أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، أمس، أن قوات بلاده أحكمت السيطرة على بلدة شوشة الاستراتيجية في إقليم ناغورني كاراباخ المتنازع عليه، والتي يصفها مراقبون بأنها "قلب الأرمن النابض"، بينما نفت أرمينيا ذلك، مؤكدة أن القتال لا يزال متواصلا للسيطرة عليها.وتمثل شوشة، التي تعرف لدى الأرمن باسم "شوشي"، أهمية ثقافية واستراتيجية لكلا الجانبين، وتقع على بعد 15 كيلومترا جنوب ستيباناكيرت عاصمة كاراباخ وأكبر مدنه، وعلى طريق رئيسي يربط عاصمة الجمهورية غير المعترف بها بأراضي أرمينيا، الداعمة للانفصاليين الذين يقاتلون من أجل استقلال كاراباخ.
ويمكن لمدينة شوشة أن تكون نقطة انطلاق رئيسية لهجوم أذربيجاني على ستيباناكيرت، وتعرضت المدينتان لقصف شديد خلال الأيام الأخيرة. وقال علييف، في خطاب متلفز للأمة، "بكثير من الفخر والسعادة، أبلغكم بأنه تم تحرير شوشة من الاحتلال، والعلم الأذربيجاني يرفرف فوقها"، مضيفا أن "الأذان سيرفع في شوشة مجددا، بعد منعه 28 عاما. إن الثامن من نوفمبر سيدخل التاريخ بالنسبة للشعب الأذربيجاني باعتباره اليوم الذي عدنا فيه إلى شوشة".وأردف: "كانت شوشة تحت الاحتلال على مدى 28 عاما، حققنا هذا الانتصار في الميدان وليس على طاولة التفاوض، لأن المفاوضات كانت عديمة الجدوى"، لافتا إلى أن القوات الأذربيجانية أحكمت سيطرتها، منذ بداية جولة التصعيد الحالية، على أكثر من 200 بلدة في المنطقة المتنازع عليها.وأبدى الرئيس الأذربيجاني تصميم بلاده على "مواصلة الحرب حتى الانتصار التام"، موضحا أنه يقصد بذلك "تحرير كل أراضي كاراباخ والمناطق المحيطة بها". وعقب إعلان علييف، تجمع الأذربيجانيون بأعداد كبيرة في العاصمة باكو للاحتفال، ملوحين بالأعلام ومرددين الهتافات، وأطلق سائقو السيارات أبواقها تعبيرا عن فرحتهم. وأجرى الرئيس الأذربيجاني، أمس، مباحاثات في باكو مع وزيري الخارجية والدفاع التركيين مولود تشاووش أوغلو وخلوصي أكار.ولم تقر أرمينيا بالخسارة على الفور، وقال المسؤول في وزارة الدفاع الأرمنية أرتسرون هوفهانيسيان إن "القتال العنيف متواصل في شوشي، انتظروا وآمنوا بجيشنا"، واصفا انتزاع البلدة بأنه "حلم لا يمكن لأذربيجان أن تحققه".ووجه القادة الأتراك التهنئة إلى أذربيجان أمس، وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في خطاب خلال مؤتمر لـ"حزب العدالة والتنمية" الحاكم، "أهنئ إخوتي الأذربيجانيين على انتصارهم في شوشة. فرحة إخواننا الأذربيجانيين هي فرحتنا، أعتقد أنها علامة على أنه سيتم تحرير بقية المناطق المحتلة قريبا أيضا".وتابع: "من صبر ظفر، وهذا ما فعله الإخوة الأذربيجانيون أمام تقاعس مجموعة مينسك عن حل أزمة كاراباخ". وكان اردوغان أكد لنظيره الروسي فلاديمير بوتين أمس الأول "ضرورة انسحاب أرمينيا من أراضي أذربيجان المحتلة"، مشددا "على ضرورة إقناع الحكومة الأرمنية بالجلوس إلى طاولة المفاوضات".
دوليات
أذربيجان تؤكد السيطرة على «قلب كاراباخ»
09-11-2020