موسكو تتعهد بمساعدة أرمينيا عند الضرورة
الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف يدعو لعدم تدخل طرف ثالث ويهاجم «مينسك»
في إعلان من شأنه أن يزيد المخاوف من حصول تصاعد في القتال بين أرمينيا وأذربيجان، وانجرار روسيا حليفة يريفان وتركيا الداعمة لباكو إلى النزاع المستمر منذ عقود، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس، أن موسكو ستقدم المساعدة اللازمة لأرمينيا في حال انتقال الأعمال القتالية إلى الأراضي الأرمنية مباشرة رداً على طلب رسمي من يرفان.وأكدت الخارحية الروسية، في بيان، تمسّك موسكو بالتزاماتها كحليف لأرمينيا، بما في ذلك تلك المنصوص عليها في معاهدة الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة بينهما لعام 1997.وقال البيان، إنه «وفقاً للمعاهدة، ستقدم روسيا ليريفان كل المساعدة اللازمة إذا جرى نقل الاشتباكات إلى أراضي أرمينيا بشكل مباشر».
وجاء بيان الخارجية الروسية، رداً طلب رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان من الرئيس فلاديمير بوتين بطلب بدء مشاورات «عاجلة» لتحديد شكل ودرجة الدعم الذي يمكن أن تقدمه روسيا لأرمينيا لضمان أمنها.وهذه هي المرة الأولى التي تطلب فيها أرمينيا رسمياً من روسيا إجراء محادثات بشأن المساعدة بموجب اتفاقية الدفاع المشترك. وتملك روسيا قاعدة عسكرية في أرمينيا.وذكر السفير الأرمني في موسكو، فاردان توغانيان، أن الطلب قد يشمل مساعدة عسكرية محتملة أيضاً.وقالت وزارة الخارجية الأرمنية: «ستوفر روسيا ليريفان كل المساعدة الضرورية في حال وقعت مواجهات مباشرة على أراضي أرمينيا».ووجه باشينيان رسالته بعدما فشلت أرمينيا وأذربيجان في التوصل إلى وقف رابع جديد لإطلاق النار في كاراباخ خلال محادثات في جنيف أمس الأول.واعتبر كاري كافانو وهو سفير أميركي سابق أن تدخلاً عسكرياً موسعاً في النزاع ليس في مصلحة موسكو. وقال: «من المتعذر قياس المخاطر لكن تدخلاً للقوات الروسية أو التركية في هذه المرحلة سيؤدي إلى تصعيد كبير للنزاع».وأضاف أن الجيش الروسي «يمكن أن يخرج قواته من حامياتهم في قاعدة غيومري لضمان أمن الحدود» الأرمنية أو أن يقدم مساعدة للاجئين فروا من المعارك. وكان طرفا النزاع أخفقا خلال محادثات جنيف، في الاتفاق على وقف جديد لإطلاق النار، لكنّهما اتفقتا على تدابير لتخفيف التوتّر بما في ذلك التعهّد بعدم استهداف المدنيين والمشاركة بشكل نشيط في عملية استعادة الرفات وتبادلها.والتقى وزيرا الخارجيّة الأرمني زُهراب مناتساكانيان والأذربيجاني جيهون بَيْراموف وجهاً لوجه في المدينة السويسريّة، في محاولة لإيجاد مخرج من هذه الأزمة التي أودت بحياة أكثر من ألف شخص في شهر ونيّف.وقال الوسطاء الفرنسيّون والروس والأميركيّون المجتمعون في إطار «مجموعة مينسك»، في بيان، إنّهم دعوا الطرفَين المتحاربين إلى تطبيق اتّفاق سابق لوقف النار.وأضاف الوسطاء أنّ «طرفَي النزاع أجريا تبادلاً صريحاً وجوهريّاً لوجهات النظر، من أجل توضيح مواقفهما في المفاوضات حول النقاط العالقة بخصوص اتّفاق وقف النار الذي تمّ التوصّل إليه في 10 أكتوبر في موسكو»، من دون الالتزام بهما.وفشلت اتفاقات سابقة لوقف النار توسطت فيها روسيا والولايات المتحدة، في الأسابيع القليلة الماضية.وعلى «تويتر» كتب الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف: لا نريد تدخل طرف ثالث لأن الدول المحيطة بنا جميعهم أصدقاء وشركاء. إنها حرب بين أرمينيا وأذربيجان وعلى الجميع الابتعاد عنها»، مضيفاً: «لقد غيرنا الوقائع والآن على الأرمنيين أخذ ذلك بعين الاعتبار». «كما شن هجوماً لاذعاً على «مجموعة مينسك».ميدانياً، تحدثت أرمينيا عن قتال «كثيف» في كاراباخ، فيما اقتربت القوات الأذربيجانية من مدينة شوشة التاريخية الاستراتيجية الرئيسية في إقليم كاراباخ.وكشف «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن المقاتلين السوريين الموالين لتركيا، يتكبدون خسائر في الأرواح بشكل مستمر في معارك كاراباخ.وأكد «المرصد» أمس، أن 14 من مرتزقة الفصائل لقوا حتفهم خلال الساعات الماضية.