سلطان الدويش: استمرار التنقيب في الكويت سيكشف الكثير من الأسرار
خلال مشاركته في المؤتمر الدولي للاتحاد العام للآثاريين العرب
شارك مدير إدارة الآثار والمتاحف لدى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، د. سلطان الدويش، في المؤتمر الدولي للاتحاد العام للآثاريين العرب، الذي جاء بعنوان "دراسات في آثار الوطن العربي"، تحت رعاية جامعة الدول العربية، وقدّم محاضرة بعنوان "دلمون في بر الكويت".في بداية حديثه قال د. الدويش إن "دلمون هي الأرض المقدسة في نظر السومريين، وهي موطن الآلهة. وتأتي أسطورة دلمون أو أسطورة إنكي وننهرساج، لتؤكد قدسية أرض دلمون. وتشير المصادر إلى أن بعض الحضارات التي قامت في المنطقة كانت هجرات بشرية من أرض الصبية. واليوم، بعد مرور 50 عاما على اكتشاف حضارة دلمون في فيلكا، تظهر أدلة جديدة على نشأة حضارة دلمون في منطقة الصبية خلال الألفية الثالثة قبل الميلاد. هي تفسر لنظرية استيطان بشري في منطقة الصبية التي أصبحت خلال السنوات 10 الأخيرة أحد أهم مراكز الحضارة في منطقة الخليج العربي".
أسطورة جلجامش
وتطرق إلى أن دلمون هو أحد أسماء جزيرة فيلكا، ودلمون حضارة قامت في منطقة الخليج العربي في الألفية الثالثة قبل الميلاد، وورد ذكرها في النصوص المسمارية الرافدية، كما ورد ذكرها في أسطورة "جلجامش"، ودخلت في الرواية والقصص والأمثال، لافتا إلى أن الدراسات تشير إلى أن مملكة البحرين هي المركز الرئيسي لملكة دلمون. واستعرض في ورقته أهم الكتابات المسمارية التي تحدثت عن دلمون، ومنها النص المسماري الآشوري، الذي كتبه ملك آشور سرجون. ولفت إلى أن دلمون تعتبر واحدة من تلك الحضارات التي أسهمت في رقي البشرية في الشرق الأدنى القديم.وقال الدويش: "يفترض بعض الباحثين أن دلمون نشأت قبل عام 3000 قبل الميلاد، وربما في الحقبة العبيدية، وذلك في الحضارة الأولى التي نشأت على سواحل الخليج العربي. ويعتقد الغالبية من العلماء أن دلمون بدأت في التكوين بشرق الجزيرة العربية قرابة 3000 قبل الميلاد، حيث بدأت تظهر العديد من المستوطنات في العديد من المناطق بشرق الجزيرة العربية، ومن الباحثين بيسنجر التي خلصت دراسته إلى أن شرق الجزيرة العربية هي مركز دلمون، وأكد الفرضية دانيال بوتس، ونعتقد أن الإنسان الدلموني كان يعيش في بر الكويت منذ العصر البرونزي المبكر".التلال الرملية
واختتم الدويش ورقته قائلا: "ولا تزال المواقع الأثرية في حضارة دلمون بأرض الكويت لم تستكمل بعد، رغم مرور نصف قرن من الزمان، ونعتقد أن هناك الكثير من الكنوز والأسرار مدفونة أسفل التلال الرملية، وهناك معضلة أثرية في عدم العثور على مقابر لأهل دلمون في فيلكا حتى الآن سوى قبر (مدفن) واحد في موقع الخضر يعود إلى دلمون المتأخرة. وربما استمرار التنقيبات في جزيرة فيلكا وبر الكويت سيحل الكثير من المعضلات في المستقبل ويكشف الأسرار".