الدكتور راشد النويشير مايسترو كويتي متميِّز، تألق على الساحة الموسيقية بمهارته الفائقة في الجمع بين قيادة فرق صغيرة "تخت شرقي"، وأوركسترا كبيرة للموسيقى العالمية في المسرح. وقبل أن يُكمل دراسته بالخارج ويحصل على لقب مايسترو، كان ولايزال من أمهر عازفي آلة التشيللو في الكويت. ورغم شرقيته، فإنه يعشق الموسيقى الكلاسيكية؛ عزفاً وسماعاً، باعتبارها أم الموسيقى العالمية، ومن بعدها يُفضِّل الموسيقى العربية القديمة بأنواعها، تليها بعض الموسيقات الشعبية الأجنبية، كالاذربيجانية، والأرمينية.
"الجريدة" حرصت على لقاء د. النويشير، وأجرت معه حواراً عن الموسيقى في الكويت، والعالم، واستشرفت آراءه في عدد من القضايا المهمة، مثل كيفية الارتقاء بالمجتمع الكويتي وذائقته من خلال الموسيقى العالمية والشرقية، وسر عدم حصول المواهب الموسيقية الكويتية من العازفين على فرصتهم حتى الآن، وشروط حفاظ الكويت على ريادتها الموسيقية بالمنطقة، والطريق إلى صناعة قائد أوركسترا كويتي في المستقبل. كما كشف عمَّا بجعبته من أعماله المستقبلية... كل هذا سنعرفه من خلال الحوار التالي:
• أنت تعزف على التشيللو... برأيك، هل هناك إقبال على تعلُّم العزف على تلك الآلة؟
- نعم، هناك إقبال على التشيللو، سواء من قِبل دارسين بالمعهد العالي للفنون الموسيقية من البنات والشباب، أو هواة من خارج المعهد، لكن تلك الآلة تحتاج إلى فترة من المتابعة والإشراف، خصوصا بعد مرحلة التأسيس، كما تحتاج إلى فترة أخرى لتلقي برنامج أكاديمي موسيقي، لتكون المخرجات والنتائج أكثر إيجابية، وفيها استفادة أكبر، لذلك يفضل دراسة التشيللو في المعاهد المتخصصة.• بصفتك مايسترو... هل تجد صعوبة في قيادة عدد كبير من العازفين بالأوركسترا؟
- ليس هناك أي فروقات بين عدد العازفين بفرقة، ولو كانت فرقة تخت شرقي، أو أوركسترا. والسبب في كل الحالات أن المايسترو يحب أن يكون على دراية تامة بكل تفاصيل العمل الموسيقي، وطريقة إخراجه، فيقوم بإيصال الملاحظات للعازفين، ليصل العمل بأفضل صورة، وفي كل مشروع موسيقي لابد أن يقوم المايسترو باستعدادات قبل البروفات، لتجميع فورمة البرنامج المُراد تقديمه. لا يوجد دعم• كيف يرتقي المجتمع بالموسيقى؟ وكيف نجعله يُقبل عليها؟
- عن طريق الإذاعة والتلفزيون، من خلال بث أعمال موسيقية عالمية، وإعداد برامج تتحدث عن أهمية الموسيقى، ومدى تأثيرها على سلوك الإنسان، وأهمية التراث الموسيقي، والعوامل النفسية التي تتأثر بالموسيقى، من تهذيب الأخلاق، وتشغيل العقل البشري إيجابا، وعبر عمل ورش موسيقية، واستقطاب أمهر العازفين في العالم، وعمل رسالات موسيقية في المعاهد، وبث روح المنافسة من خلال التنويع في الفرق الموسيقية، عبر بروتوكولات ثقافية مع دول مختلفة، والجهات المسؤولة عن هذا هي وزارة الإعلام، ووزارة الشباب والرياضة، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وجمعية الفنانين، والمعهد العالي للفنون الموسيقية.الموسيقات الشعبية• ما نوعية الموسيقى المفضَّلة لدى المايسترو النويشير؟
- الموسيقى الكلاسيكية، لأنها هي الأم، ثم الموسيقى العربية القديمة، وبعض الموسيقات الشعبية الأجنبية، كالأذربيجانية، والأرمينية.• برأيك، هل ترى أن المواهب الكويتية تأخذ فرصتها؟
- للأسف، لم تأخذ فرصة طبيعية، لأنه لا يوجد دعم من الجهات المتخصصة، مثل: المجلس الوطني، أو وزارة الإعلام، أو بعض الجهات المختصة لذلك، فنلاحظ أسماء تبرز، وبعد فترة زمنية تختفي، أو يقل ظهورها.الحفلات الافتراضية• في أجواء جائحة كورونا... هل تحويل المهرجانات الموسيقية والحفلات إلى افتراضية ناجح أم لا؟
- هذا أمر ليس ناجحا... باختصار، الموسيقى بهذه الطريقة ستكون كأنك تشاهد فيديو عن البحر على "يوتيوب"، فهل سيكون شعورك مثل حضورك إلى البحر على الطبيعة؟ بالطبع لا، لأن هناك ذبذبات لا يمكن أن تشعر بها إلا في الحضور اللايف، لكن يصلح الافتراضي في حالة واحدة فقط، وهي تواصل شخص موسيقي أو مطرب مع جمهوره من المتابعين له للدردشة، وعزف مقاطع موسيقية صغيرة.• لماذا لا يوجد في الكويت قسم لدراسة تخصص قيادة الأوركسترا؟
- لا يوجد تخصص قيادة أوركسترا في الكويت، قد يعود الأمر لقلة الإقبال على الدراسة الموسيقية مثلا، لأن الإمكانات موجودة، لذا نلجأ لإكمال الدراسات العليا، كالماجستير، في الخارج، ودراسة قيادة الأوركسترا عن طريق مواد التخصص، للوصول إلى منصب مايسترو موسيقي. مشروع فني• كيف يمكن أن تحافظ الكويت على ريادتها موسيقياً في المنطقة؟
- من خلال تطوير التراث، وعمل لجان متخصصة تدرس كيفية جذب وخلق ملحنين وكُتاب جُدد، وحثهم على التلحين على الإيقاعات الشعبية الكويتية، ثم تنفيذ هذه الأعمال بطرق وأفكار جديدة، لمواكبة التطور العالمي والتقنيات الحديثة.• ما مشروعك الفني المقبل؟
- لديَّ مجموعة من الأعمال الوطنية، لكنها معلَّقة، بسبب ظروف جائحة كورونا، وضرورة التباعد الاجتماعي، وهي جاهزة على الكمبيوتر في الاستديو، وبانتظار انفراج الأزمة.