غارة «مجهولة» تقتل العشرات من فصيل موالٍ لأنقرة في شمال سورية
الرئيس السوري بشار الأسد ينهي شغور منصبي محافظَي إدلب والرقة لأول مرة منذ 2012
في ضربة هي الأعنف منذ سريان اتفاق لتثبيت الهدنة بـ «منطقة خفض تصعيد» في أدلب، قتل 78 مسلحا، وأصيب نحو 100 من فصيل «فيلق الشام»، السوري المعارض الموالي لتركيا، جراء غارات جوية على معسكر تدريب تابع له في شمال غرب سورية أمس.وتضاربت الأنباء حول هوية الطائرات التي قصفت المعسكر الواقع بقرية الدويلة غرب إدلب على بعد نحو 10 كيلومترات من الحدود التركية. ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن مصدر ميداني قوله إن طائرات استطلاع تابعة للحكومة السورية رصدت المعسكر الذي يضم 8 مبان ومقار تحوي مخازن أسلحة ودبابات وعربات دفع رباعي، حيث كانت المجموعات المسلحة تعمل على نقلها باتجاه جبل الزاوية وجسر الشغور. ونفى المصدر صحة التقارير التي تداولتها منصات تابعة للمعارضة المسلحة وتحدثت عن أن «الطيران الحربي استهدفت مخيمات للمدنيين»، مؤكدا أن «المواقع التي تم استهدافها تقع على سفح جبلي في منطقة الدويلة كانت المجموعات المسلحة قد حوّلته إلى معسكر تدريب ومستودع يحوي على كميات ضخمة من الأسلحة والذخائر».
وذكرت الوكالة الروسية أن «فيلق الشام» أحد أبرز التنظيمات المسلحة المتهمة بتصدير مرتزقة إلى جبهات ليبيا وأذربيجان للقتال ضمن صفوف تنظيم الإخوان المسلمين، حيث تدعم أنقرة وموسكو أطرافا متناحرة بالبلدين. في المقابل، أفادت مصادر في المعارضة المسلحة لوكالة «الأناضول» بأن مقاتلة روسية قصفت المعسكر الواقع بغرب إدلب على بعد نحو 10 كيلومترات من الحدود التركية.وتداولت منصات سورية صورا قالت إن وسائل إعلام روسية نشرتها للقصف، في حين رجحت مصادر ارتفاع عدد القتلى مع تواصل عمليات انتشال العالقين والبحث عن المفقودين وإسعاف الجرحى. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن إن «ما جرى هو التصعيد الأعنف منذ سريان الهدنة، مع تسجيل الحصيلة الأكبر على الإطلاق بعدد الضحايا».وفي مايو 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران، التوصل إلى اتفاق على إقامة «منطقة خفض تصعيد» في إدلب، ضمن اجتماعات أستانة المتعلقة بالشأن السوري.ورغم تفاهمات لاحقة، تم إبرامها لتثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، كان آخرها في مارس الماضي، فإن قوات الحكومة السورية وداعميها واصلوا هجماتهم على المنطقة، مما أدى إلى سقوط مدنيين ونزوح ما يزيد على مليون و942 ألفا إلى مناطق هادئة نسبيا أو قريبة من الحدود التركية، منذ يناير 2019.وتسيطر «هيئة تحرير الشام»، (جبهة النصرة سابقاً)، حالياً على حوالي نصف مساحة إدلب ومناطق محدودة محاذية من محافظات حماة وحلب واللاذقية. وتنشط في المنطقة، التي تؤوي ثلاثة ملايين شخص نحو نصفهم من النازحين، أيضا فصائل مقاتلة أقل نفوذاً.في غضون ذلك، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد قرارا بتعيين محافظين لمحافظتي الرقة وإدلب، في خطوة وصفت بأنها الأولى منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2012.وقرر الأسد تعيين عبدالرزاق خليفة محافظا للرقة، ومحمد نتوف محافظا لإدلب، وذلك بعد سنوات من شغور المنصب في ظل الحرب الدائرة بالبلاد.على صعيد آخر، فجّر انتحاري نفسه على حاجز للجيش السوري عند مدخل منطقة الزبلطاني في دمشق.