الإعلام المباشر يغيب و«المسجَّل» يطغى في «أمة 2020»
وزارة الإعلام و«كونا» تكتفيان بنشر صور المرشحين ورصد أعدادهم
للمرة الأولى، تغيب التصريحات الصحافية للمرشحين عن منصة إدارة شؤون الانتخابات، في ظل الاشتراطات الصحية «الكبيرة» التي وضعتها وزارة الصحة لمواجهة جائحة كورونا، إذ لم تكتفِ «الصحة» بمنع وسائل الإعلام من التغطية، بل شمل المنع المنصة التي كانت محطة أنظار الجميع في كل انتخابات خلال أيام تسجيل المرشحين.صحيح قد يكون قرار منع المرشحين من حضور منصة الإعلاميين في إدارة شؤون الانتخابات مناسباً، بالنسبة للشريحة التي لا تجيد فن الكلام وتهاب المنصات أو ليس لديها ما تقوله إلى ناخبيها، وتعتمد في حصولها على الأصوات على اعتبارات أخرى، لكنه في المقابل، ظلم الشريحة السياسية التي تحرص فور تسجيل ترشحها على عرض برنامجها الانتخابي أمام كاميرات الإعلام ومن على المنصة، وترد على أسئلة الصحافيين المتنوعة، وتتابع تفاعل الناس معها لاحقاً بالصحف والوسائل المختلفة، كما أنه حرم شريحة ثالثة جديدة على الانتخابات من اللقاء المباشر مع الصحافة لطرح أفكارها ورؤاها الانتخابية.والتزاماً بقرار وزارة الداخلية الذي جاء تطبيقاً لتعليمات وزارة الصحة بمنع الصحافيين والمصورين من الوجود داخل مقر إدارة شؤون الانتخابات وخارجها أثناء تسجيل المرشحين، فإن تغطية الانتخابات حسبما أفادت «الداخلية» اقتصرت فقط على تلفزيون الكويت ووكالة الأنباء الكويتية (كونا)، لتخرج بذلك الانتخابات من تحت رقابة السلطة الرابعة بشكل كبير.
ووضعت الحكومة مسؤولية الإعلام بيد وزارة «الإعلام» و«كونا»، إلا أنه بعد مرور أربعة أيام من فتح باب الترشح اقتصر الدور الحكومي البديل للسلطة الرابعة على نشر أسماء المرشحين وصورهم ورصد أعدادهم فقط، وهو أمر قد تكون له مبرراته ولكن ليس بالضرورة أن تكون مقبولة.فإن كان الإعلام الرسمي يريد تجاوز الحرج في تغطياته والبقاء في موقع الحياد كي لا يتم اتهامه - أو الحكومة - بدعم مرشح على حساب آخر، فإن ذلك انعكس بروداً في الأجواء الانتخابية، والأصل هو الاحترافية في خلق التوازن بين جميع المرشحين دون تمييز بينهم لإيصال رسالتهم الانتخابية.وبالعودة إلى المرشحين، نجد أن أغلبية توجهاتهم غامضة بالنسبة إلى عين الصحافة وعين الشعب، في ظل تغييب الناخب عن المتابعة «لايف»، (كما جرت العادة) للأحداث في مقر إدارة شؤون الانتخابات من تسجيل المرشحين وتصريحاتهم، والتي كانت تتميز بإتاحة مبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع، وهو ما كان لافتاً بأن أغلب تصريحات المرشحين لا تخرج عن جملة إعلان التسجيل - في مواقع التواصل الاجتماعي - دون أي موقف سياسي أو انتخابي.قد تكون مصائب فيروس كورونا عند المرشحين حرمانهم من التواصل المباشر عبر الديوانيات، ولكن يبدو أن فوائدها أكبر بإبعادهم عن الإعلام المباشر، إلى المسجَّل.