يتميز الرسام التشكيلي الفنان هيثم الجوهر بطريقة متفردة مع الألوان واستخدامها من خلال التواصل الملحوظ الذي يتبعه الفنان في طريق اختياره للألوان غير المتنافرة، والتي تتقابل فيما بينها في بانوراما فنية جذابة ومتواصلة مع الحياة. ويعتمد الجوهر على حسه التشكيلي الذي يحتفي بالأشياء في أشكالها الرمزية تارة والحسية تارة أخرى، مما يوجد حالات متداخلة من الأفكار التي يود طرحها على المتلقي، تلك التي يراهن فيها على حالات أو مضامين إنسانية تبرز الجانب العاطفي في الحياة، وهذه المدلولات أو الأفكار أعطت للفنان خصوصيته المتميزة.
العربية والأوروبية
وقال الجوهر انه تأثر بالمدرسة الواقعية، ويميل كفنان إلى رسم التراث، ويجسد في أغلبية لوحاته التراث الكويتي والخليجي، حتى يقوم بعدها بعرض أعماله في الدول العربية والأوروبية من أجل التعرف عن كثب عن تراثنا وحضارتنا العريقة ويعلق قائلا: اعتبره فخرا لي ان أكون سفير بلدي، برفع اسم الكويت وعلم بلدي في المحافل الدولية. وأضاف الجوهر أن رصد التراث يعطيه طاقة إيجابية وحافزا كبيرا لتقديم المزيد من العطاء، فعند رسم لوحة من التراث تعيده إلى الماضي الجميل، وتوقظ حنينه إلى زمن الآباء والأجداد. وبين أنه يحرص في الكثير من أعماله على أن تكون الرؤى فيها مأخوذة من الواقع، غير أنها تسير في مسارات تستلهم الرمز وتتحاور مع المعاني التي يبرزها ازدهار الألوان وسطوعها على أسطح اللوحات، بالإضافة إلى ما يمتلكه من قدرة على تحريك سكون اللوحة بمزيد من الأفكار والأطروحات، تلك التي تحفز ذهن المتلقي على التفكير، والدخول في حوار متبادل معها.أما عن رسمه البورتريه والحرفيات فبين أنه يتضمن إبداعات وانطباعات انسانية جمالية، ولكنه لا يقوم برسمه كثيرا.التشجيع والنصح
وتابع الجوهر أن القيمة المضافة لمشاركته في المعارض "القيمة كبيرة بالنسبة لي منها التعرف على فنانين من اوروبا والتعرف على خبراتهم وميولهم الفنية، بالإضافة إلى ذلك حصلت منهم على كل التشجيع والنصح".وعن الأحاسيس التي يحب أن يوصلها للجمهور من خلال عرض لوحاته الفنية، قال: لا يوجد إحساس معين، فالفن بالنسبة لي رسالة سامية، وهو عموما وسيلة للحوار بين الأفراد والمجتمعات منذ قديم الزمان إلى يومنا هذا، وكل فنان منا يبث رسائل فنية حسب مضامين لوحته ورؤيته الفنية، متجاوزا كل لغات العالم، بالإضافة الى أن الله جميل يحب الجمال، فأستلهم مواضيعي من الطبيعة من حولي، وأقتبس من جمالها ونضارتها، وأجعله مكونا أساسيا في لوحاتي.صورة كبيرة
وفيما يخص عناصر الأعمال بين الجوهر أنه يتواصل مع عناصر لوحته في صور تعبر خير تعبير عن الحياة، من خلال الطبيعة والمرأة وكذلك يستخدم الحروف العربية في تزيين بعض لوحاته، وهذا التكنيك أسهم بشكل خلاق في أن تبدو أعماله معبرة بصورة كبيرة عن رؤيته للإنسان خلال تفاعله مع الواقع.وأكد الجوهر في حديثه أنه يسعى إلى إبراز خصوصيته كفنان تشكيلي، من خلال اتباعه لأساليب فنية متنوعة لا تقف عند حد بعينه، بل إنه يحرص على التفاعل والتواصل مع المدارس التشكيلية المختلفة، وهذا ما يوضح تناغم أعماله مع الحياة، وتنقلاته التشكيلية المبنية على أسس فنية صحيحة.وينصح الجوهر الفنانين الجدد في المجال بالجد والاجتهاد، وأيضا التركيز على الممارسة، وتجريب الجديد تقديم أعمال مختلفة، والثقة بقدراتهم الفنية والابتعاد عن استخدام البورجكتر.وعن مشاريعه القادمة قال: أشارك في معرضي بيكاسو، ودبي آرت في 21 ابريل المقبل، وأيضا معرض في مملكة البحرين قريبا.يذكر أن الجوهر بدأ تأكيد نفسه كفنان تشكيلي في عام 2003، وبالتالي شارك في الكثير من المعارض التي تقام في الكويت من خلال المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والجمعية الكويتية للفنون التشكيلية الكويتية، وغيرهما، إلى جانب مشاركاته التشكيلية خارج الكويت، كما منحته الأمم المتحدة، جائزة الإبداع، وأضافت إلى رصيده الفني الكثير.