التجريف المستحق لمسلمات اللا إصلاح
![ناجي الملا](https://www.aljarida.com/uploads/authors/806_1693500760.jpg)
فحين تنقلب وتذوب مسلمات حاكمة لفضاء ثقافي معين ينهدم البناء الذي ارتفع على هذه المسلمات، فمثلا العصور الوسطى كانت قائمة على المسلمات البطلمية التي تجعل الأرض مركز الكون لأنهم يرون كل شيء يدور حولها، فلما هدم كوبرنيكوس هذه المسلمة وأثبت أن الأرض تدور حول الشمس وجاء من بعده نيوتن ليؤسس مسلمات علمية حكمت النظام العلمي للكون حتى بزوغ نظريات النسبية لأينشتاين فاختلت مسلمات نيوتن مُخلية المكان لقوانين ومسلمات النسبية.كذلك الفضاء السياسي محكوم بما يستقر من مسلمات من صنيع البشر وذات طبيعة أخلاقية إلا أن رسوخها مع الزمن يجعلها قريبة من موضوعية القوانين الكونية، لذلك فإن اختلالها يحتاج زمنا طويلا، كما يحتاج ارتجاجات اجتماعية عنيفة وعميقة، ويمثل هذه المسلمات ما استقر من قيم حرية وعدالة ومساواة وسيادة القانون بحكم مؤسسات الحرية الفردية وحرية الملكية ونُظم تحكم فضاء دول ومجتمعات الغرب السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولذلك في هذه الأيام هناك صدمة مما يحدث في الفضاء الأميركي السياسي في عهد الرئيس ترامب الذي يهدد بعدم تسليم السلطة في حال عدم نجاحه واحتمال اندلاع حرب أهلية تنهار معه الدولة الاتحادية الأميركية وتتشظى منه الأمة الأميركية لأن ذلك يتصادم مع مسلمات مستقرة منذ قرون في الفضاء الأميركي المجتمعي والسياسي.الخلاصة أنه من الخطورة ترك مسلمات نائب الخدمات تتجول في أروقة يقين الناخبين لأن هذا يمسخ الواقع ويشوه الوعي.