*الفنان عبدالله غلوم... أين أنت الآن؟- أصبحت نسيا منسيا، حتى السؤال بالتليفون ما يحدث أبدا، وضعوني على الرف، فأين الوفاء في الوسط الفني؟ أدينا رسالتنا، وجزاهم الله خيرا، وراض كل الرضا.
* هل الفنان في العالم العربي عندما يكبر في السن يصبح مهملاً؟- في أوروبا وأميركا كلما كبر الفنان ازداد أجره وارتفعت قيمته، حتى لو يقدم مشهدا واحدا، يكون أجره مرتفعا، أما في الكويت أو عالمنا العربي، فعليه أن يجلس في بيته يجتر الذكريات وينتظر ساعته. * هل تتهم شركات الإنتاج والمخرجين بتجاهلك؟- نعم، قدمت فيلم "العجلة" قبل فترة، وحصلت على جوائز وشهادات تقديرية من أوروبا والهند كأفضل ممثل دور ثان، فهل معقول أن أحصل على تقدير وإشادات من أوروبا وتنشر عنك الجرائد الأجنبية وتشيد بأدائك، في الوقت الذي يتجاهلني بنو وطني؟* بعد هذه الجوائز، أليس من المفترض أن يحدث إقبال عليك كفنان قدير رفعت اسم الكويت في محافل دولية؟- هذا ما نتوقعه، لكن ما حدث هو العكس تماما، تجاهل تام وكأنك لم تحصل على شيء، ولا أستطيع تفسير هذا الموقف الغريب. * هل يدفعك هذا الموقف إلى إعلان اعتزالك؟- لا أبدا، لم ولن أفكر في الاعتزال، واعتزالي سيكون يوم وفاتي، فالفنان من وجهة نظري لا يعرف التقاعد حتى وإن تم إبعاده وتجاهله.
الشللية في الوسط الفني
* هل طغت الشللية على الوسط الفني، حيث يتم توزيع الأدوار على الأصدقاء فقط؟ - مع الأسف هذا ما يحدث بالفعل، تذهب الأدوار لغير مستحقيها أحيانا، ولا عزاء لبقية الفنانين الذين قد يؤدون الدور باحترافية ويرفعون من قيمة العمل، لكن الشللية تعلو ولا يعلى عليها، والنتيجة أنك تجد الممثل الواحد في عدة مسلسلات، فكيف له أن يجيد دوره إذا كان يصور كل هذه الأعمال دفعة واحدة، وكيف يصدقه المشاهد عندما يراه بشخصية، وعلى قناة أخرى بعد ساعة يراه في عمل آخر بشخصية جديدة؟* إذن ماذا تفعل الآن بعد أن أجبرت على الابتعاد عن الوسط الفني؟- أمارس مهامي الإدارية نائبا لرئيس مجلس الإدارة في المسرح الكويتي، ونعقد اجتماعاتنا المسرحية لتطوير المسرح والاهتمام بالشباب ومنحهم فرصا أكبر كجيل جديد، علينا رعايتهم والأخذ بأيديهم، فهذا دورنا. * قدمت أعمالا كثيرة في الإذاعة، فهل أصبحت تتجاهلك أيضا؟- نعم، لم تعد الإذاعة تطلبني كالتلفزيون، على الرغم من أنني كنت أكاد أنام بالإذاعة في السابق، ويبدو أن لديهم شلليتهم أيضا، وينفّعون بعضهم البعض.فن العلاقات العامة
* ربما لا تجيد فن العلاقات العامة والتقارب مع المنتجين والمخرجين؟- أنا لا أعرف غير فني، مَن يريدني يطلبني، ولن أنافق أحدا أو أتزلف له أو أمسح "جوخ" كما يقولون كي يمنحني دورا، لم أفعل هذا في شبابي، وأنا أسعى إلى الانتشار، فهل أقوم بهذا التصرف بعد أن كبرت واكتسبت كل هذه الخبرات، فهم يعرفون كم أحب فني، ولا أقول كم تعطوني كالآخرين، حتى فيلم "العجلة"، مع كل هذه الجوائز، شاركت فيه متطوعا بكامل رغبتي دعما للشباب.* في ظل أجواء "كورونا" وإغلاق المسارح، ماذا تفعلون في المسرح الكويتي حاليا؟- كنا نستعد للمشاركة في مهرجان أيام المسرح للشباب الذي تنظمه الهيئة العامة للشباب بمسرحية جديدة، لكن جاءت "كورونا" فأوقفت كل الأنشطة، لكن نحضّر لمسرحية اقترحها الفنان عبدالله التركماني لمهرجان الكويت المسرحي في دورته المقبلة التي نتمنى أن تقام في موعدها، والعمل من بطولته مع سماح، لكن حتى الآن لا نعرف متى تفتح دور العرض المسرحية.رسالة إلى المخرجين
* هل توجه رسالة إلى المخرجين والمنتجين، وماذا تقول فيها؟- نعم أقول لهم: لماذا تناسيتم عبدالله غلوم وتجاهلتموه... ماذا فعل لكم حتى يكون هذا جزاؤه؟ ومعظمهم أصدقاء ونفذوا كثيرا من الأعمال، ولم يتذكرني أحدهم، هل من المعقول ألا يوجد دور يناسبني؟! * يتجمع الفنانون يوم وفاة الفنان، رغم تجاهلهم له في أواخر عمره؟- أعتبر نفسي الفنان الحي/ الميت، وسترى كل من تجاهلوني في حياتي يوم وفاتي، فهم لا ينتبهون إلا عند وفاتك... لماذا، لا أدري؟