على الرغم من عدم تحديد موعد قاطع لافتتاح المتحف المصري الكبير، فإن أغلب الدلائل وتصريحات المسؤولين المصريين تشير إلى أن الافتتاح بات وشيكاً، بعدما جرى تأجيله بسبب تفشي جائحة كورونا في دول العالم، إذ كان مقرراً افتتاحه أوائل العام الحالي.في هذا الصدد، يعمل فريق من المتخصصين على تجميع مسلة الملك رمسيس الثاني، التي نُقلِت من منطقة صان الحجر الأثرية بمحافظة الشرقية (شمال شرقي القاهرة) إلى المتحف، لتثبيتها على قاعدة مرتفعة في مكان عرضها داخله، ولتكون بذلك أول مسلة معلّقة في العالم يمكنك مشاهدتها من 3 جوانب.
وذكر المتحف عبر صفحته الرسمية بـ "فيسبوك"، إنه سيجري تجميع وإقامة المسلة قريباً، بعد التأكد من إتمام كافة الأبحاث والدراسات الجيولوجية والأثرية والهندسية اللازمة، وإتمام أعمال الترميم للوصلات الثلاث للمسلة.وبالتعاون مع شركة متخصصة، قام المتحف بتجربة للبدء في نقل أحد الأجزاء الثلاثة للمسلة الفرعونية الضخمة، تمهيدا لتشييدها في مكان عرضها الدائم بالساحة الخارجية للمتحف المصري الكبير.
جذب السياحة
وأوضحت الدراسات الهندسية والأثرية التي أجريت على المسلة أن الأخيرة مقسمة إلى 3 قطع، وجرى تسلّم القطع الثلاث بمحضر رسمي، كما جرى عمل الدراسات العلمية والأثرية الدقيقة على المسلة، بهدف معرفة حالة حفظها وفهم كل الظروف المحيطة بها، قبل بدء أعمال الترميم والتركيب، لتصبح مصدر جذب سياحي للمتحف مستقبلا.وتوجد المسلة المعلّقة أمام المدخل الرئيس للمتحف، فيما يعرف بـ "البهو الخارجي"، وسيكون بذلك أول ميدان لمسلة معلّقة في العالم، حيث يجري حالياً وضع اللمسات النهائية للميدان، تمهيداً لإقامة المسلة.وعلى كثرة المسلات المعروضة في مصر وخارجها، فإن هذا التصميم يُعدُّ الأول من نوعه في العالم، ويتيح لزائر المتحف رؤية فريدة، حيث سيقف على لوح زجاجي تحت قدميه مستقراً فوق قاعدة المسلة، ويعلو رأس الزائر جسم المسلة، فإذا ما رفع الزائر بصره إلى أعلى، رأى حينئذ الخرطوش النادر الذي يحمل اسم الملك رمسيس الثاني، والذي يظهر في باطن بدن المسلة، وذلك بعد أن ظل محجوبا عن الأنظار لنحو 3500 عام.وخلال جولة قام بها وزير السياحة والآثار المصري، خالد العناني، الأسبوع الماضي، وتفقّد خلالها المتحف، قال المشرف العام على المتحف والمنطقة المحيطة به، عاطف مفتاح، إنه لن يكون هناك أي سقّالات إنشائية في المتحف بنهاية أكتوبر الجاري، مؤكدا أنه جرى الانتهاء من أعمال تركيب الشبكات الداخلية والخارجية الخاصة بالتهوية والإنذار المبكر ضد الحريق والسرقة.قاعة الملك توت
وتعد قاعة الملك توت عنخ آمون، من أهم قاعات المتحف التي ستذخر بالعديد من القطع الأثرية النادرة، حيث تحتوي على تمثال من الخشب المذهب يصوِّر الملك الفرعوني الشاب على ظهر فهد، وتضم عقدا عريضاً يغطي صدره وكتفيه وينتهي بصف من حبات الخرز.ويتميز المتحف المصري الكبير بأنه يضم قطعاً تمثّل حقباً أثرية متنوعة، تبدأ من العصور الفرعونية القديمة وحتى العصور الحديثة، حيث يضم التماثيل العشرة الخاصة بالملك سنوسرت الأول، إلى جانب لوحة من الحجر الجيري للملك إخناتون (إله التوحيد عند المصريين القدماء)، وتمثال مزدوج لكاتب معبد أتون في تل العمارنة، كما يحتوى على أوانٍ فخارية وعملات فضية ومجموعة من التماثيل المعدنية.موقع إلكتروني
وأعلنت منسقة العلاقات الدولية بالمتحف المصري الكبير، منة طاهر، أنه سيجري الإعلان عن موقع إلكتروني للتواصل مع زائري المتحف وتقديم خدمات متنوعة، لافتة إلى أن تجربة المتحف الجديدة تعتبر تجربة فريدة متنوعة تعليمية وترفيهية، إذ إنه سيتم تعريف الراغب في الزيارة بكل الأنشطة والخدمات والتعريف بالوقت الذي سيستغرقه النشاط.وأشارت إلى أنه ستتاح خدمات حجز التذاكر ومشاهدة الواقع الافتراضي عبر الموقع وتطبيق إلكتروني على الهاتف، وكذلك عند الزيارة الفعلية للمتحف، وسيتمتع الشخص برؤية هذا في بلده قبل التحرك إلى مصر ليشاهد المتحف بعينه، لافتة إلى أن سعر التذكرة سيكون 400 جنيه مصري (24.8 دولارا) للأجنبي و200 جنيه للطالب الأجنبي، أما بالنسبة إلى المصريين فستكون التذكرة بـ60 جنيهاً، و30 جنيهاً للطلاب.