في إطار سعي البلدين لتعزيز الاستثمارات والعلاقات بينهما، عقدت اللجنة العراقية - السعودية العليا عدة اجتماعات، في بغداد، أمس.وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" بأن الاجتماعات تأتي في إطار التحضير لانعقاد مجلس التنسيق السعودي ــ العراقي في دورته الرابعة وتمهيداً للاجتماع المرتقب بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي. وجاء انطلاق أعمال اللجنة بعد وصول وفد سعودي يضم عدداً من أعضاء مجلس وزراء المملكة إلى العراق.
وترأس الوفد السعودي الرفيع وزير البيئة والمياه والزراعة، عبدالرحمن الفضلي. وضم الوفد وزير الصناعة والثروة المعدنية، بندر إبراهيم الخريف، ووزير النقل، صالح الجاسر، إضافة إلى مسؤولين رفيعي المستوى من مختلف القطاعات.وعقدت اجتماعات بين الجانبين على مستوى اللجان المنبثقة من مجلس التنسيق السعودي العراقي لمناقشة التقدم في الموضوعات والأنشطة المرتبطة بأعماله وأبرز ما تم إنجازه والاتفاقيات الموقعة بينهما في المجالات السياسية والاقتصادية.ولاحقاً، التقى الوفد السعودي الكاظمي ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي.
حرص ورغبة
ونقل بيان حكومي عن وزير النفط العراقي إحسان عبدالجبار قوله، إن بغداد حريصة على تعزيز العلاقات الثنائية مع المملكة في جميع المجالات ومنها الاقتصادية والاستثمارية بما فيها قطاعات النفط والطاقة والصناعة والزراعة والصحة والتعليم والبيئة وبما يخدم المصالح المشتركة.وأضاف عبدالجبار، أن انطلاق أعمال اللجنة العليا يأتي استمراراً للاجتماعات السابقة بين البلدين، التي تهدف إلى تفعيل مذكرات التفاهم على أرض الواقع وتعزيزها بمشاريع جديدة في مجال الربط الثنائي للكهرباء وصناعة البتروكيماويات واستثمار الغاز.وأبدى الوزير العراقي ارتياحه لما تلمسه من الجانب السعودي من رغبة حقيقية للتعاون وتقديم الدعم اللازم.من جانبه، نوه رئيس الوفد السعودي بأهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، آملاً أن تفضي النقاشات إلى مشاريع استثمارية مشتركة واعدة في كل المجالات.إلى ذلك، أعرب وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان عبر دائرة تلفزيونية ربطته بأعمال اللجنة عن حرص المملكة على تطوير العلاقات الثنائية واستدامتها مع العراق والعمل على الإسراع في تنفيذ مشاريع التعاون الثنائي في جميع المجالات.وكان بن سلمان جدد تأكيده خلال اتصال هاتفي مع الكاظمي على "حرص المملكة على أمن العراق واستقراره، وعلى تطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات".أزمة الرواتب
إلى ذلك، نفذ مئات من الموظفين بالقطاع العام في العراق إضراباً عن العمل، أمس، بسبب تأخر الحكومة في دفع الرواتب الشهرية، إثر الأزمة المالية التي تمر بها البلاد.ودعا "تحالف الفتح" النيابي، بزعامة هادي العامري، حكومة الكاظمي إلى "تقديم حلول واقعية وعملية تؤمّن الرواتب من جهة ولا تثقل خزينة الدولة العراقية بالديون من جهة أخرى"، مضيفاً أنه سيكون داعماً وسانداً لأي إجراءات متعلقة بحل الأزمة المالية والإصلاح الاقتصادي. واتهم التحالف، الذي يضم فصائل شديدة الصلة بإيران، الحكومة بأنها "تعتمد على أوراق فارغة لاتقدم أي حلول عملية".ويأتي تحميل "الفتح" حكومة الكاظمي المسؤولية عن تصاعد الأزمة بعد عرقلته تمرير قانون الاقتراض الجديد الذي تقدمت به من أجل الحصول على حزم مالية من المصارف المحلية لدفع رواتب الموظفين.ويدفع العراق نحو 50 مليار دولار، سنوياً، مرتبات إلى موظفي الحكومة، والمؤسسة العسكرية والمتقاعدين وحاملي اشتراكات الرعاية الاجتماعية، مثل: المطلقات، والأرامل، وضحايا العمليات العسكرية، جراء المواجهة مع "داعش".ودفعت الحكومة العراقية، مرتبات الحماية الاجتماعية، ورواتب المتقاعدين، للشهر الحالي، غير أنها لم تتمكن من تسليم رواتب الموظفين.ويحذر خبراء من أن تفاقم أزمة دفع الرواتب التي تعتبر المحرك الأساسي للاقتصاد في البلاد، قد يشعل فتيل حركة احتجاجية جديدة على غرار التي انطلقت في أكتوبر 2019.على صعيد آخر، كشف وزير النقل العراقي، ناصر الشبلي، أن هناك شركات صينية قدمت خدماتها لتنفيذ مشروع ميناء "الفاو الكبير" في محافظة البصرة أمس. وأكد خلال تصريحات أن "الوزارة مستمرة بالتفاوض مع شركة دايو الكورية بخصوص ميناء الفاو الكبير" بعد إعلانها الانسحاب من تنفيذه ومطالبتها بشروط ومستحقات مالية وصفت بالتعجيزية.وأضاف، أن "دايو لديها عقدين في ميناء الفاو ينتهيان في عام 2021، والاختلاف معها على الأعماق والمدد الزمنية والمبالغ".وتابع وزير النقل العراقي: "في حال لم يتم الاتفاق مع دايو فإن هناك شركات قدمت خدماتها، من بينها شركات صينية".وفي التاسع من أكتوبر الماضي، أعلنت "دايو" وقف العمل في مشروع "الفاو الكبير"، بعد العثور على جثة مديرها مشنوقاً.ويأتي الحديث عن تخطيط الشركات الصينية لاستكمال مشروع الميناء المقابل للسواحل الكويتية وسط تقارير عن استعداد طهران لإبرام اتفاقية مثيرة للجدل تمتد لربع قرن مع بكين تحصل بموجبها الأخيرة على قواعد وجزر بمياه الخليج.مجموعة إرهابية
في شأن منفصل، أطلقت القوات العراقية عمليات أمنية واسعة بإسناد من طيران القوة الجوية و"التحالف الدولي" الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأميركية ضد الإرهاب، للقضاء على بقايا فلول "داعش" في أخطر أوكاره بسلاسل جبلية بمحافظة صلاح الدين شمالي البلاد. في السياق، أعلنت القوات الأمنية القبض على مجموعة نفذت 13 عملية "إرهابية" خلال عامي 2019 و2020 بمحافظة كركوك.