الدائرة الانتخابية الرابعة بلا مرشحة... و«الخامسة» لم تمثلها نائبة
رغم انتهاء ثمانية أيام من العشرة المخصصة لتسجيل المرشحين في انتخابات مجلس أمة 2020، ومع الحضور اللافت للعنصر النسائي منذ اليوم الأول، فإنه، حتى نهاية يوم أمس، لم تسجل أي مرشحة في الدائرة الانتخابية الرابعة، التي بلغ عدد مرشحيها أمس 75، كما لم تترشح سوى 3 مرشحات بالدائرة الخامسة، التي لم تشهد منذ حصول المرأة على حقوقها السياسية في 16 مايو 2005، وصول أي امرأة إلى المجلس من بوابتها.وإن كانت «المقاطعة» الواسعة، التي شهدتها الانتخابات الأولى التي أُجريت وفق نظام الصوت الواحد، قد كسرت حاجز «الذكورية» بوصول المحامية ذكرى الرشيدي من الدائرة الرابعة في المجلس المبطل الثاني ديسمبر 2012، فإن تمثيل «الخامسة» ظلّ في كل الأحوال مقتصراً على الرجال.ومع أن المرأة خاضت الانتخابات البرلمانية 7 مرات، بداية من الفصل التشريعي الحادي عشر، التي أُجريت في 29 يونيو 2006، والتي خاضتها المرأة وفق أغلب الأنظمة، سواء بالصوتين أو الأربعة أو الصوت الواحد، فإنها لم تصل إلى المجلس بالعدد الذي يعكس كتلة المرأة التصويتية.
وإن كان الكثيرون يصفون الدائرة الثانية بـ «المنفتحة»، فإنه لم يصل من بوابتها إلى مجلس الأمة سوى د. سلوى الجسار في الفصل التشريعي الثالث عشر، الذي أُجريت انتخاباته في 16 مايو 2009، والذي كان شاهداً على الظهور الأول لنون النسوة تحت قبة البرلمان. ولعل ما ساعد على حصول المرأة على 4 مقاعد في انتخابات الفصل الـ 13، هو أن «الموجة» حينئذ كانت مع وصول المرأة، التي لم يحالفها الحظ في استحقاقين متتاليين، وإلى جانب الجسار، نجحت د. معصومة المبارك في الدائرة الأولى، ود. أسيل العوضي ود. رولا دشتي بـ «الثالثة».وفي 2 فبراير 2012، جرت انتخابات الفصل التشريعي الرابع عشر، الذي أبطلت انتخاباته لاحقاً المحكمة الدستورية، ولم تنجح من المرشحات إلا د. معصومة المبارك، بينما في 1 ديسمبر 2012 جرت انتخابات الفصل الـ 14، الذي أُبطلت انتخاباته أيضاً، ونجحت خلالها د. معصومة المبارك في «الأولى»، وصفاء الهاشم بـ «الثالثة»، وذكرى الرشيدي في «الرابعة».ورغم أن «الأولى»، من الدوائر التي كانت بوابة التمثيل النسائي بالمجلس، في ثلاثة انتخابات متتالية، فإن المرأة غابت عنها كنائبة في الفصلين التشريعيين الأخيرين، واقتصر تمثيلها بعد ذلك في الفصلين الرابع عشر والخامس عشر على النائبة صفاء الهاشم، من الدائرة الثالثة.وهناك أسباب كثيرة وراء عدم وصول المرأة من بوابة «الخامسة»، التي تتشابه معها «الرابعة» إلى حد كبير، لعل أهمها الانتخابات الفرعية التي تمنع المرأة منها ترشحاً وانتخاباً، والتي يلتزم أبناء القبائل بنسبة كبيرة بنتائجها، وبذلك يغيب مبدأ تكافؤ الفرص.ومع انتهاء اليوم الثامن أمس بترشح 333 مرشحاً بينهم 28 امرأة، بواقع 11 مرشحة في الدائرة الأولى، و5 بـ «الثانية» و9 بـ «الثالثة»، و3 بـ «الخامسة»، هل ستتقدم نساء للترشح اليوم وغداً في «الرابعة» و«الخامسة» قبل إغلاق باب الترشح؟ وهل ستزيد مقاعد المرأة بما يتناسب مع كتلتها التصويتية؟ وهل يمكن وصول نائبة إلى مجلس الأمة من بوابتي «الرابعة» و«الخامسة»... أم سيظل الوضع على ما هو عليه؟