فقط مع واشنطن بل مع عواصم أوروبية، يتخطونه ويقومون هم بالاتصال مع الأميركيين ويريدون فعلياً حصد كل جهد حكومته.
وذكر أن تطرق روحاني قبل أيام لمصالحة «الإمام الحسن مع معاوية» كان هدفه إعطاء رسالة ضمنية للغرب بأنه مستعد للمفاوضات وقطع الطريق على المتشددين الذين غضبوا من تحركه.وقال إن جميع الفرقاء السياسيين بإيران وصلوا حالياً إلى قناعة بأن التفاوض ضروري للخروج من الأزمة، لكن الخلاف يكمن حالياً حول من سيقوم بالتفاوض، وأي ضمانات يجب أن تحصل عليها طهران حتى لا تتكرر كارثة خروج واشنطن من الاتفاق النووي.وشرح المصدر أن واشنطن وطهران توصلتا إلى الاتفاق النووي في عمان خلال عهد أحمدي نجاد، لكن التفاوض على الضمانات ثم إعلان الاتفاق تم في عهد روحاني الذي أشرك مجموعة 5+1 كضمانة، مضيفاً أن هذه الخطوة حمت طهران نسبياً رغم خروج واشنطن من الاتفاق.
وأضاف أن دخول الأصوليين الذين ليس لديهم أي تجربة في المفاوضات المعقدة من شأنه إدخال إيران في ظروف سياسية لا تحمد عقباها، دون أي غطاء دولي.يأتي ذلك في وقت عقد النواب الأصوليون اجتماعاً، أمس الأول، في مدينة قم مدعوماً بحضور عدد من كبار علماء الدين في هذه المدينة لإقناع باقي نواب المجلس كي يوقعوا طلباً جديداً لاستجواب روحاني بعدما أفشل المرشد الأعلى علي خامنئي الطلب السابق.وكان لافتاً الهجمات التي شنها عدد من الإصلاحيين على روحاني، إذ طالب حسين مرعشي، صهر الراحل هاشمي رفسنجاني المتحدث باسم حزب كاركزاران (الإصلاحي المعتدل)، الرئيس روحاني بالاستقالة؛ لأنه «لا يمكن إدارة أمور البلاد بعدد من الصعاليك».وبينما أظهرت الصين مؤشراً إلى أنها ستبدأ بيع السلاح لإيران مع انتهاء الحظر الأممي رغم تهديدات واشنطن بفرض عقوبات على من يتعامل مع طهران، أو إعلانها أنها ستضمن بنفسها سريان الحظر، دعا وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي، أمس الأول، دول الخليج إلى المسارعة في عقد اتفاقات أمنية وعسكرية مع طهران؛ لضمان استقرار المنطقة، وتجنب ما يصفه المراقبون بأنه سباق تسلّح.