فيما بدا أنه نظرة شديدة التفاؤل، رأى الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، أن فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية يشكل "فرصة" لواشنطن للتعويض عن "أخطاء" عهد دونالد ترامب، الذي اعتمد سياسة "ضغوط قصوى" وعقوبات اقتصادية دمرت اقتصاد إيران.

وقال روحاني، في بيان، إن "سياسة الإدارة الأميركية المؤذية والخاطئة في الأعوام الثلاثة الماضية لم تكن مدانة من الناس في كل أنحاء العالم فحسب، بل أيضا لقيت معارضة من سكان هذا البلد (الولايات المتحدة) في الانتخابات الأخيرة".

Ad

وأضاف روحاني "الآن ثمة فرصة للإدارة الأميركية المقبلة للتعويض عن أخطائها السابقة، والعودة الى مسار احترام الالتزامات الدولية".

وخلال حملته الانتخابية، أعرب بايدن، الذي كان نائبا للرئيس باراك أوباما لدى إبرام الاتفاق النووي، عن نيته خوض "مسار موثوق به للعودة الى الدبلوماسية" مع إيران في حال فوزه، وإمكان العودة للاتفاق المعروف رسمياً باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة".

ويعتبر الايرانيون أن عودة واشنطن الى الاتفاق يجب أن تقترن بالتعويض عن الأضرار التي تسبب فيها انسحابها منه، وتوفير "ضمانات" بعدم تكرار خطوة كهذه.

والسؤال الذي يطرحه الجميع هل سيختار بايدن التسامح مع إيران وتقديم تنازلات لها مقابل التوصل الى اتفاق جديد أو ملحق للاتفاق الحالي، أو حتى العودة الى الاتفلاق القديم، أم أنه سيأخذ هواجس حلفاء أميركا التقليديين في المنطقة، ويدفع طهران هذه المرة إلى تقديم تنازلات؟

وفي طهران يحاول التيار المتشدد أن يكبح احتفال الإصلاحيين بفوز ترامب وتخفيض الآمال في تبادل ادوار نموذجي يعتمده النظام الايراني القائم على توازن دقيق في المؤسسات. ويكتسب الموضوع اهمية كبيرة خصوصا ان الانتخابات الرئاسية الإيرانية على الابواب في يونيو، وأن الرئيس ترامب وإدارته لا يزال امامهم حوالي 70 يوماً في الحكم.

من ناحيته، قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني في تغريدة على موقع "تويتر"، إن "نهاية ترامب ليست غريبة بل هي قدر التاريخ". وفسر هذه النهاية بـ "رفض الأميركيين سلسلة من تصرفاته ومواقفه التي اعتمد فيها على الغطرسة والابتزاز". ودعا شمخاني الإدارة الأميركية الجديدة إلى الكتابة تحت صورة ترامب: "درس للمستقبل بدلا من الرئيس الـ 45".

على مستوى الصحف، تواصل الانقسام بين الصحف الإصلاحية والوسطية ونظيرتها الأصولية في قراءة الحدث الأميركي. واعتمدت صحيفة ايران الحكومية عنوانا حيادياً، وكتبت :"كأس النصر بيد بايدن"، أما صحيفة "جوان" الاصولية فكتبت قاتل الحاج قاسم (قاسم سليماني) وممارس الضغط يرمى بعيداً". وبينما اختارت "آرمان ملي" الاصلاحية" التركيز على ترامب واصفة إياه بعنوانها الرئيسي بـ "الرئيس المشتكي"، رأت "خراسان" ان ما جرى شكلي وعنونت "أميركا تغير قناعها". واختارت صحيفة "كيهان" الاصولية عنوانا استخدمه الكاتب السياسي توماس فريدمان قبل ايام في "نيويورك تايمز" وعنونت: "أياً كان الفائز فإن الولايات المتحدة هي الخاسرة". وكتبت "مردم سلاري": "من الواضح ان هناك فرقاً بين بايدن وترامب".