في وقت أعلنت تركيا أنها لن تتردّد في إرسال قوات إلى إقليم ناغورني كاراباخ الجبلي وتقديم دعم عسكري إذا طلبت باكو ذلك، تقلصت الآمال في وقف إراقة الدماء المستمرة منذ نحو شهر في كاراباخ أمس، بتجدّد الاشتباكات بين قوات أذربيجان وقوات الأرمن العرقيين، عشية محادثات مقررة في واشنطن.

Ad

قوات تركية

فقد أعلن نائب الرئيس التركي، فؤاد أقطاي، أن بلاده لن تتردّد في إرسال قوات إلى كاراباخ وتقديم دعم عسكري لأذربيجان إذا طلبت باكو ذلك، مضيفا أنها لم تطلب ذلك بعد.

وانتقد أقطاي خلال مقابلة مع محطة CNN Turk التلفزيونية "مجموعة مينسك" التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والتي تشكلت للوساطة لحل الصراع بقيادة فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، واتهمها بمحاولة الإبقاء على المسألة من دون حل ودعم أرمينيا سياسيا وعسكريا.

من ناحيته، اعتبر الناطق باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، أن التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان بأنه لا حل دبلوماسي في كاراباخ، "يكشف نية أرمينيا". وأضاف قالن: "واضح من يريد الحرب، وهذا يؤكد أحقية تركيا وأذربيجان، ولن يتحقق السلام والاستقرار في جنوب القوقاز إلا بعد تحرير كاراباخ من الاحتلال".

وفي وقت سابق، دعا باشينيان، المواطنين إلى التوجه للقتال في الجبهات بكاراباخ.

وأشار الى أن قضية كاراباخ لا يمكن حلها دبلوماسيا في المرحلة الراهنة. وأضاف: "لذلك حتى نصل إلى حل دبلوماسي، ينبغي على جميع المواطنين حمل السلاح والقتال".

الوضع الميداني

ميدانيا، ذكرت وزارة الدفاع في أذربيجان أن القتال اندلع في أماكن عدة أمس، منها أراض قريبة من خط التماس الذي يفصل بين الجانبين.

وأعلنت كذلك أن أرمينيا أطلقت 6 صواريخ باليستية باتجاه مناطق فضولي وغبالا وسيازان وكردامير على بعد نحو 150 كيلومترا من الحدود بين البلدين، لكن أرمينيا قالت إن هذا "محض هراء وكذب".

وذكرت وزارة الدفاع في أرمينيا أن القتال اندلع في مناطق عدة، وقال مسؤولون من كاراباخ إن بلدة مارتوني وقرى قريبة منها داخل الإقليم تعرضت للقصف.

من ناحيتها، دعت "الخارجية" الأرمنية أذربيجان، وداعمها تركيا، إلى عدم تقويض جهود المجتمع الدولي لإنشاء نظام وقف إطلاق النار.

علييف

من جهته، صرح الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، أمس، بأن بلاده لا تعارض فكرة نشر مراقبين وقوات لحفظ السلام في كاراباخ من حيث المبدأ، لكنها ستطرح شروطاً لدخولهم.

وأضاف في حوار مع صحيفة Nikkei اليابانية، أن "مجموعة مينسك" ستتقدم بالاقتراحات الخاصة بتشكيلة بعثة المراقبين وقوات حفظ السلام، وعدد أفرادها ومواعيد نشرها.

وجدّد علييف رفض باكو إجراء أي استفتاء على استقلال كاراباخ، من دون أن يستبعد منح الاستقلال الذاتي الثقافي للسكان الأرمن هناك.

وأعلن أنه لا يستبعد كذلك إمكانية عقد لقاء قمة بينه ورئيس حكومة أرمينيا في موسكو لبحث النزاع.

وقال علييف: "نعم هذا الاجتماع ممكن، لقد حدثت مثل هذه الاجتماعات من قبل، وكل شيء يعتمد على جدول الأعمال، لكن لسوء الحظ فإن احتمالات التسوية السلمية للصراع مع الحكومة الأرمنية ليست قريبة".

بومبيو

ومن المقرر أن يستضيف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في واشنطن اليوم، محادثات بين نظيريه الأرمني والأذربيجاني.

وكانت خطط بومبيو للقاء وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان اليوم، قد جدّدت الآمال هذا الأسبوع في أن تتفق الجمهوريتان السوفييتيتان السابقتان على إنهاء أعنف قتال بينهما منذ منتصف التسعينيات.

وقال بومبيو أمس الأول، إنه مازال يأمل في التوصل إلى حل دبلوماسي، مؤكدا أن "المسار الصحيح للأمام هو وقف القتال ومطالبتهم بتخفيف التصعيد، وألا تتدخل أي دولة أخرى".

لكن هذه الآمال تقلصت بسبب استمرار القتال العنيف في كاراباخ.

وسقط مئات الضحايا في القتال الذي اندلع يوم 27 سبتمبر، مما زاد المخاوف من اتساع نطاق الحرب لتشمل تركيا وروسيا، كما زاد المخاوف بشأن أمن خطوط أنابيب في أذربيجان تنقل النفط والغاز عبر جنوب القوقاز إلى الأسواق العالمية.

وتوسطت روسيا في اتفاقين لوقف النار منذ اندلاع القتال، لكنهما لم يصمدا.

وأعلن "الكرملين" أمس، أن الحل السلمي هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع في كاراباخ.

«ناتو»

وفي بروكسل، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، أن الحلف ليس طرفا في الصراع الدائر بكاراباخ.

وأضاف عقب محادثات أجراها مع الرئيس الأرمني، أرمين سركيسيان، في مقر الحلف أمس الأول، أن كلا من أذربيجان وأرمينيا شريك مهم للحلف منذ أكثر من 25 عاما.

وأضاف: "ذكرت للرئيس سركيسيان أن "ناتو" ليس جزءا من الصراع".

وأعرب عن قلقه من انتهاك وقف النار، مشددا على ضرورة إنهاء الخلافات والتوصل إلى حل سلمي.

من جانبه، قال سركيسيان إنه يرى أن استهداف المدنيين أمر غير مقبول.

ولفت إلى أن تركيا تقدّم الدعم لأذربيجان، مؤكدا أن قطع الدعم التركي سيحل القضية.