«مفاتيح انتخابية إلكترونية»... جديد «أمة 2020»
تسابق المرشحين للتعاقد مع مشهورين لتضخيم الإنجازات وضرب الخصوم
أثار الفيديو الذي ظهر فيه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وهو يجري اتصالات عشوائية بالناخبين الأميركيين لحثهم على انتخاب المرشح الديمقراطي جون بايدن، ردود فعل واسعة، مفادها أنه أصبح مفتاحاً انتخابياً لبايدن، وفتح باب النقاش حول أهمية «المفتاح الانتخابي الإلكتروني» في انتخابات مجلس أمة 2020، التي سيُغلَق باب الترشح فيها اليوم.«المفتاح الانتخابي» سابقاً، كان أمراً سهلاً بالنسبة للمرشح، كل ما يهمه فيه عدد الأصوات الانتخابية التي يملكها، وحضورها في افتتاح مقره الانتخابي وندواته، لكن بتغير الأوضاع بفعل جائحة «كورونا» والانتقال من مرحلة الاتصال المباشر إلى الإلكتروني تغيرت قواعد اللعبة، وظهر مفتاح جديد لا يقل أهمية عن المفتاح العادي.فما يهم المرشح حالياً في مفتاحه الانتخابي هو عدد «الفلورز» في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، ومدى تفاعل المتابعين معه، وتأثيره على الرأي العام، وعلى ضوء ذلك شهدت الساحة الانتخابية تسابقاً بين المرشحين للتعاقد مع المفاتيح الانتخابية الإلكترونية المشهورة، لعرض إنجازاتهم وتضخيمها، وبرامجهم الانتخابية، وتصريحاتهم المختلفة من خلالها.
ولم يتوقف المرشحون عند استغلال «المفاتيح الإلكترونية» في عرض إنجازاتهم وبرامجهم وتصريحاتهم... إلخ، بل يستغلها بعضهم أيضاً في ضرب الخصوم، وترويج الشائعات حولهم، وفي هذه الحالة يُعتمَد، غالباً، على مفاتيح وهمية، تضرب الخصوم، وترفع «الهاشتقات»، وتغرد بما يحقق مصلحة معزبها. ولم يتغير شيء بالنسبة لـ «الكوست»، بل على العكس، فإذا كان المرشح يدفع في الانتخابات العادية ألفاً لمفتاحه الانتخابي، فإنه سيدفع الآن الآلاف لـ «الإلكتروني»، خاصة إذا كان يتمتع الأخير بشهرة كبيرة، وسيقع ضحية لـ «تجار الحسابات» الذين يستغلون حاجة المرشحين إليهم، ويرفعون أسعار خدماتهم، حتى وصلت تكلفة التغريدة الواحدة إلى أرقام خيالية.ويعتبر «المفتاح الإلكتروني» سلاحاً ذا حدين، فمع قدرته على نشر رسائل مرشحه، الذي ربما يتمتع، أصلاً، بفرص كبيرة للفوز، قد يكون سبباً في خسارته للأصوات وعدم وصوله إلى البرلمان، إذا لم يكن محل ثقة لدى المتابعين، أو كان معروفاً بـ «التقلب» حسب «مَنْ يدفع أكثر»، فيتحول من مركز الدفاع إلى الهجوم. لذا على المرشح عدم الاعتماد الكلي على «مفتاحه الإلكتروني»، والتركيز على تقديم محتوى جيد يلامس الواقع وقادر على مواجهة التحديات والمشاكل الأساسية، وعلى الناخب كذلك أن يكون قرار اختياره مبنياً على ذلك، وليس لأن «بوستات» المرشح حاضرة على «تويتر»، أو مغرد مشهور يدعمه.