الأميركيون وخلفهم العالم على موعد مع يوم انتخابي طويل، وللمرة الأولى منذ سنوات طويلة لا يكون السؤال حول الانتخابات الرئاسية الأميركية متعلقاً بهوية الفائز فقط، فبعد حملة انتخابية استثنائية بكل المقاييس، وفي ظل تفشي وباء "كورونا"، وما فرضه من قيود بما في ذلك مشاركة تاريخية قياسية في التصويت المبكر خصوصاً عبر البريد، يتساءل الجميع إذا كانت المعركة الانتخابية بين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن ستنتهي بحسم واضح لأحدهما، في ليلة "3 نوفمبر"، يغلق الباب أمام أزمة انتخابية ستكون آثارها مدمرة في أجواء انقسامية، واستقطاب سياسي حاد. فعل المرشحان كل ما يمكنهما فعله، وتنقّلا من ولاية إلى أخرى، وهاجم كل منهما الآخر حول التوجهات السياسية والأمور الشخصية، وكل ما هو معهود في انتخابات ديمقراطية حرة تشهد درجة عالية من التنافسية، وباتت الآن الكلمة للصناديق.
أغلبية الاستطلاعات تعطي المرشح الديمقراطي تقدماً يحسم المعركة في يوم الاقتراع، لكن الخريطة الانتخابية الأميركية الواسعة والنظام الانتخابي المعقد يبقيان الهامش كبيراً للاستراتيجيات الانتخابية لتخطي عتبة 270 صوتاً الضرورية من أصوات الهيئة الناخبة للفوز بمقعد البيت الأبيض. وكل الولايات المتأرجحة هذا العام، التي يمكن أن تقلب من معسكر إلى آخر، فلوريدا وبنسلفانيا وميشيغان وكارولاينا الشمالية وويسكنسن وأريزونا، كان ترامب قد فاز فيها بانتخابات 2016، وبينها أربع ولايات صوتت للديمقراطي باراك أوباما في 2012.يتقدم بايدن بفارق معدله 3.2 نقاط في الولايات التي ستشهد تنافساً حاداً، بحسب استطلاع أجراه معهد "ريل كلير بوليتيكس"، وإذا صوتت الولايات الـ 44 المتبقية كما فعلت قبل أربع سنوات، فإن بايدن يمكن أن يغير معطيات أكبر معركتين، فلوريدا وبنسلفانيا، ويفوز.
وبينما نفى ترامب، أمس الأول، نيته إعلان فوز مبكر، لكن قال إنه سيقدم طعونه الانتخابية في الولايات المتأرجحة في حال إغلاق صناديق الاقتراع، يقول مراقبون إن أصوات المشاركين في الانتخابات بالبريد قد تكون حاسمة هذا العام، ويجب انتظار فرزها. وتشير التقديرات إلى أن هذه الانتخابات ستشهد إقبالاً لا نظير له منذ عام 1908.وقد أدلى أكثر من 95 مليوناً بأصواتهم بحلول أمس، بحسب إحصاء لمشروع الانتخابات الأميركية في جامعة فلوريدا، ويشكل هذا الرقم القياسي %69 من إجمالي المشاركين في التصويت بانتخابات 2016.