إصلاحيو إيران: عاد الأمل
صحف الأصوليين تركز على الفوضى الانتخابية الأميركية
انقسمت الصحف الإيرانية الصادرة امس حول ما يجري في الولايات المتحدة في الساعات الأخيرة، خصوصاً لناحية تصاعد حظوظ جو بايدن بشكل كبير جداً للوصول الى البيت الأبيض.وفي حين رأت صحف الإصلاحيين أن فوز بايدن يعطي أملاً لإيران للخروج من حملة الضغوط القصوى الأميركية، والعودة ولو بعد حين الى مكاسب الاتفاق النووي، ركزت الصحف الأصولية على المشهد الفوضوي الاميركي في تصويب مباشر على النموذج الديمقراطي الأميركي، الذي يعتبره النظام الديني في إيران فاسداً وخادعاً. وبرز عنوان صحيفة "صداي إصلاحات" الإصلاحية، التي عنونت بالخط العريض على صفحتها الأولى :"الأمل يعود الى الى إيران" مشيرة إلى أن "بايدن يتقدم، ومفتاح انهاء الطريق المغلق امام الاتفاق النووي بيده".
وبدا واضخاً أن صحيفة اعتماد" الإصلاحية على عكس مثيلاتها الأصولية تحتفي بالتجربة الأميركية، وعنوتت بالخط العريض "طرد ديمقراطي" مع صورة كبير لترامب مغمض العينين. في المقابل، عنونت صحيفة "كيهان" الأصولية: أميركا الرائعة! غش وفوضى وحرب شوارع"، في تكرار لصدى عبارة "يا له من استعراض"، التي قالها المرشد الأعلى علي خامنئي قبل أيام. وكان لافتاً مقال نشرته صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، للدكتور الجامعي والمحلل السياسي فیاض زاهد، شدد فيه على ضرورة بقاء شخص مثل وزير الخارجية الحالي محمد جواد ظريف على رأس الدبلوماسية الإيرانية، بغض النظر عن نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في يونيو، معتبراً أن "حرارة الانتخابات الأميركية ستؤدي إلى ارتفاع سخونة الانتخابات الإيرانية".ويرى زاهد أن "الوضع الذي إيران فيه اليوم (بعد فوز بايدن) من أعظم الفرص التي أتيحت لها على مدى العقود الأربعة الماضية"، مضيفاً أن "فوز بايدن سيخلق وضعاً خاصاً على الساحة الدولية، وإذا تم استغلال هذه الفرصة التاريخية لمعالجة المشاكل الاقتصادية، فستعود الآمال عند الشعب".إلى ذلك، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، في خطاب متلفز "نأمل أن تكون تجربة الأعوام الثلاثة درسا للإدارة الأميركية المقبلة لاحترام القانون والقواعد والعودة الى التزاماتها، وأن يكافأ شعب إيران العزيز أيضا على صبره ومقاومته".وأبدى روحاني أمله أن "يدرك أولئك الذين يفرضون العقوبات، أن مسارهم كان خاطئا، وأنهم لن يحققوا أهدافهم بأي شكل من الأشكال".وسبق لعدد من المسؤولين التأكيد أن إيران لا تفاضل بين ترامب وبايدن، وستراقب أفعال أي إدارة أميركية مقبلة لا اسم رئيسها، معتبرين أن عودة واشنطن الى الاتفاق النووي يجب أن تقترن بالتعويض عن الأضرار التي تسبب فيها انسحابه منه، وتوفير "ضمانات" بعدم تكرار خطوة كهذه. وسبق لبايدن أن أبدى خلال حملته الانتخابية، نيته خوض "مسار موثوق به للعودة الى الدبلوماسية" مع إيران في حال فوزه بالرئاسة، وإمكان العودة للاتفاق النووي معها.