الأمانة والصدق ومدى توافرهما في عضو المجلس
ذكرت في المقالات السابقة عن القسم الذي يؤديه الفائز بعضوية مجلس الأمة قبل أن يؤدي أعماله وبعدها يصبح عضوا في المجلس، فالقسم يتكون من أربعة أجزاء وهي الإخلاص للوطن وللأمير، واحترام الدستور وقوانين الدولة، والذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله، وأداء العمل بالأمانة والصدق. تحدثت عن ثلاثة أجزاء من القسم، أما الرابع والأخير فيتعلق بالأمانة والصدق، فالأمانة شيء كبير وعظيم يجب أن تتوافر في عضو مجلس الأمة، فلا يخون الأمانة سواء في أعماله أو أقواله لأنه أؤتمن على مقدرات الشعب ومصالحه، وأمواله كذلك عليه أن يكون أميناً على أسرار الدولة ولا يفشيها. والأمانة تتطلب أن يقول العضو الحق ولا يخاف في الله لومة لائم، وكذلك الصدق شيء أساسي يجب توافره في عضو مجلس الأمة، فلا يكذب كي يحقق مصلحة شخصية، وعليه أن يكون صادقا في كلامه وأفعاله عندما يتحدث عن مصالح الشعب وأمواله، والأمانة والصدق شيئان متلازمان يجب توافرهما بمن يمثل الشعب، فلذلك أرى أن على كل ناخب قبل أن يدلي بصوته في الانتخابات القادمة أن يتأكد ويتريث قبل أن يلقي بورقة الانتخاب في الصندوق الذي سيوصل البعض للمجلس.
فالتصويت أمانة كبيرة يجب أن يعيها الناخبون، وأن يضعوا مصلحة بلدهم وشعبهم في اختيارهم لمن يمثلهم، فقد لاحظنا أن البعض ممن فازوا في عضوية المجلس للأسف الشديد لم يلتزموا بالقسم العظيم الذي أدوه قبل أربع سنوات مضت مع بداية الفصل التشريعي لاعتقادهم أن الشعب ينسي بسرعة ما قالوه في جولاتهم الانتخابية، وطلبهم من الناخبين إعطاءهم أصواتهم. فهذه أمانة كبيرة علينا جميعا أن نعيها جيداً لأن فوز المرشح بالعضوية هو تفويض من الشعب لهذا المرشح أو ذاك، فأحسنوا اختيار من يمثلكم لمصلحة الكويت ومستقبل الأجيال، وتذكروا دائما القسم العظيم الذي يؤديه الفائزون وهو: "أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا للوطن وللأمير، وأن أحترم الدستور وقوانين الدولة، وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله، وأؤدي أعمالي بالأمانة والصدق". أسأل العلي القدير أن يوفق المخلصين للوطن من الأمناء والشرفاء أن يصلوا إلى مجلس الأمة، وألا يحالف الحظ من خان الأمانة وعبث بمقدرات الشعب وأمواله ومصالحه، وباع نفسه للشيطان على حساب الشعب الذي يستحق الاحترام والكثير من العمل والجهد كي نرتقي بالممارسة الديمقراطية ونحافظ علي سمعتها، وأسأل العلي القدير أن يحفظ الكويت الطيبة وقيادتها وشعبها من كل مكروه. *** تمر الأيام وتأتينا الأخبار عن أناس أعزاء عاشوا بيننا وعرفناهم وما يتحلون به من خلق وأمانة، تأتي الأنباء بأن فلاناً قد رحل أو فلانة غادرت دنيانا الفانية، ونحزن على فراق الأحبة، وفي الأسبوع الفائت حملت لنا الأخبار رحيل هؤلاء الأعزاء، لقد فقدت الأخ العزيز سعيد المعود الذي عرفته منذ زمن بعيد عندما كنّا صغاراً في المدرسة والفريج، وأيضاً في مركز شباب الشامية الذي جمعنا مع إخوة أعزاء نفتخر بمعرفتهم، كنت ألتقي بالمرحوم سعيد دائماً، ولكن جائحة كورونا منعتني من اللقاء بمن أحب. الأخ الآخر الذي رحل عنا هو الأخ سامي محمد المعجل من المملكة العربية السعودية لم يحالفني الحظ الالتقاء به من فترة طويلة سوى مكالمة واحدة منذ فترة، فقد صارع الأخ سامي المرض الذي لم يمهله طويلا. أسأل العلي القدير أن يرحمهما ويغفر لهما ويسكنهما وجميع الأموات الجنة، وأقدم أحر التعازي لأسرهما ولأحبائهما.