بعد 14 عاماً من الغياب، تعود بطولة العالم (الجائزة الكبرى) لسباقات سيارات "فورمولا 1" اليوم إلى مضمار إيمولا من خلال سباق جائزة "إيميليا رومانا" الذي أضيف إلى الجدول المعدل لسباقات النسخة الحالية من البطولة بسبب أزمة تفشي الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد.وما زالت اللحظات الأكثر لفتاً للانتباه في تاريخ مضمار إيمولا هي عندما فقد إيرثون سينا ورولاند راتسينبيرجر حياتهما على هذا المضمار في عام 1994 خلال سباق جائزة سان مارينو الكبرى التي توقفت بعد نسخة 2006.وما زال سينا وراتسينبيرجر آخر سائقين يفقدان حياتهما عقب تصادم على المضمار، إذ توفي الفرنسي جول بيانكي بعد شهور من الإصابات التي تعرض لها خلال مشاركته في سباق جائزة اليابان الكبرى عام 2014.ومنذ مقتل سينا وراتسينبيرجر، تغيرت الكثير من الأمور في عالم "فورمولا 1" إذ تحسنت معايير واحتياطات الأمان المطبقة للحفاظ على سلامة وحياة السائقين.وعمد مسؤولو فورمولا إلى الاعتماد على خوذات أفضل كذلك على تدعيم أفضل للرأس والعنق كما تم تعيين أطقم طبية أكثر كما أصبح هناك حرص أكثر على وجود مناطق شاغرة أكبر في محيط حلبات السباق.كما صممت السيارات لتصبح أكثر أماناً وليس أكثر سرعة فقط وتم توسيع فتحة قمرة القيادة حتى لا يصبح السائقون محاصرين بالداخل.وفي 2018 ، تم تقديم أدوات لحماية السائقين من الحطام المتطاير ، وأعرب الكثير من السائقين عن شكرهم وامتنانهم لهذه الآلية.
ويعود سائقو "فورمولا 1" إلى هذا المضمار المفعم بالذكريات اليوم من خلال سباق آخر أدرج في الروزنامة المعدلة للبطولة بعد أزمة "كورونا".وتتطلع بطولة "فورمولا 1" إلى مستقبل مشرق من خلال السائق البريطاني لويس هاميلتون الذي حطم أكثر من رقم قياسي في الآونة الأخيرة، وكان آخرها الفوز بلقب السباق البرتغالي الأحد الماضي ليكون الانتصار رقم 92 له في سباقات البطولة متفوقاً بهذا على الـ 91 سباقاً التي فاز بها الأسطورة الألماني مايكل شوماخر.
جيل جديد من السائقين
كما تتطلع البطولة لمستقبل مشرق من خلال أكثر من سائق شاب واعد مثل جورج راسل (فريق وليامز) ولاندو نوريس (ماكلارين) وتشارلز لوكلير (فيراري) .لكن الطريق إلى هذا المضمار لا يخلو أيضاً من ذكريات الماضي إذ لا يستطيع أحد من عشاق "فورمولا 1" نسيان هذه المأساة التي حدثت في 1994 وأودت بحياة أحد أبرز سائقي "فورمولا 1"على مدار التاريخ وهو البرازيلي إيرثون سينا، الذي يعتبره هاميلتون دائماً مصدر إلهامه.وفي أول مايو 1994، انحرفت سيارة فريق وليامز التي يقودها سينا عن مسار السباق في منحنى تامبوريلو وارتطمت بالحائط الأسمنتي.وفي نفس الأسبوع ، كان رولاند راتسينبيرجر فقد حياته أيضاً إثر تصادم بسيارته خلال التجارب.مضمار إيمولا الذي يستضيف سباق جائزة «إيميليا رومانا»
هاميلتون يتطلع للفوز
ويتطلع هاميلتون إلى الفوز بلقب السباق ليقترب خطوة جديدة من حسم لقب البطولة في الموسم الحالي إذ يتصدر الترتيب العام للبطولة حاليا بفارق 77 نقطة أمام زميله فالتيري بوتاس.وإذا توج هاميلتون بلقب البطولة في العام الحالي، فسيعادل السائق البريطاني الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بالبطولة والمسجل باسم الأسطورة شوماخر برصيد سبعة ألقاب.ويستطيع فريقه مرسيدس أيضاً التتويج بلقب البطولة للموسم السابع على التوالي إذ يحتكر الفريق لقب البطولة على مستوى الصانعين (الفرق) منذ 2014.