الأميركيون قالوا كلمتهم... والعالم ينتظر
قال الناخبون الأميركيون، أمس، كلمتهم في صناديق الاقتراع، وأسدلوا الستار على حملة انتخابية مريرة ومثيرة للانقسام واستثنائية بكل المقاييس. وبعد مشاركة نحو 94 مليوناً في التصويت المبكر بما في ذلك مشاركة تاريخية قياسية بالتصويت عبر البريد، توجه الآلاف إلى صناديق الاقتراع للاختيار بين تمديد ولاية الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، أو تتويج المشوار السياسي الطويل لمنافسه الديمقراطي جو بايدن بلقب الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة.وتوج تصويت الأميركيين شهراً انتخابياً طويلاً هيمنت عليه جائحة فيروس كورونا، الذي أودى بحياة أكثر من 231 ألفاً، واقتصاد رزح تحت وطأة الإغلاق، وأفقد الملايين وظائفهم، واحتجاجات عرقية غير مسبوقة، واستقطاب حزبي حاد، وتشكيك في نزاهة التصويت. ومع تراجع المخاوف من التحذيرات التي أطلقها مراقبون وخبراء من إمكانية وقوع أعمال عنف، حبس العالم كله، لا الولايات المتحدة فحسب، أنفاسه بانتظار النتائج التي بدأت بالظهور فور إغلاق الصناديق.
ومع فتح مراكز الاقتراع عبر المناطق الزمنية الست بالولايات المتحدة، أكد ترامب أن لديه شعوراً «جيداً للغاية» حيال فرصه في الفوز، متوقعاً أن يحقق انتصارات كبيرة في ولايات رئيسية على غرار فلوريدا وأريزونا.وقال ترامب، لشبكة «فوكس نيوز»: «يراودنا شعور جيد للغاية. وأعتقد أننا سننتصر، وسنحقق فوزاً كبيراً جداً في تكساس وفلوريدا وأريزونا وكارولاينا الشمالية وبنسلفانيا وفي كل مكان».وطمأن ترامب أنه لن يعلن فوزه قبل أن تصبح نتيجة الانتخابات مؤكدة، قائلاً: «سنحقق النصر، لكن ذلك فقط عندما يكون موجوداً، ليست هناك حاجة لممارسة ألاعيب».وفي حين أعلن ترامب الاستعداد لنزاعات قانونية بعد التصويت، ربما تُطيل أمد إعلان النتائج، وعد خصمه بايدن بالعمل من أول يوم له بالبيت الأبيض على حل جميع مشاكل الأميركيين.وحمى السباق الرئاسي الأميركي في ظل الانقسام الحزبي الحاد، الذي يثير مخاوف جدية من صدامات مسلحة، وربما أزمة دستورية، لم تنحصر داخل الولايات المتحدة، بل امتدت إلى دول عدة، وجدت نفسها لسبب أو لآخر معنية بالسباق إلى البيت الأبيض، فأعرب عدد من الدول والقوى السياسية عن مطالب وتمنيات من الرئيس الجديد، في وقت يسود قلق في دول أكثر من غيرها، خصوصاً الحلفاء المقربين من ترامب.