حمزة عليان: العصر الذهبي للكويت كان في الخمسينيات
تناول في كتابه الجديد معلومات غنية عن إحدى الحقب المهمة بتاريخ الدولة
أصدر الكاتب حمزة عليان كتابا بعنوان "الكويت في الخمسينات"، عن "ذات السلاسل" في الكويت، وجاء في 194 صفحة، ورسم لوحة الغلاف الفنان أمين محفوظ، وتضمن 6 فصول غنية بالمعلومات، تمكن القارئ من أن يرى مدى التطور الذي كانت به الكويت خلال تلك الحقبة.
صدر للكاتب حمزة عليان كتاب "الكويت في الخمسينات"، وقال سليمان الشاهين في تقديم الكتاب: "تكتسب العقود الزمنية أهميتها لأنها الحلقات التي يشكل ترابطها مسار التاريخ، وعندما يختار حمزة عليان مرحلة الخمسينيات من القرن الماضي فهو العقد الذي حمل الأهمية والمكانة التي يستحقها تاريخنا الكويتي في العرض والتحليل، باعتبارها المرحلة التي قدر للكويت اختيارها منطلقا لاستكمال حداثتها المادية إن صح التعبير، والتي تتماشي مع التحول العالمي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية".وأضاف الشاهين: "التحول الاقتصادي البحري من الغوص والسفر والنقل البحري بين الموانئ الآسيوية في الهند وما جاورها شرقا، إلى السواحل الشرقية لافريقيا غربا، فضلا عن الطرق البرية غربا وشمالا، كل تلك الأنشطة الاقتصادية ومراحلها انحسرت أمام انطلاق المرحلة الاقتصادية في التحول إلى صناعة النفط إنتاجا وتسويقا أو تصنيعا، مما أتاح للكويت والكويتيين تحقيق الطموحات والرؤى والأفكار التي راودت أحلام القيادات والمفكرين والمصلحين من أبناء شعبنا منذ أوائل القرن الماضي، وتحويلها إلى واقع يعتمد على الإرادة الوطنية، والاستفادة القصوى من الخبرات العربية والدولية في بناء الدولة وفق متطلبات العالم من حولنا، مدعمة بالجداول والأرقام والإحصاءات".وأكد أنه "من المتفق عليه أن رسالة القلم والفكر هي خير من يؤرخ للمرحلة التي نحن بصددها، ويختار الوسائل التي تدفع بالدولة إلى مصاف العالم المتطور"، مبينا أن "هذا الكتاب الذي بين أيدينا هو الحادي والعشرون لعليان من المؤلفات التي أصدرها، والتي غطت الحياة الثقافية والسياسية والإعلامية في الكويت بالذات، عبر تاريخها السابق على الخمسينيات، مستعرضا الرحالين الذي مروا بالكويت منذ بدايات القرن الماضي، فضلا عن بعض المقيمين فيها ممن تركوا بصماتهم المذكورة والمشكورة".
مرحلة مهمة
بدوره، قال رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية أ. د عبدالله الغنيم: "تمثل فترة الخمسينيات من القرن الماضي مرحلة مهمة في تاريخ الكويت المعاصر، فقد أسهمت موارد النفط الذي بدأ تصديره أواخر الأربعينيات في تحقيق قفزة نوعية في مختلف مجالات الحياة بالكويت، فقد وضعت فيها التنظيمات الإدارية للمؤسسات الحكومية، وتقدمت أسس التعليم واتسعت منشآته وتعددت المراكز الصحية، وتوفرت مياه الشرب عن طريق تقطير مياه البحر، بعد أن عانت الكويت طويلا من مشكلة نقص المياه، ومدت الكويت أيديها بالعون والمساعدة لشقيقاتها العربيات، ويضاف إلى كل ذلك الحركة الثقافية النشيطة التي كان أبرز مظاهرها إصدار مجلة العربي عام 1958".وأضاف د. الغنيم: "في هذا الكتاب يقدم لنا الكاتب الصحافي حمزة عليان صورة بانورامية لتلك الفترة من خلال تتبع أبرز مظاهرها، ومراحلها، والقيادات التي أسهمت في إذكاء تلك النهضة، والوصول إلى المستوى المأمول، ولقد أحسن ليان اختيار الموضوع وبسطه للقارئ في صورة واضحة المعالم، مزدانة بالصور، لا نملك إلا التقدير للمؤلف، والشكر على هذا العمل الذي سيحتل مكانة لائقة به في المكتبة الكويتية".عصر ذهبي
من جهته، عبر مؤلف الكتاب حمزة عليان، في مقدمة كتبها بعنوان "من أين جاءت الفكرة"، قائلا: "طوال 44 سنة من إقامتي في هذا البلد الذي تآنست معه، وعملي في الصحافة، لم تتوقف الجملة المشهورة التي تتردد على مسامعي في الأدبيات الإعلامية، وهي ان العصر الذهبي للكويت كان في الخمسينيات". وتابع: "ظلت الفكرة تطاردني إلى أن استقرت في الذهن، وقررت أن أشبعها بحثا، ودراسة وتنقيبا، وهاأنذا أخرج هذا الكتاب، الذي لولا دعم وجهود الصديق د. عبدالله يوسف الغنيم، رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية، لم يكن ليرى النور". وأردف: "كم كنت أتمنى أن يعود بي العمر إلى الوراء لأعيش في تلك الحقبة من تاريخ الكويت، هذا البلد الذي أحببته، واستقررت فيه مع أبنائي وأسرتي، وأنتجت فيه كتبا، ومؤلفات، ودراسات كانت خير رصيد لي في مهنة التأليف والكتابة".فصول الكتاب
وتضمن الفصل الأول "مراحل بناء الدولة الحديثة"، واشتمل على المجالس التنفيذية، التنظيم الإداري والحكومي، قفزة أسطورية، تنظيم الدوائر، دروس في التنمية والتغيير، منارة في التعليم، دولة الرفاه... بالخدمات الصحية، ندرة المياه، وتحولت إلى نعمة، البلدية والموظفون والمحاسبة، دائرة الشؤون الاجتماعية، جوانب مضيئة ومساهمات إيجابية في المجتمع، الطفرة في الخدمات الإسكانية والخروج من السور.أما الفصل الثاني فكان بعنوان "ورشة من نوع آخر الخمسينات منارة ثقافة وتنويرية"، وتطرق إلى صحافة الخمسينيات والقراءة والمكتبات، ورصد الفصل الثالث السنوات العشر من الإنجازات (1950 – 1960)، وكشف حساب بالوقائع. وجاء الفصل الرابع بعنوان "الوجه العربي والدور الإنمائي"، ليتضمن اللجنة الدائمة لمساعدات الخليج، والهيئة العامة للجنوب والخليج العربي، وعرب في أحضان الكويت، وشخصيات عربية قيادية خرجت من هنا. وجاء الفصل الخامس بعنوان "الكويت كما بدت في كتب المؤلفين العرب"، وأوضح عليان أن المكتبة العربية تزخر بمجموعة إصدارات كتبها مؤلفوها عن "الإمارة الفتية"، و"الدولة الناشئة"، و"زهرة الخليج العربي"، وإلى ما هنالك من أوصاف أطلقوها على الكويت في الخمسينات، متابعا: "في هذا الفصل سنذهب والقارئ إلى قائمة من المؤلفات الصادرة باللغة العربية للتعريف بها، وتقديم نبذة عنها، وكل ما في الأمر أن العرض جاء بحسب ما توافر لنا ووصلنا". ورصد عليان في الفصل السادس "مشاهدات الرحالين والصحافة الغربية"، مبينا أنه "من الصعب أن نلم بالصورة كاملة، وأن نقدم كشفا جامعا لكل الكتب الأجنبية التي تناولت هذا الأمر"، لكنه اجتهد وحاول الوصول إلى عدد من الكتب والتقارير ذات الشأن.صور جميلة ومعبرة
اشتمل الكتاب على العديد من الصور الجميلة، منها صورة للشيخ أحمد الجابر الصباح يراقب تصدير شحنة من النفط، وصورة لمحطة وقود قديمة في أواخر الخمسينيات، وتظهر صورة لسيارتي شيفروليه موديل 1956، ودودج خضراء 1956، ولوري 1952، وصورة جوية لمدينة الأحمدي عام 1955، وصورة لأول مقر لمكتب البريد في الكويت، تم افتتاحه عام 1904 في مبنى دار الاعتماد البريطاني، وصورة لمبنى ثانوية الشويخ، وصورة للمجلس البلدي عام 1935، برئاسة الشيخ فهد السالم، وغيرها من الصور.
د. الغنيم: عليان قدم صورة بانورامية لتلك الفترة من خلال تتبع أبرز مظاهرها
الشاهين: مرحلة الخمسينيات العقد الذي حمل المكانة التي يستحقها تاريخنا الكويتي في العرض والتحليل
الشاهين: مرحلة الخمسينيات العقد الذي حمل المكانة التي يستحقها تاريخنا الكويتي في العرض والتحليل