إيران تقدم لروسيا مبادرة تسوية النزاع في كاراباخ
بوتين لإشراك تركيا بمحادثات متعددة الأطراف... وأذربيجان تُسلّم أرمينيا جثث عشرات العسكريين
عرضت إيران على روسيا رؤيتها من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع بين أذربيجان وأرمينيا حول إقليم ناغورني كاراباخ، فيما سلمت باكو جثث عشرات العسكريين ليريفان وأكدت سقوط عشرات القتلى المدنيين جراء الهجمات الأرمنية.
في محاولة لإخماد النزاع الذي يهدد استقرارها الداخلي ومصالحها بالمنطقة، قدم المبعوث الخاص للرئيس الإيراني عباس عراقجي، أمس، إلى الجانب الروسي "مبادرة طهران" لتسوية سلمية للنزاع بين أذربيجان وأرمينيا حول إقليم ناغورني كاراباخ.واجتمع عراقجي، أمس، في موسكو مع مساعد وزير الخارجية الروسي في شؤون آسيا الوسطى والقوقاز اندره رودنكو، لتقديم "المبادرة" التي تستند بالأساس إلى الوقف الفوري لإطلاق النار بين الطرفين والجلوس إلى طاولة المفاوضات.ووصل عراقجي فجراً إلى موسكو في إطار جولة أقليمية بدأها من العاصمة الأذرية باكو، أمس الأول، وستقوده كذلك إلى أرمينيا وتركيا، لطرح المبادرة.
ولاحقاً، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ضرورة أن تشارك العديد من البلدان في محادثات بشأن أزمة إقليم "كاراباخ" بما في ذلك تركيا. وهو الأمر الذي تعارضه أرمينيا.وفي باكو، أكد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف لعراقجي، استمرار الاشتباكات منذ أكثر من شهر في كاراباخ، متعهداً بـ"تحرير أراضي بلاده من الاحتلال". وقال: "سنعمل على إرساء معايير القانون الدولي والعدالة التاريخية".ووصف علييف أوضاع المناطق المحررة بأنها "مؤسفة جداً"، مضيفا أن "جميع المناطق السكنية والآثار التاريخية والأماكن الدينية ومنها المساجد قد دمرت تماماً وجرت الإساءة لها".وتابع: "الأنشطة في مجال الإعمار بدأت، والجزء من الحدود المشتركة بين أذربيجان وإيران سيكون حدود صداقة وأخوة كبقية أجزاء الحدود بين البلدين".
تسليم وخسائر
في غضون ذلك، أعلن مساعد الرئيس الأذربيجاني، حكمت حاجييف، أن باكو سلمت يريفان 30 جثة لجنود وضباط من الجيش الأرمني، إضافة إلى جثتين لمدنيين، مشيرة إلى أن ذلك تم بوساطة روسية في منطقة غازاخ توفوز.بدورها، صرحت وزارة الدفاع الأرمنية، أنه بفضل الجهود التي تبذلها روسيا، بات من الممكن تبادل جثث ضحايا المعارك، مشيرة من ناحية أخرى إلى أن الوضع لايزال متوتراً على الخطوط الأمامية في كاراباخ، ومضيفة أن "وحدات الدفاع الأرمنية تواصل بثقة تنفيذ المهام القتالية الموكلة إليها، والتحكم في الوضع العملياتي والتكتيكي".وأفادت السلطات في باكو بارتفاع عدد قتلى الهجمات الأرمنية على المناطق السكنية الأذربيحانية، إلى 90 مدنيا، والمصابين إلى 392، منذ اندلاع الاشتباكات.وجاء ذلك في بيان صادر عن النيابة العامة الأذربيجانية، أمس، حول الخسائر في صفوف المدنيين جراء الهجمات الأرمينية منذ 27 سبتمبر وحتى 29 أكتوبر الحالي. وأوضح البيان أن الهجمات الأرمنية أدت إلى تدمير ألفين و406 منازل، و92 بناء، و423 مبنى عاماً.حرب وجود
في المقابل، جدد دايفيد بابايان مستشار الشؤون الخارجية لرئيس "جمهورية آرتساخ" (كاراباخ بالأرمنية) غير المعترف بها دولياً، الاتهامات للجيش الأذربيجاني بانتهاك اتفاق وقف النار، الذي توصلت إليه باكو ويريفان للمرة الثالثة على التوالي في واشنطن قبل أقل من أسبوع، معتبراً أن "باكو تسلك طريق الإبادة الجماعية تجاه سكان الإقليم بشكلٍ خاص، وأرمينيا بشكلٍ عام".كما اعتبر أن "أكثر الأهداف الاستراتيجية لأذربيجان وأنقرة من الحرب الحالية، إيجاد معبّرٍ بري يربط بين الأراضي الأذربيجانية وإقليم ناخيتشيفان عن طريق آرتساخ".وناخيتشيفان هو إقليم أذربيجاني يمكن الوصول إليه إما عبر إيران أو "آرتساخ"، وهو غير متصل جغرافياً بباكو التي تفرض سيادتها عليه. ولدى هذا الإقليم عدّة كيلومتراتٍ مشتركة مع تركيا.وقال المستشار الأرمني، في هذا الصدد، إن "الهدف الجيوسياسي لباكو وأنقرة على المدى البعيد هو إنشاء امبراطورية تمتد من تركيا إلى إقليم ناخيتشيفان ومن ثم أذربيجان، التي تعد الحجر الأساس لهذا المشروع".وأشار إلى أن "معركتنا مع باكو غير متكافئة من جهة العتاد والقوة البشرية، لكن بالنسبة إلينا هذه حرب وجودية، نحن ندافع عن عائلاتنا وأطفالنا وزوجاتنا وأخواتنا وآبائنا ومقابرنا وبلدنا". وتابع: "ليس لدينا ما نخسره. سنقاتل وندافع عن أنفسنا حتى النهاية، وإلى آخر قطرة دم".قصف إيراني
على صعيد منفصل، أقدمت قوات إيرانية، على قصف قرية بربزين التابعة لبلدة سيدكان في إقليم كردستان العراق، دون وقع خسائر بشرية أمس.يشار إلى أن إيران، تقوم بقصف مناطق بالكايتي وبرادوست، منذ زهاء 4 سنوات، بذريعة وجود قوات "بيشمركة الديمقراطي الكردستاني" الإيرانية المتمردة.
المدفعية الإيرانية تقصف قرى سيدكان في إقليم كردستان