عشية موعد الاستشارات النيابية المحدد غدا، يسيطر الجمود الثقيل على الساحة السياسية المحلية اللبنانية، حيث لا اتصالات ولا لقاءات بين المعنيين بعملية التكليف والتأليف، في ظل تمسك كل فريق بموقفه وشروطه.وكشفت مصادر سياسية رفيعة، لـ"الجريدة"، أمس، عن "مساع خلال الساعات الـ24 الماضية لتقريب وجهات النظر بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، في محاولة أخيرة للوصول إلى تفاهم بين رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، وزعيم الحر النائب جبران باسيل".
وأضافت المصادر أن "المسعى تقوده شخصية مصرفية على علاقة متينة بالرجلين، وهدفها الاتفاق على العناوين العريضة لمرحلة ما بعد التكليف، بحيث لا يغرق لبنان في فراغ التأليف طويلا نتيجة الحرد المتبادل بين الزعيمين"، مبينة أن "الفرنسيين الذين يريدون الحريري، ويراهنون على نجاح نسبي لحكومته، ليسوا في وارد السماح للعراقيل بالتسلل الى الخطة التي يعملون عليها، وان كانوا لا يستسيغون باسيل وأسلوبه، غير أنهم سيدفعون باتجاه الحل معه". واستبعدت مصادر أخرى نجاح الوساطة بين الرجلين، مضيفة ان "باسيل عاد ليمسك ببعض أوراق القوة، منها ان حزب الله عاد مجددا الى جانبه، وهو سيسعى الى عدم دخول الحكومة لا يتمثل فيها التيار"، مشددة على أن "تهميش العونيين لن يقبل به حزب الله في مرحلة التأليف، وإن حصل في التكليف".إلى ذلك، وبعدما حسم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع موقفه من الاستشارات معلنا الأسبوع الماضي عدم تسميته الحريري، برر جعجع موقفه، أمس، قائلا إن "قرار القوات بالحقيقة ليس قرارا بعدم تسمية الحريري بقدر ما هو قرار بعدم الدخول في أي مبادرة مشتركة مع الثلاثي الحاكم حزب الله والتيار الوطني الحر وحركة أمل". وجدد جعجع تأكيد "اننا لن نسمي الرئيس الحريري لأسباب لها علاقة بالخطوات التي نحن قادمون إليها، ولكن إذا اتخذ الحريري المخاطرة والرهان، وهو لديه القرار الحر في ذلك، فنحن لا نرى ولا نريد تجرع السم أو الانتحار مجددا، من أجل مسألة نحن شبه أكيدين لا بل أكيدين أنها لن تودي إلى أي مكان".إلى ذلك، عقد مجلس النواب اللبناني، أمس، جلسة لانتخاب رؤساء وأعضاء اللجان النيابية وأعضاء هيئة مكتب المجلس وأعضاء المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء، ولم تتحول الجلسة إلى جلسة تشريعية، نتيجة انسحاب كتلة الجمهورية القوية، لعدم الاتفاق على إقرار قانون العفو العام، واستكمال سائر البنود الموضوعة على جدول أعمال الهيئة العامة.واشار رئيس مجلس النواب نبيه بري، خلال الجلسة، الى انه "لم يسمع ببلد في العالم مدولر عملته كما لبنان"، مضيفا: "انا مصر على أن تقدم عروض التخمين والصيانة والترميم لمبنى مجلس النواب، بعد تعرضه للاضرار نتيجة انفجار المرفأ، بالليرة اللبنانية".في سياق منفصل، نفى تيار المستقبل ما ورد في صحيفة الاخبار (المحسوبة على حزب الله)، أمس، في مقال تحت عنوان "أموال إماراتية إلى المستقبل لمواجهة المد التركي؟" بهدف إعادة تفعيل تلفزيون المستقبل الذي اقفل قبل سنتين.واعتبر المكتب الإعلامي للحريري ان "المقال عبارة عن مجموعة من الأكاذيب"، مشيرا إلى ان "الصحيفة باتت متخصصة في فبركة الأخبار وتلفيق الاشاعات ونشر الأكاذيب بكل ما يتعلق بالرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل، وكذلك بالدول العربية، لاسيما دول الخليج، بعدما تحولت إلى بوق إعلامي للتطاول على هذه الدول.
دوليات
لبنان: مساع لجمع الحريري وباسيل
21-10-2020