كشف مصدر أمني كبير، أن المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود بينهما، والتي توسطت فيها واشنطن ليست مرتبطة فقط بالانتخابات الرئاسية الأميركية، ورغبة الرئيس دونالد ترامب في تحقيق إنجازات خارجية. وقال المصدر لـ «الجريدة» إن هذه «المفاوضات ثمرة جهود ومساعٍ استمرت سنوات بين إسرائيل وشخصيات لبنانية مختلفة»، متحدثاً عن دور سري كبير لوزير الخارجية اللبناني السابق جبران باسيل، زعيم التيار الوطني الحر، وصهر الرئيس ميشال عون.
وأشار إلى لقاءات عقدها باسيل مع مسؤولين إسرائيليين وأميركيين في دول مختلفة لبحث ملف الترسيم، مضيفاً أن باسيل تعهد بالحصول على موافقة «حزب الله»، وعمل مع الجانب الأميركي على إبقاء الملف بيد رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يتابع الموضوع مع الأميركيين عبر وسطاء في واشنطن من أصول لبنانية.يُذكَر أن المفاوضات التي بدأت في الناقورة على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية جاءت بعد اتفاق إطار أعلنته الولايات المتحدة ولبنان وإسرائيل بالتزامن، لكن المعلومات التي حصلت عليها «الجريدة» تفيد بأن أغلبية النقاط الخلافية جرى تذليلها خلال اللقاءات السرية المباشرة وغير المباشرة بين الجانبين، برعاية أميركية، ورضا دول شرق المتوسط، لأن حل الخلاف بين بيروت وتل أبيب من شأنه ترسيم حدود سورية البحرية، والمياه الاقتصادية لدول الساحل الشرقي للمتوسط، وقطاع غزة، ومصر، وقبرص، واليونان، وتركيا.إلى ذلك، وفي كلمة وجّهها إلى الشعب اللبناني أمس، قال الرئيس ميشال عون، إن المنطقة شهدت «تغيّرات سياسية كثيرة وعميقة بفعل عوامل إقليمية ودولية، وهذه التغيّرات لم تظهر كلّ نتائجها بعد على صُعُد كثيرة، وقد تقلب الأمور رأساً على عقب»، مضيفاً: «نحن على مشارف الاستحقاقات الكبرى التي يتم فيها رسم خرائط، وتوقيع اتفاقيات، وتنفيذ سياسات توسعية أو تقسيمية قد تغيّر وجه المنطقة».