معارض تشكيلية تحتفي بإبداعات الكبار والصغار

قاعات الفنون في مصر تكثف نشاطها وسط إجراءات احترازية

نشر في 04-11-2020
آخر تحديث 04-11-2020 | 00:02
بعد فترة انقطاع دامت أشهراً بسبب إرجراءات الغلق التي فرضتها جائحة فيروس كورونا، عاودت قاعات الفن التشكيلي في مصر فتح أبوابها أمام الجمهور، وتشهد الفترة الحالية مجموعة من المعارض لفنانين متميزين، أبرزها «سر الحياة» المقام في غاليري Demi للفنان محمد الدمراوي، و«على وتر واحد» بغاليري «المسار» للفنان سامي أبوالعزم، ولم يتم إغفال إبداعات الموهوبين الصغار، حيث افتتح معرض «براعم» في نسخته الرابعة بقاعة «لمسات» للفنون، وسط إجراءات تفرض على رواد المعارض اتباع الإجراءات الوقائية وأبرزها ارتداء الكمامات.
يحتفي أساتذة الفنون وفنانون ونقاد تشكيليون بافتتاح غاليري Demi ، كنافذة جديدة للفن والإبداع بحي الزمالك الراقي بالقاهرة، مطلع نوفمبر الجاري، ويستهل نشاطه الفني بمعرض "سر الحياة" للفنان محمد الدمراوي.

ويسعى الغاليري، الذي يأمل أن يكون إضافة للحركة التشكيلية المصرية، إلى إعلاء معنى الهوية البصرية والثقافية المصرية وتقديم الفنانين الذين تحمل تجاربهم الإبداعية هذا الخط الفني إيماناً بتفرد الموروث الحضاري والثقافي المصري وعراقته وثرائه وتنوعه بل واختلافه على امتداد تاريخ طويل يتجاوز السبعة آلاف عام.

من هذا المنطلق، حرص الغاليري على استهلال نشاطه بأعمال الفنان محمد الدمراوي، الذي وصفه الناقد محمد مرسي بأحد الفنانين المتفاخرين بانتسابهم إلى المدرسة المصرية في الفن، فهذه المدرسة لها أعلام مهمون منهم محمود سعيد، وعبدالهادي الجزار، وحامد ندا وراغب عياد، الذين ابتعدوا عن التغريب وأخذوا على عاتقهم إعادة اكتشاف الهوية المصرية ووجدوا فيها منبع الإلهام والإبداع.

والمتابع لأعمال الدمراوي يستطيع بسهولة أن يتبين ملامح هذه المدرسة المهتمة بموتيفات وتفاصيل في حياتنا اليومية، لكنه ذهب إليها بأسلوبه الخاص، معتمداً على خلفية ثقافة سمعية وبصرية وخيال متفرد يستطيع أن يترجمه على مسطح اللوحة بمهارة واقتدار إلى عالم يضج بالحيوية والحركة وكأنه يعبّر عن خطوط نفسية أصيلة تميز الشخصية المصرية، وهذا بالضبط ما اعتمد عليه الفن الشعبي المصري من حرية التعبير في حركة الأشخاص والتكوينات المحتشدة التي يوظفها الفنان كحلول فنية في إعطاء الحركة والحيوية للوحة وهذا موجود في الفن المصري القديم.

وفي معرضه "سر الحياة" يبدو الدمراوي في أفضل حالاته ويمارس هواياته في مفاجأة المتلقي بحلول فنية ولونية واللعب بمساحات الظل والنور، فقد أراد في هذا المعرض أن يُعبر عن قضية الهوية ولكن من منظور جمالي وبإشارات تلمس فيناً أشياء ومشاعر نخشى أن تضيع. ويستمر المعرض حتى 15 نوفمبر.

فيما ينظم غاليري "المسار" للفن المعاصر، معرضاً يضم مجموعة من اللوحات البديعة للفنان سامي أبوالعزم تحت عنوان "على وتر واحد"، وهو المعرض الفردي الرابع للفنان بالغاليري ذاته، ويضم أعماله الأخيرة التي تؤكد استمرارية مساره في الواقعية المصرية المعاصرة، ومن المقرر أن يستمر المعرض حتى 25 نوفمبر الجاري.

والمعرض مستوحى من قراءات الفنان للأدبين الإنكليزي والأميركي في القرنين السابع عشر والتاسع عشر.

في موازاة معارض الكبار، ينظم غاليري لمسات للفنون، معرض "براعم" للسنة الرابعة على التوالي، وهو معرض جماعي لمجموعة من الفنانين التشكيليين الناشئين من مصر ومختلف الدول العربية، وجرى افتتاحه قبل أيام.

ويقيم المعرض ورشة للخط العربي مع أبرز التشكيليين في مصر بمختلف اللوحات لدعم المواهب الناشئة وفتح آفاق جديده لهم، ولإثراء حركة الفن التشكيلي وإبراز أهمية ودور الفن التشكيلى في حياة كل الأجيال.

وكان الغاليري قدّم معرضاً حمل عنوان "الواقعية"، لمجموعة من الفنانين التشكيليين خلال سبتمبر الماضي، ضم العديد من اللوحات المرسومة بالألوان الزيتية وألوان الأكريلك وبعض الخامات المختلفة، وكذلك الصور الفوتوغرافية للتعبير عن معالم المدرسة الواقعية.

وتشترط قاعات الفن التشكيلي في مصر على زائريها اتباع الإجراءات الاحترازية والوقائية تجنباً لانتشار فيروس كورونا المستجد، وأبرزها ضرورة ارتداء الكمامة أو قناع الوجه الطبي لدى دخول القاعة.

إحياء الصناعات اليدوية واستعراض التراث النوبي القديم

غاليري لمسات يحتضن النسخة الرابعة من معرض «براعم»
back to top