تعرضت أسعار النفط مرة أخرى للضغوط في ظل تزايد الحالة الضبابية لتوقعات الطلب على النفط، في ظل تزايد حالات الإصابة بالفيروس في فصل الخريف. وساهمت عودة إنتاج النفط الليبي وزيادة مخزون الخام الأميركي بمستويات أكبر من المتوقع إلى زيادة تراجع أسعار النفط. كما أصيبت الأسواق بخيبة أمل نتيجة لفشل الكونغرس الأميركي في إقرار مشروع قانون التحفيز المالي لمواجهة تداعيات جائحة "كورونا" قبل انتخابات الرئاسة الأميركية. وتراجع سعر مزيج خام برنت، المعيار القياسي لتسعير النفط العالمي، إلى أقل من 40 دولاراً، وصولاً إلى 37.5 دولاراً للبرميل بنهاية تداولات أكتوبر– وهي نفس المستويات المسجلة في أواخر مايو الماضي.
وحسب تقرير صادر عن بنك الكويت الوطني، شهد مزيج خام برنت أعلى معدل تراجع أسبوعي في أكتوبر (-11.3 في المئة على أساس أسبوعي)، وذلك منذ أواخر أبريل الماضي، وسجل ثاني خسارة شهرية على التوالي (-8.5 في المئة على أساس شهري) مع استعداد أوروبا للعودة مجدداً لتطبيق تدابير الحظر، نظراً لانتشار الموجة الثانية من الجائحة. كما تراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 11 في المئة بنهاية الشهر مغلقاً عند سعر 35.8 دولاراً للبرميل. وبلغت خسائر أسعار النفط أكثر من 40 في المئة في 2020 حتى الآن.وانعكست مخاوف السوق حول اختلال التوازن بين العرض والطلب في تعميق حدة هيكل "كونتانغو" (أي انخفاض أسعار العقود الفورية مقارنة بأسعار العقود الآجلة) لمنحنى أسعار مزيج برنت، اذ اتسعت فروق أسعار تسليم مزيج خام برنت مدة ثلاثة أشهر إلى 1.46 دولاراً للبرميل في 29 أكتوبر، فيما يعتبر أكبر اتساع لتلك الفجوة منذ منتصف سبتمبر، مما يشير إلى مخاوف بشأن زيادة العرض.وقامت الدول المصدرة للنفط على المستوى الإقليمي بتمديد نفس أسعار البيع الرسمية لشهر أكتوبر حتى شهر نوفمبر (أسعار البيع الرسمية، على أساس الفروقات السعرية مع المؤشرات المعيارية). وبالنسبة للمبيعات إلى الأسواق الآسيوية الرئيسية، تم الاحتفاظ بسعر البيع الرسمي لخام التصدير الكويتي بخصم قدره 50 سنتاً مقابل متوسط سعر خامي دبي/عمان. واحتفظ العراق بسعر خام البصرة الخفيف فوق مستوى المؤشر المعياري بمقدار 30 سنتا للشهر الثاني على التوالي، في حين رفعت "أرامكو" السعودية سعر بيع الخام العربي الخفيف بمقدار 10 سنتات إلى -40 سنتاً مقابل متوسط سعر خامي دبي/ عمان.وأعربت وكالة الطاقة الدولية، في تقريرها عن سوق النفط لشهر أكتوبر، عن قلقها بشأن تدهور توقعات الطلب على النفط على خلفية القيود المفروضة على الحركة. وقامت بخفض تقديراتها لنمو الطلب على النفط في الربع الثالث من عام 2020 بمقدار 0.2 مليون برميل يومياً نتيجة لضعف استهلاك النفط في الولايات المتحدة والهند بصفة خاصة، إلا أنها رفعت بيانات الربع الأول من عام 2020. وبالتالي، فإن نمو الطلب على النفط في عام 2020 ظل مستقراً عند مستوى -8.4 ملايين برميل يومياً، إلا أنه من المتوقع أن يرتفع بمقدار 5.5 ملايين برميل يومياً في العام المقبل ليصل إلى 97.2 مليون برميل يومياً. وتميل المخاطر بشدة نحو الجانب السلبي.وأفادت الوكالة أن مخزونات القطاع في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والتي تمثل جزءا مهما من مخزونات النفط العالمية، قد انخفضت بمقدار 22.1 مليون برميل في أغسطس لتصل إلى 3.194 ملايين برميل، أي أنها مازالت أعلى من متوسط ذلك الوقت من العام لآخر خمس سنوات بمقدار 209.1 ملايين برميل. وانخفضت المخزونات العالمية للربع الثالث من عام 2020 بمقدار 3.2 ملايين برميل يومياً، ومن المتوقع أن تنخفض بمقدار 4.1 ملايين برميل يومياً في الربع الرابع من 2020. ووفقاً لتلك التقديرات، تفترض "الطاقة الدولية" أن يبلغ متوسط إنتاج النفط الليبي 0.63 مليون برميل يومياً.
اقتصاد
بنك الكويت الوطني: جائحة كورونا تعصف بأسعار النفط وضغوط على منظمة أوبك وحلفائها لتخفيض الإنتاج
10-11-2020