شهدت فرنسا مراسم وداع في مدينة نيس الجنوبية، لضحايا هجوم 29 أكتوبر الماضي الذي نفّذه التونسي إبراهيم العيساوي بسكين داخل كنيسة نوترودام دو لاسومبسيون الذي خلف 3 قتلى، هم امرأتان ورجل، بحضور مسؤولين كبار في الدولة.

وكان على رأس المشاركين في هذه المناسبة رئيس الوزراء جان كاستيكس، الذي قال أمام الحضور وعائلات الضحايا من فوق تلة القصر المطلة على المدينة: "جئت لأعبر عن تعازي الأمة برمتها لعائلات الضحايا وعن التأثر والتعاطف والغضب في الوقت ذاته" بعد هذا الاعتداء.

Ad

وأضاف أن "الإرهاب يضرب ما يشكل هويتنا، وحريتنا، وثقافتنا، وفي آخر المطاف حياتنا". وأوضح أن "العدو نعرفه، ولم يتم فقط تشخيصه بل له اسم وهو الإسلاموية الراديكالية، وإيديولوجيا سياسية تشوه الديانة الإسلامية بتحريف نصوصها لفرض سيطرتها بواسطة الظلامية والكراهية".

وإضافة إلى أعضاء في الحكومة الحالية وعمدة المدينة كريستيان إيستروزي، شارك في هذه المراسم، التي تسلمت خلالها عائلات الضحايا "الوسام الوطني للعرفان لضحايا الإرهاب"، الرئيس السابق نيكولا ساركوزي وسط إجراءات أمنية خاصة.

يُذكر أنه تم نقل العيساوي بالطائرة، الى مستشفى في باريس.

وأصيب العيساوي بجروح خطيرة أثناء توقيفه وثبتت إصابته بفيروس "كورونا".

إلى ذلك، وفي طار جولة دولية ستقوده إلى موسكو، زار وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانان، أمس، الجزائر بعد يوم من محادثات مثمرة أجراها في تونس تطرقت إلى ترحيل متطرفين إسلاميين فرنسيين يتحدرون من أصول تونسية من فرنسا، الأمر الذي رحّبت فيه تونس "وفقاً لشروط أهمها حفظ كرامة التونسي".

وبعد اتهامات لدارمانان بأنه رأس حربة في المواقف المتشددة لحكومة الرئيس إيمانويل ماكرون ضد التيار الإسلامي، وإثارته الجدل بانتقاد رفوف الطعام الحلال في المتاجر، واعتباره "بطل" نظرية إخراج تدريس اللغة العربية من المساجد وإضافتها في المنهج الدراسي بالمدارس الفرنسية، عبّر دارمانان عن فخره بأنه من أصول جزائرية.

وكشف الوزير الشاب صاحب الـ38 سنة، الذي ينتمي إلى تيار يمين الوسط، وهو ابن لتاجر يهودي من مالطا وأم جزائرية كانت تعمل في التنظيفات، لجريدة "لوباريزيان" الفرنسية، أن وراء زيارته إلى الجزائر شعور مميز لأنها الأولى من نوعها لوزير داخلية فرنسي من أصول جزائرية.

وأثناء زيارته للجزائر، سيقوم رئيس بلدية تورنكونك الفرنسية السابق بزيارة لمدينة جدّه موسى وكيد في منطقة أولاد غالي بمدينة مستغانم الساحلية.

والتقى وزير الداخلية الفرنسي نظيره الجزائري كمال بلجود أمس.

وكان وزير الداخلية الفرنسي أعلن من تونس حيث بحث ملفات الهجرة غير النظامية والإرهاب وإمكان ترحيل التونسيين المشتبه في تطرّفهم من فرنسا، إن "الإسلام دين تسامح، وأن الإيديولوجيا المتطرّفة لا علاقة لها بالدين"، مبيناً في مؤتمر صحافي، أمس الأول، مع نظيره التونسي توفيق شرف الدين بمقر وزارة الداخلية التونسية، أن "هذه الايديولوجيا القاتلة يجب مواجهتها.

وقال إن السلطات التونسية وفي ظرف زمني وجيز قدّمت لفرنسا معلومات عن العيساوي.

كما بدا الوزير الفرنسي واضحاً فيما يتعلق بترحيل التونسيين، وخصوصاً المتورطين في الإرهاب، من فرنسا. وقدم دارمانان للسلطات في تونس قائمة بأسماء نحو 20 مواطناً تونسياً يشتبه بأنهم متطرفون ويُقيمون بشكل غير قانوني في فرنسا، وهو أمر ينوي تكراره في الجزائر، وسبق أن قام به في المغرب خلال أكتوبر الماضي.

من جانبه، أكد وزير الداخلية التونسي، "ضرورة الحرص على مكافحة الإرهاب الذي لا دين له ولا جنس له". أضاف: "سيبقى مرحباً بالتونسيين في بلادهم وفق القانون ونحن مستعدون دائماً لقبول أي تونسي، ويتم ذلك وفق شروط وهي صون كرامة التونسي".

وطالب بـ"ضرورة تمكين كل تونسي مرحّل، من ممارسة وحفظ حقوقه كاملة، ومن بينها استيفاء كل طرق الطعن قبل الترحيل".

وفي النمسا، قامت السلطات بعملية تفتيش واسعة النطاق للسجون عبر البلاد، أمس، بعدما قتل كوجتيم فيض الله، الذي كان قد أفرج عنه بكفالة، 4 أشخاص في هجوم إرهابي بفيينا الاثنين الماضي.

وشملت عملية التفتيش والفحص 229 نزيلاً كانوا قد سجنوا بناء على اتهامات تتعلق بالإرهاب أو الذين يظهرون علامات على التطرف.

وأمس الأول، أمرت الحكومة بإغلاق "مسجدين متطرفين" كان يتردّد إليهما فيض الله، منفّذ اعتداء الاثنين الدامي، بينما تم توقيف رئيس جهاز مكافحة الإرهاب في فيينا عن العمل بعد اكتشاف سلسلة ثغرات أمنية. وقالت وزيرة الاندماج سوزان راب في مؤتمر صحافي أمس الأول، إن مكتب الشؤون الدينية التابع للحكومة "أُبلغ من قبل وزارة الداخلية بأن منفّذ هجوم الاثنين، منذ إطلاقه من السجن زار مسجدين في فيينا بشكل متكرر". وأضافت أنه "حسب الاستخبارات، ساهمت زياراته لهذين المسجدين في تطرفه".