● تترك سنوات العمر الأولى أثراً في حياتنا لاحقاً، فكيف أسهمت في عشقكِ للكتابة الإبداعية؟- الحقيقة أن لتلك السنوات أثراً ودوراً كبيرين في تجربتي وعلاقتي مع الكتاب والكتابة، فقد بدأت هذه الرحلة بصحبة والدتي، لأُصنَعَ تماماً على عينها فلولاها ما توطدت هذه العلاقة العميقة بيني وبين القراءة والكتابة والتأليف، وأذكر أننا بدأنا الرحلة معاً لنؤلف أول أناشيدنا وهكذا اكتشفتُ سنةً بعد الأخرى عشقي للإيقاع والكلمات.
أغلب العلماء
● درستِ الصيدلة وتخصصتِ في التكنولوجيا الحيوية، لماذا اخترتِ الدراسة العلمية رغم نبوغكِ في الأدب؟ - لو ألقينا نظرة إلى التاريخ لوجدنا أن أغلب العلماء كانوا شعراء والحقيقة أنني تمنيت أن أكون طبيبة لا صيدلانية، إيماناً مني بأنه لا فاصل ولا حاجز بين العالمين، بل إنهما نافذتان تطلان علينا، على الإنسان وتجربته، أمله وألمه.خشبة المسرح
● حدثيني عن تجربتكِ في مسابقة "أمير الشعراء" بدولة الإمارات، وكيف تغلبتِ على مشكلة ضعف السمع في البرنامج؟- هذه التجربة التي أعادت إنجابي مرةً أخرى على خشبة المسرح ولا تكفيني الكتابة عنها هنا، بل ربما احتجت إلى كتابة كتاب خاص يتناول هذه المرحلة بكل تحدياتها، وبكل تناقضاتها، وكل التغييرات التي طرأت بعدها.بحر معين
● تبدعين في كتابة الشعر الكلاسيكي والتفعيلة ووربما لك تجارب مع قصيدة النثر... على أي أساس تختارين القالب الشعري الذي تسكبين فيه مشاعركِ وأفكاركِ؟- لم أخض في قصيدة النثر بعد، أؤجلها لأوانها والحقيقة أننا لا نختار الإيقاع بل هو من يختارنا، ليتماهى مع حالتنا النفسية والشعورية وفي مراتٍ كثيرة أنوي الكتابة على بحر معين لكن القصيدة تأخذني إلى آخر والحال نفسها بالقالب، فقد أنوي كتابة قصيدة عمودية، لكنني أجدني آخر الأمر خرجتُ بنص تفعيلة.فحول الشعراء
● عنترة الشعر الحداثي" ماذا يعني بالنسبة إليكِ هذا اللقب الذي خلعه عليه الناقد المصري صلاح فضل؟- أعتز به كثيراً جداً، وآمل أن أكون مستحقة له، فعنترة كان من فحول الشعراء في العصر الجاهلي وهو لقب كبير، ويحملني مسؤولية كبيرة وخوفاً كبيراً تجاه كل ما أكتب.الأماكن والأزمنة
● ماذا عن تحليقكِ في فضاء السرد في ضوء تجربتكِ الروائية الأولى "اندثار"؟- لا أخفيكَ سراً أن للسرد سحراً خاصاً، ولعالم الرواية سحر الخلق والتحكم والسيطرة، فالقصيدة وعلى عكس الرواية في مرات كثيرة تحددنا، أو تتحكم فينا من حيث لا ندري، بينما تمنحنا الرواية نشوة الخلق، لتتملكك تماماً، تسحبك في شخوصها، أماكنها. تمنحك تلك الحاجة لتعيش أكثر من حياة لتكون أكثر من أنت. تدفعك أكثر لاكتشاف نفسك، وتعريتها، اكتشاف الآخر وتقمصه... تأثيث الأماكن والأزمنة، فرصة للبحث، وللعمق والاكتشاف لكن هل هذا يعني أنني راضية كل الرضا عن عملي الأول اندثار! الحقيقة أنها محاولتي الأولى للتوغل في عالم السرد، افتقرت فيها لبعض التقنيات، والتي سأعمل جاهدةً على تحسينها في العمل القادم الذي لا يزال عالقاً في مسوّداته الأولى.● وهل نالت أعمالك حقها على المستوى النقدي؟- لا ليس بعد. آمل أن يأتي أوانها.● ما مشروعكِ الأدبي الذي تعكفين عليه الآن؟- هي مشروعات عديدة ومعظمها مؤجل ما بين الرواية والشعر وشعر الأطفال لكن المشروع الأكبر هو إنشاء قناة على موقع "يوتيوب" لتقديم برنامج يدمج الطب بالأدب والكيمياء بالكلمات هو حلم حلمته، كما أنه جسر لإعادة بناء الرابط بين الشاعر والجمهور.عبلة جابر في سطور
- شاعرة وكاتبة فلسطينية من موالد عام 1988.- حاصلة على بكالوريوس في الصيدلة وماجستير في التكنولوجيا الحيوية.- نالت جائزة " كاستلو دي دوينو" العالمية للشعر من إيطاليا عام 2016.- وصلت إلى المرحلة النهائية في مسابقة "أمير الشعراء" الإماراتية عام 2017.- صدرت لها رواية "اندثار" (2016) وديوان "يوم كسرتُ المرآة" (2018) ومجموعة قصصية "خارج الرحم" (2020).