وسط تصفيق حاد لدى دخوله قاعة عبدالله السالم، افتتح سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد دور الانعقاد الخامس التكميلي للفصل التشريعي الخامس عشر، في العاشرة والنصف صباح أمس، بحضور سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، وعدد كبير من رجال الأسرة الحاكمة، والسفراء والدبلوماسيين والقياديين بالدولة.وألقى صاحب السمو أمير البلاد النطق السامي، الذي أكد فيه «التزامنا بالديمقراطية منهجا واحترامنا للدستور مبدأ ودولة القانون والمؤسسات نظاما»، مضيفا: «بما أننا على أبواب الانتخابات النيابية، ادعو المواطنين الى مراعاة الله والضمير في حسن اختيار ممثلي الأمة ومتابعة أدائهم والعمل على محاسبتهم، كما أدعوكم إلى أن تكون فزعتكم جميعا للكويت، وأن يكون الولاء لها أولا وأخيرا».
أما رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم فقال: «مضت أربع سنوات من العمل البرلماني الدؤوب، وتوشك صفحتها أن تنطوي، ليرجع بعد ذلك ممثلو الشعب إلى الشعب مرة أخرى، ليقول كلمته الفصل، بتجديد الثقة لمن يراه أهلا لها، ويحجبها عمن يراه دون مستوى المسؤولية والتحدي والطموح».من جهته، ذكر رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد: «نتطلع إلى إقرار العديد من القوانين، ومنها تعديل قانون المرور وإقامة الأجانب وقانون الاستيراد وغيرها من المشروعات العاجلة».أكد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد "الالتزام بالدستور ودولة القانون، وضرورة التمسك بثوابتنا الوطنية الراسخة، وفي مقدمتها وحدتنا الوطنية، وتضافرنا وتكاتفنا وتعاوننا كأسرة واحدة".وقال صاحب السمو، في النطق السامي بجلسة افتتاح دور الانعقاد العادي الخامس التكميلي للفصل التشريعي الخامس عشر لمجلس الأمة، أمس، "إن وحدتنا الوطنية أثبتت على مر السنين أنها بحق سلاحنا الأقوى في مواجهة كل التحديات والأخطار والأزمات"، داعيا سموه الناخبين إلى حسن الاختيار، وأن تكون الفزعة للكويت والولاء لها أولا وأخيرا، ومتابعة أداء ممثلي الأمة وسلامة ممارساتهم البرلمانية في تجسيد الرقابة الجادة والتشريع البناء والالتزام بأحكام الدستور، نصا وروحا، وفيما يلي نص النطق السامي:"بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعينالأخ رئيس مجلس الأمة الموقرالإخوة الأعضاء المحترمينالحضور الكرامالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهأحييكم بتحية من عند الله طيبة مباركة ويسرني أن نلتقي اليوم لافتتاح دور الانعقاد التكميلي للفصل التشريعي الخامس عشر لمجلس الأمة فعلى بركة الله وبهداه نفتتح هذا الدور التكميلي سائلين المولى القدير أن يلهمنا جميعا السداد والرشاد، ويمدنا بعونه وتوفيقه لمواصلة العمل لما فيه رفعة وخير وطننا العزيز وسعادة ورفاه شعبنا الكريم.
أحداث مفصلية
لقد شهدت مسيرتنا الوطنية في الآونة الأخيرة أحداثا مفصلية بالغة الصعوبة، إذ فقدنا الوالد والقائد أميرنا الراحل، طيب الله ثراه وجعل جنة النعيم مثواه، جزاء ما قدمه لوطنه وشعبه وأمته وللانسانية جمعاء، ونؤكد استمرارنا على مسيرته ونهجه ومبادئه.وأود اليوم أن أوجه عناية الجميع إلى ضرورة التمسك بثوابتنا الوطنية الراسخة، وفي مقدمتها وحدتنا الوطنية وتضافرنا وتكاتفنا وتعاوننا كأسرة واحدة. لقد أثبتت وحدتنا الوطنية على مر السنين أنها بحق سلاحنا الأقوى في مواجهة كل التحديات والأخطار والأزمات.كما أود أن أؤكد بإذن الله التزامنا بالديمقراطية منهجا، واحترامنا للدستور مبدأ ودولة القانون والمؤسسات نظاما، وحرصنا على ترشيد ممارستنا البرلمانية، ولا نقول اليوم إننا في تجربة برلمانية بل ممارسة راسخة مضى عليها قرابة الستين عاما.الانتخابات النيابية
وبما أننا على أبواب الانتخابات النيابية فإن لي كلمة أوجهها لإخواني وأبنائي المواطنين، إن عملية الانتخاب - على أهميتها - لا تمثل إلا الجانب الشكلي من الديمقراطية، فهي أمانة ومسؤولية وطنية كبرى تتحقق بمراعاة الله والضمير في حسن اختيار ممثلي الأمة ومتابعة أدائهم وسلامة ممارساتهم البرلمانية في تجسيد الرقابة الجادة والتشريع البناء والالتزام بأحكام الدستور - نصا وروحا - والعمل على محاسبتهم، كما أدعوكم إلى أن تكون فزعتكم جميعا للكويت، وأن يكون الولاء لها أولا وأخيرا.دور إيجابي
وفي هذه المناسبة لا يفوتني أن أعبر عن الشكر والتقدير للجهود المميزة والدور الإيجابي الذي اضطلع به الأخ مرزوق علي الغانم رئيس مجلس الأمة في إدارة الأعمال البرلمانية وتنظيمها، وكذلك سمو الأخ الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء على ما قام به وإخوانه الوزراء من جهد دؤوب وإنجاز مشهود في ظل الظروف العصيبة التي عاشتها البلاد جراء وباء كورونا وتداعياته على مدى الشهور العشرة الماضية.مشاعر فياضة بالولاء
كما أود أن أسجل مجددا عميق الشكر والتقدير لما أبداه الإخوة المواطنون الكرام من مشاعر فياضة بالولاء وعواطف صادقة بالوفاء، إثر تولينا مسند الإمارة وتزكية سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، مجسدين الرباط التاريخي والعهد الوثيق بين شعب الكويت الوفي وقيادته، وهو رباط نعتز به جميعا ونحرص عليه، ونعمل دائما على صيانته وتعزيزه، وكونوا على ثقة كاملة بأن كويتنا الغالية ستظل دوما بعون الله وتعاون أبنائها دار عز وأمان ورخاء سائلا الله سبحانه وتعالى لكم السداد والتوفيق في خدمة الوطن والمواطنين، وأن يحفظه ويديم عليه نعمة الأمن والرفاه إنه سميع مجيب.(ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا)والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".