معارض تشكيلية تفادت فيروس كورونا عبر الإنترنت وفي الهواء الطلق
ضمت أعمالاً لـ 25 فناناً تحت عنوان «بصوت عالٍ»
لم يصمت الفن التشكيلي في زمن «كورونا» عن الحديث «بصوت عال»، وهو عنوان المعرض الذي يستهدف الوصول إلى الجمهور بطريقة تحقق التباعد الاجتماعي وتضمن عدم الإصابة بالفيروس القاتل، والحال ذاتها بالنسبة إلى العديد من المعارض الفنية التي تقيمها الجهات الثقافية المختلفة في مصر عبر الإنترنت أو بالتحديد ما يُعرف بـ«المنصات الإلكترونية»، تحت شعار «خليك في البيت... الثقافة بين إيديك».
تحت عنوان "بصوت عالٍ" انطلق الشهر الجاري المعرض التشكيلي الجديد في مصر، حيث ضم إبداعات 25 فناناً يعرضون أعمالهم في الهواء الطلق، في المساحات الخضراء بملاعب "نادي الغولف"، داخل أحد الفنادق في مدينة "السادس من أكتوبر".وشهد المعرض إقبالاً جماهيرياً واسعاً، لأنه يضم أعمالاً لفنانين ينتمون لأجيال فنية متنوعة ومدارس ومجالات متباينة، من بينها أعمال الفنان الراحل آدم حنين، والفنانين الكبار أحمد عبدالوهاب، ورضا عبدالسلام، وعبدالعزيز صعب، والسيد عبده سليم، وهو المعرض الفني الذي ينظمه غاليري "إيزل آند كاميرا" للفنون المعاصرة ويستمر حتى نهاية نوفمبر المقبل.
الفضاء الخارجي
التعددية في القضايا التشكيلية المطروحة أبرز ما يثري العرض، ويجعله مثيراً فكرياً ومشبعاً روحياً للمتلقي، وبخاصة مع اختلاف طريقة عرض الأعمال عما هو سائد، فالعرض خرج بالأعمال الفنية خارج حدود قاعات الغاليري إلى الفضاء الخارجي ورحابة الأفق التي أضافت الكثير إلى الأعمال الفنية المعروضة وأعطت إحساساً مختلفاً تماماً عن عرضها داخل حيز أي قاعة مغلقة. وعلى الرغم من اتساع مساحة العرض فإن الأعمال بقوتها التعبيرية والجمالية الكامنة فيها فرضت حضورها على المكان، وأضافت الكثير إلى المنظر الطبيعي الخلاب الذي يميز ملاعب الغولف.وجاءت فكرة تسمية المعرض بهذا العنوان "بصوت عالٍ" تماشياً مع عرض الأعمال في الهواء الطلق. وبجانب كبار الفنانين السابقين تشارك مجموعة مختارة من الفنانين المصريين منهم: محمد بسيوني (تصوير)، وأسامة إمام (خزف)، والشيماء درويش (نحت)، ومن لبنان يشارك بسّام كيرولس (نحت وتصوير)، ومن العراق علي نوري (نحت).العيش والحلم
وفي موازاة ذلك، يواصل قطاع الفنون التشكيلية التابع لوزارة الثقافة المصرية تقديم العروض الفنية والمعارض التشكيلية عبر منصة إلكترونية تتيح للجمهور الاستمتاع بمشاهدة معارض مهمة سبق تدشينها قبل سنوات، والطريقة المناسبة لاستعراض الأعمال الفنية بعيداً عن القاعات التي قد تكون سبباً في الإصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".وفي هذا الصدد، يطرح قطاع الفنون التشكيلية العرض البانورامي لمعرض الناقد والفنان التشكيلي المصري عزالدين نجيب "العيش والحلم"، الذي سبق أن أقيم في عام 2018، في متحف الفن المصري الحديث، ليصبح متاحاً الآن عبر المنصة الإلكترونية التابعة لقطاع الفنون التشكيلية، وذلك في إطار مبادرة وزارة الثقافة "خليك في البيت... الثقافة بين إيديك".ويقول نجيب عن المعرض: "يشغلني البحث عن الجذور وولادة الحلم من طين الأرض ورمل الصحراء وهمس الحوائط، فأرى الأمل من بين طيات الظلمة وغلظة الواقع، وأحلق بأجنحة الحب والحرية".ويشير إلى محاولته فتح الصناديق المتوارية لحياة الناس، بكفاحهم من أجل العيش، وبأحلامهم الصغيرة والكبيرة وبخوفهم من المجهول، فيراهم بعين الحلم والخيال وبثقافتهم الممتدة ورموزهم السحرية، ويحلق معهم نحو واقعية بلا ضفاف، لا تتخلى عن مسايرة الحداثة والتقدم.ويرى الفنان المعروف أن كلمتي "الحداثة" و"التقدم" تحملان قيماً إنسانية، تتجاوز الأشكال والأساليب إلى جوهر المعاني الكبرى حول الإنسان والعصر، ومن دون هذا التفاعل تظل الحداثة مجرد أشكال فارغة معزولة عن الناس، منقطعة عن الواقع والحياة".العزلة الاجتماعية
أما حالة العزلة التي فرضتها جائحة كورونا على الناس، فقد ألهمت مجموعة من الفنانين التشكيليين لعرض أعمالهم ومناقشة فكرة العزلة الاجتماعية بأسلوب فني، حيث يقيم "غاليري أوبنتو" في القاهرة معرضاً جماعياً بعنوان "الدائرة"، ويضم أعمال فنانين مصريين من أجيال مختلفة تعبر لوحاتهم بشكل أساسي عن العزلة، حيث جرى إنجاز الأعمال خلال فترة الحجر المنزلي في الأشهر الماضية.ويمثل الفنانون المشاركون أجيالاً مختلفة وقاربوا موضوعاتهم بخامات وأدوات متعددة، فضم المعرض منحوتات وتراكيب ولوحات زيتية بمواد مختلطة، وتحمل الأعمال توقيع كل مجموعة متميزة من الفنانين أبرزهم أميرة حسني، وإيمان حسين، وجمال بسيوني، وشريف طاهر، وطاهر حمودة.