بورتلاند تتحضّر لحرب شوارع و«FBI» يتوقع مواجهات مسلحة
تجار المدن يتحصنون و«قطارات ترامب» و«ميليشيات اليمين» تحت المراقبة
حذّر مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) من احتمال اندلاع مواجهات مسلّحة على صلة بالانتخابات في بورتلاند، في وقت تستعد المدينة، التي تحوّلت إلى رمز للانقسامات العميقة، لاضطرابات ممكنة واحتجاجات، سواء فاز الرئيس ترامب أو منافسه بايدن، أو حتى إذا كان الوضع غامضاً جرّاء التأخر المتوقع في فرز الأصوات.ولا تزال المدينة، التي تعد جيباً ليبراليا في ولاية أوريغون تعيش تداعيات صيف شهد مسيرات حاشدة مناهضة للعنصرية أججها وصول ضباط فدراليين وميليشيات يمينية، بما فيها مجموعة تعرف باسم "براود بويز".وقال عميل "FBI" الخاص في بورتلاند رين كانون: "الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة إليّ هو احتمال اندلاع مواجهات مسلحة بين مجموعات متعارضة، وبإمكان ذلك أن يتفاقم إلى وضع خطير، حيث في حال ارتفع منسوب الغضب قد ينتهي الأمر إلى أعمال عنف مؤسفة أو مأسوية"، مشيرا إلى عملية إطلاق نار دامية لأحد أنصار اليمين المتشدد بالمدينة في أغسطس.
وكرّس مكتب "FBI" في بورتلاند موارد إضافية لجرائم الانتخابات تشمل قمع الناخبين، إضافة إلى التزييف والتهديدات الإلكترونية الخارجية، وفق كانون.في الأثناء، أصدرت حاكمة الولاية، كيت براون، أمس الأول، أمراً تنفيذياً يسلّم إدارة أمن بورتلاند إلى قواتها، مما يعني عمليا نقض الحظر الذي فرضته على الغاز المسيل للدموع ووضع الحرس الوطني في حالة تأهّب. وحذّرت من أن "هذه انتخابات ليست كغيرها في حياتنا".وأثارت تحذيرات براون من المؤمنين بتفوّق العرق الأبيض غضب محافظين محليين، بمن فيهم مقدّم البرامج الإذاعية لارس لارسون الذي اتهمها بالتزام "الصمت المطبق" حيال "عنف أنتيفا وحركة حياة السود مهمة" على مدى خمسة شهور من الاحتجاجات.وبينما تعد أوريغون ولاية ديمقراطية، إلا أن مناطق بورتلاند الريفية جمهورية، مما جعلها مركزاً لاحتجاجات معتنقي جميع الأيديولوجيات، في حين وصلها مزيد من المتظاهرين من أنحاء مختلفة هذا الصيف. وقال كانون إن عملاء "FBI" يولون "مزيداً من الانتباه" لأي تهديدات من شأنها "خفض قدرة الناس على ممارسة حقوقهم التي يكفلها التعديل الأول (في الدستور)، أو ممارسة حقهم في التصويت".وانعكست مخاوف المسؤولين من احتمال تجدد العنف في أوساط الناخبين، بمن فيهم الطاهية لي سميث (35 عاماً)، التي قالت بعدما أرسلت بطاقة اقتراعها عبر البريد قرب المحكمة في وسط المدينة: "رأيت الجميع يضعون ألواحاً خشبية (لحماية متاجرهم)، إنه وضع لا يمكن أبدا التنبؤ به. قد يكون هادئا للغاية، أو قد تعم الفوضى".وأضافت أن الأكثر إثارة للقلق هي التظاهرات العديدة المخطط لها في أوريغون بعد عملية تصويت قد لا تصدر نتيجتها لأيام أو حتى أسابيع.وقالت إحدى المجموعات اليسارية التي تنظّم تظاهرة، وهي مجموعة "الاشتراكيين الديمقراطيين في الولايات المتحدة"، فرع بورتلاند، إنها "مستعدة للتصدي لعنف الشوارع الذي قد يثيره يمينيون للتعبير عن غضبهم حيال عدم فوز مرشحهم" في حال فاز بايدن. وقالت الرئيسة المشاركة للمجموعة أوليفيا كاتبي سميث "مهمتنا هي الخروج لمواجهتهم"، مضيفة أنه في حال فشل المتظاهرون في حشد أعداد كبيرة، فإن عناصر الميليشيات "سيتجولون بسياراتهم ويعتدون على الناس". وأضافت أن مجموعتها لا تدافع عن الرد المسلح على المتشددين اليمينيين.وأعربت عن أملها، في حال جرّب ترامب إعلان فوزه بشكل غير مشروع، بأن تحشد المجموعات الليبرالية متظاهرين بعشرات الآلاف كأولئك الذين شاركوا في مسيرة حقوق المرأة التي خرجت في بورتلاند عام 2017.وقالت كاتبي سميث: "سنمضي قُدما بمطالب محددة تتعلق بالديمقراطية"، بما في ذلك الإطاحة بترامب أو إجراء انتخابات جديدة، وسيكون هناك حشد لليمين ضدنا بعد الانتخابات".وبينما قام أصحاب متاجر التجزئة بإغلاق النوافذ والأبواب، وتغطيتها بألواح من الأخشاب في المدن الكبيرة، خوفاً من وقوع أعمال عنف وشغب، عقب إعلان نتيجة الانتخابات خلال الساعات القادمة، حذّر خبراء في شؤون الانتخابات من أن الصفوف الطويلة من السيارات والشاحنات والدراجات النارية، التي ترفع أعلاما لتأييد الرئيس الجمهوري والمعروفة باسم "قطارات ترامب" تثير مخاوف أمنية، لأنها قد تخرق القوانين أو تخيف الناخبين أو تتحول إلى مواجهات عنيفة.الى ذلك، أشارت صحيفة "بوليتيكو" اليومية، التي تصدر في العاصمة واشنطن، إلى أن اليمين المتشدد أجرى استعداداً لحرب أهلية وشيكة، حسب نبوءة واسعة الانتشار وسط مجموعاته.