فشلت ثالث محاولة لإنهاء القتال بين الجيش الأذربيجاني والقوات الأرمنية في ناغورني كاراباخ، أمس، حيث تبادل الجانبان الاتهامات حول "الانتهاك الصارخ" لوقف النار الجديد الذي توسطت فيه الولايات المتحدة لوقف القتال، مما يثير الشكوك حول فرص نجاح أحدث مسعى دولي لإنهاء الاشتباكات الدائرة منذ نحو شهر.وكان من المقرر أن يدخل هذا "الوقف الانساني لإطلاق النار" في الاشتباكات المستمرة في هذه المنطقة الجبلية من القوقاز منذ 27 سبتمبر، وهو ثالث هدنة في غضون أسبوعين، حيز التنفيذ، أمس، في الساعة الثامنة صباحاً، لكن الطرفين المتحاربين أبلغا على الفور عن انتهاكه كما حدث في المحاولتين السابقتين خلال الأسابيع الأخيرة.
ومنذ أسابيع يبذل قادة دوليون جهود وساطة لإرساء هدنة في النزاع الذي أوقعت معاركه في الأسابيع الأخيرة نحو خمسة آلاف قتيل.واتهمت وزارة الخارجية الأذربيجانية القوات الأرمينية بقصف بلدة ترتر وقرى مجاورة وكذلك مواقع لجيش باكو، مؤكدة من جانبها "الاحترام الصارم" للاتفاق.واعتبر حكمت حاجييف أحد مساعدي الرئيس الأذربيجاني، أن "هذا يظهر مرة أخرى أن أرمينيا لا تدعم سوى بالكلام مبدأ الهدنة الإنسانية. إنها في الواقع تتستر وراء الهدنة وتحاول إعادة تجميع (قواتها) ومحاولة السيطرة على مواقع جديدة".وذكر حاجييف أن أرمينيا هي التي انتهكت اتفاق وقف النار الحالي كما الاتفاقين السابقين.وأوضح أن "هدف أرمينيا هو المحافظة على الوضع القائم على الاحتلال. الجانب الأذربيجاني يمارس ضبط النفس".ونددت "وزارة دفاع" كاراباخ من جهتها بالقصف المدفعي المعادي على مواقعها في مختلف مناطق الجبهة، مؤكدة أن القوات التابعة لها "تواصل الالتزام التام بوقف إطلاق النار" وأن "اتهامات العدو لا علاقة لها بالواقع".وأفاد المتحدث باسم زعيم الانفصاليين في كاراباخ فاهرام بوغوسيان أن "الجانب الأذربيجاني انتهك بفجاجة الاتفاق الإنساني للمرة الثالثة". وأضاف: "مهمتنا اليوم هي الدفاع عن أرضنا، لم يتركوا لنا خياراً".وتم التفاوض على هذا الاتفاق خلال عطلة نهاية الأسبوع في واشنطن وسط حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإعادة انتخابه. ووعد الأخير بأنه "سيجد حلاً" لهذا النزاع، مؤكداً أن ذلك سيكون "سهلاً".وكان قد تم التوصل لأول هدنة بين يريفان وباكو في موسكو في 10 أكتوبر والثانية في باريس في 17 أكتوبر. لكنهما لم تصمدا.إلى ذلك، قال الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، إن بلاده ترغب في إيجاد حل للصراع بالطرق السياسية والعسكرية.وأكد، أمس، مطلبه بمغادرة القوات الأرمنية الإقليم من أجل وقف الصراع. وذكر علييف في خطاب للشعب الأذربيجاني أمس، أن الصحافيين كثيراً ما يسألونه، ما الذي تفعله F16 التركية في أراضي بلاده؟ مضيفاً: "تعبت من الإجابة، افتحوا خرائطكم الفضائية، ألا ترون؟ تفضلوا بالنظر هل هي في الجو أم على الأرض؟".وتابع: "الجميع يعرف أنها على الأرض، لقد وصلت للتدريبات، وبقيت هنا بعد اندلاع الحرب. وتركتها تركيا الشقيقة لنا كدعم معنوي. مع ذلك، إذا تعرضنا لعدوان خارجي، فعندئذ سيرون F16 تلك في الجو". واندلع النزاع الحالي في 27 سبتمبر. وتتبادل أرمينيا وأذربيجان الاتهامات باستهداف المدنيين وخرق اتفاقات سابقة لوقف إطلاق النار.
دوليات
«كاراباخ»: «هدنة واشنطن» تلقى مصير سابقاتها
27-10-2020