«الحمى الأميركية» تضرب العالم... ولائحة مطالب دولية من الفائز

دونالد ترامب يكتسح في إسرائيل وسالفيني يدعمه بكمامة • المرشد الإيراني غير مهتم بالنتيجة
صلوات للمعسكرين المتنافسين في الهند... وحب من طرف واحد بين النيجيريين و«الملياردير الأشقر»

نشر في 04-11-2020
آخر تحديث 04-11-2020 | 00:02
العالم كله، وليس الولايات المتحدة فحسب، يحبس أنفاسه، وأنظاره مشدودة إلى واشنطن، التي لا تزال على ما يبدو عاصمة العالم، رغم الهزات التي تعرضت لها صورتها.

حمى السباق الرئاسي الأميركي في ظل الانقسام الحزبي الحاد، الذي يثير مخاوف جدية من صدامات مسلحة، وربما أزمة دستورية، لم تنحصر داخل الولايات المتحدة، بل امتدت إلى دول عدة، وجدت نفسها لسبب أو آخر معنية بالسباق إلى البيت الأبيض، وانخرطت بطريقة لا تخلو من الغرابة في انتخابات استثنائية بكل المعايير.

وأعربت عدة دول وقوى سياسية عن مطالبها وتمنيات من الرئيس الجديد، في وقت يسود قلق دول أكثر من غيرها خصوصا الحلفاء المقربين من ترامب.

إسرائيل

وفي إسرائيل، أيد 63 في المئة من الجمهور انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لولاية ثانية، وأن ذلك سيكون في مصلحة إسرائيل، بينما فضّل أقل من 17 في المئة انتخاب المرشح الديمقراطي جو بايدن، كذلك دعا حاخامات إلى التصويت لمصلحة ترامب، وأدى قادة المستوطنين صلوات من أجل فوزه.

ووفقا لاستطلاع، نشره المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، أمس، فإن 42 في المئة من الجمهور اليهودي في إسرائيل يعتقدون أن انتخاب بايدن رئيسا سيضعف العلاقات الأميركية - الإسرائيلية، بينما اعتبر 31 في المئة منهم أن انتخابه سيعزز العلاقات بين الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية.

وقال 35 في المئة من المواطنين العرب في إسرائيل إن انتخاب بايدن رئيسا لن يؤثر على العلاقات الأميركية - الإسرائيلية، ورأى 29 في المئة منهم أن انتخابه لن يؤثر على العلاقات الأميركية - الفلسطينية أيضا.

وتبين من الاستطلاع أن ناخبي "اليسار" الصهيوني منقسمون حيال الانتخابات الأميركية، وقال 40 في المئة إنهم يؤيدون انتخاب ترامب، ونسبة مطابقة أيدت انتخاب بايدن. لكن الصورة كانت أوضح في صفوف ناخبي اليمين، حيث عبر 82 في المئة عن تأييدهم لانتخاب ترامب، كما عبر 62 في المئة من ناخبي أحزاب الوسط – يمين عن تأييدهم لانتخاب ترامب.

الهند

إلى ذلك، أقام مؤيدون لمرشحة الديمقراطية لمنصب نائب الرئيس كمالا هاريس صلوات بالقرب من قرية أسلافها بالهند أمس، في حين تضرعت جماعة هندوسية إلى السماء لمباركة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب.

ويصلي سكان منطقة بجنوب الهند، ولد فيها جد هاريس لأمها، من أجل الحزب الديمقراطي بسبب صلة القرابة، وقبل ساعات من بدء الاقتراع تجمع السكان في قرية تولاسندرابورام، مسقط رأس جد هاريس، والمناطق المجاورة لها في معبد لإقامة الصلوات الخاصة.

وقال رجل أعمال يدعى آر آر كاليداس فاندايار إنه يعتزم إطعام أكثر من 150 شخصا لمباركة هاريس، التي تخوض السباق ضمن بطاقة المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن.

وفي نفس الوقت، تقول جماعة تزعم أنها تتمتع بتأييد 5 ملايين هندوسي إنها تتمنى فوز ترامب بفترة أخرى، لتبقى باكستان والصين، الخصمان الرئيسيان للهند، تحت السيطرة.

وعلى بعد مئات الكيلومترات إلى الشمال في دلهي، انضم قرابة 24 عضوا في جماعة تعرف باسم هندو سينا (الجيش الهندوسي) إلى رجل دين يرتدي ملابس صفراء لأداء الشعائر وتلاوة النصوص من أجل أن يفوز ترامب، وحمل المشاركون صورا لترامب وصورة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

وقال فيشنو جوبتا، مؤسس الجماعة، عبر الهاتف، "لا يمكن للهند محاربة الإرهاب إلا مع وجود ترامب، وستلزم الصين وباكستان مكانيهما طالما بقي (ترامب) رئيسا"، مضيفا: "نتمنى الخير لهاريس بسبب أصولها الهندية، لكن نواب الرئيس ليسوا بهذه القوة".

إيران

وفي إيران، ذكر المرشد الإيراني علي خامنئي، يوم الاقتراع، أن نتيجة الانتخابات الأميركية لن تؤثر على السياسة الإيرانية تجاه واشنطن.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) عن خامنئي القول: "سياستنا محسوبة وواضحة ولا تتأثر بقدوم الأشخاص أو رحيلهم... ومن سيصبح رئيسا للولايات المتحدة ليس له تأثير على سياستنا"، معتبرا أن سبب العداء الأميركي لإيران "يعود إلى عدم رضوخ الإيرانيين للسياسات الأميركية في المنطقة".

وسبق أن أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، مرارا، أنهما لا يكترثان بنتيجة الانتخابات الأميركية. ورغم ذلك، يرى المراقبون أن إيران تأمل هزيمة ترامب، وفوز المرشح الديمقراطي، الذي قد يعيد الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في عام 2015، وانسحبت منه إدارة ترامب.

وعلى عكس خامنئي، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مقابلة مع قناة "سي بي إس نيوز"، الذي أصر في البداية على أن الحكومة الإيرانية ليس لها أي تفضيل، وبعد إلحاح من المذيعة، إن "تصريحات بايدن تبعث على الأمل أكثر"، مستدركا "ولكن علينا أن ننتظر ونرى ما سيحصل".

نيجيريا

على الضفة الأخرى في القارة السمراء، تجد نيجيريا نفسها في علاقة حب من طرف واحد مع ترامب، حيث شارك المئات من الرجال والنساء في مسيرة مرتدين قمصانا عليها صورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أو شعار حملته الانتخابية، أو فساتين وردية عليها صورة السيد المسيح، رافعين العلم الأميركي ولافتات حملة الحزب الجمهوري للرئاسة وبعض الأعلام النيجيرية، في مدينة أونيتشا، شرق نيجيريا.

وكان ترامب قلل من قدر الدول الافريقية، ووصفها "بالدول القذرة"، وقال إن الأفارقة لن يغادروا الولايات المتحدة إذا سمح لهم بالدخول، وفي هذا العام أضاف نيجيريا و5 دول أخرى إلى قائمة موسعة للدول الخاضعة لقيود مشددة بشأن منح تأشيرات الدخول، لكن الملايين في نيجيريا أكثر دول القارة سكانا يحبون الرئيس صاحب العبارات الطنانة.

وقال القس دادي هيزيكياه، من إرسالية المسيح الحي، التي نظمت المسيرة في 25 أكتوبر، في تسجيل مصور، "الرئيس ترامب، نتمنى أن نهلل فرحا بفوزك".

وكشف استطلاع لمركز أبحاث بيو في يناير أن 58 في المئة من النيجيريين يثقون بترامب، وذلك في المرتبة الرابعة مباشرة بعد الإسرائيليين والفلبينيين والكينيين.

وفي خطوة تظهر تأييده للرئيس الأميركي الجمهوري، ارتدى زعيم حزب ليغا (الرابطة) الايطالي اليميني المتطرف ماتيو سالفيني أمس الأول، خلال حضوره إلى مجلس الشيوخ الإيطالي، في العاصمة روما، كمامة عليها عبارات مؤيدة لفوز ترامب بولاية جديدة.

ولطالما كان سالفيني (47 عاما) من المعجبين بترامب، ويتشارك الاثنان في الآراء المتشددة المتعلقة بالهجرة، ويعتمدان بصورة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع أنصارهم. ويصف كثيرون السياسي الإيطالي بأنه "ترامب إيطاليا"، خصوصا بسبب حديثه المتكرر عن "دواء جديد" لإصلاح البلاد يطلق عليه اسم "علاج ترامب".

ألمانيا

على الضفة الأخرى من الأطلسي، تمنت برلين انتخابات رئاسية منصفة و"سلمية" للولايات المتحدة، حسبما أفاد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، مشيرا إلى أن بلاده ستسعى إلى اتفاق شراكة جديد عبر الأطلسي مع واشنطن بعد صدور النتائج، وتابع: "نتمنى للأميركيين يوم انتخابات منصفا وجيدا وقبل أي شيء، سلميا. إنه اقتراع تاريخي سيحدد مسار ودور الولايات المتحدة في العالم".

على مستوى آخر، تمنى اليساري الألماني البارز غريغور غوزي التوفيق لجو بايدن. وقال غوزي، وهو المتحدث باسم شؤون السياسة الخارجية بالكتلة البرلمانية لحزب اليسار في البرلمان الألماني (بوندستاغ)، "بالنسبة للولايات المتحدة، وبالنسبة للإنسانية، يمثل ترامب عبئا ثقيلا".

شروخ عائلية واجتماعية بعد ولاية عاصفة

عندما قالت الديمقراطية مايرا غوميز (41 عاما) لابنها البالغ 21 عاما، قبل 5 أشهر، إنها ستعطي صوتها لدونالد ترامب في انتخابات الرئاسة، قاطعها واستبعدها تماما من حياته.

وكان آخر حوار بينهما حادا لدرجة أن غوميز، التي تعمل في مجال رعاية المسنين في ميلووكي، تشك في إمكانية عودة المياه إلى مجاريها حتى لو خسر ترامب.

غوميز ليست الوحيدة التي ترى صعوبة إن لم يكن استحالة لم الشمل بعد الصدع العميق داخل الأسر وبين الأصدقاء بسبب رئاسة ترامب العاصفة.

وخلال مقابلات مع 10 ناخبين، 5 يؤيدون ترامب و5 يناصرون المرشح الديمقراطي جو بايدن، لم يبد أحد تقريبا اعتقاده بإمكان علاج الضرر الذي لحق بالعلاقات الإنسانية والاجتماعية، بل إن الغالبية ترى أن هذه العلاقات فسدت للأبد.

وجاء في تقرير أصدره مركز "بيو" البحثي غير الحزبي في سبتمبر أن ما يقرب من 80 في المئة من مؤيدي ترامب ومناصري بايدن قالوا إنه ليس لديهم سوى قلة من الأصدقاء إن وُجدوا يؤيدون المرشح الآخر.

وقالت جيل مكورميك (77 عاما)، التي انفصلت عن زوجها وليام (81 عاما)، بعدما أعطى صوته لترامب عام 2016، "أعتقد أن التعافي من إرث ترامب سيستغرق وقتا طويلا".

ولم يعد اثنان من أحفادها يتحدثان إليها بسبب دعمها للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون قبل 4 سنوات.

أما الناخبة الديمقراطية روزانا غوادانيو (49 عاما) فقالت إن أخاها تبرأ منها، بعدما رفضت تأييد ترامب في 2016، وفي العام الماضي أصيبت والدتها بجلطة دماغية وتوفيت بعد 6 أشهر، لكن أخاها لم يبلغها بالنبأ الذي جاءها بعد 3 أيام في رسالة بالبريد الإلكتروني من زوجته، وأيا كان الفائز فهي لا ترى أن ما فسد بينها وبين أخيها يمكن إصلاحه.

ألمانيا تريد اتفاق شراكة جديداً عبر الأطلسي في «العهد الجديد»
back to top