* بداية، ما الأضرار التي أصابت نادي الكويت للسينما من جراء فيروس كورونا؟

Ad

- كانت لدينا خطة ومجموعة متميزة من الأنشطة، لكن جاءنا قرار المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، بإغلاق النادي، وبعد فك الحظر اكتشفنا تلفيات في ديكورات الاستديوهات، ومياه المكيفات أضرت بالأرضيات والأثاث، وتعطلت بعض الأجهزة، فكانت الأضرار مادية فقط.

* ما الخطة التي تجهزون لها لانطلاق أنشطة النادي مع بدء سريان المرحلة الخامسة؟

- سنقيم احتفالية كبرى، بحضور صفوة الفنانين والمثقفين، بعد أن قمنا بتأسيس استديوهات احترافية، منها استديو كوروما، وغرفة صوت منفذة طبقا لأحدث المعايير التقنية، وكذلك وحدة مونتاج، وقناة تلفزيونية، واستديو بث إذاعي بالصوت والصورة سيتم بث الفعاليات والأنشطة منه بشكل مباشر على غرار القنوات الإذاعية في الخارج.

* هل شغلتك الإدارة عن أعمالك الفنية، حيث تراجعت كثيرا في السنوات الأخيرة؟

- نعم، تأثر إنتاجي الفني، لكن تحمُّل أمانة رئاسة النادي يتطلب تفرغا تاما لإنجاز المشاريع الفنية وإدارة أنشطته مع مجلس الإدارة، فلابد أن تكون صادقا مع نفسك، فكيف ترتبط بفيلم سينمائي أو عمل درامي يستحوذ على وقتك، وتترك النادي أو تسافر إلى الخارج للمشاركة في المهرجانات السينمائية، فلن تستطيع التوفيق، وخاصة أنني مقتنع تماما بتفرغي للنادي، وأعشق العمل السينمائي، لكن يبقى الحنين إلى الكاميرا ومواقع التصوير.

المنصات الرقمية

* كيف ترى تأثير المنصات الرقمية على صناعة السينما، بعد أن أصبحت مشاهدة بشكل كبير؟

- لا شك في أن جائحة كورونا أوقفت كل عدسات التصوير بالعالم، إلا إذا كانت تحت إجراءات صحية مشددة، واحتياطات أمنية غير مسبوقة، لأنه وباء عالمي، وأغلقت دور المسارح والسينما، حتى لا تكون هناك تجمعات تزيد من سطوة الوباء، وبالتالي اتجه العالم إلى الاعتماد بشكل أساسي على العرض الرقمي، تجنبا للازدحامات، فأنت تشاهد أفلامك من دون أي مخاطرة.

* ماذا قدم النادي للمواهب السينمائية الشبابية في الكويت، والتي تشكو دائما قلة الدعم والمساندة؟

- لم يلجأ مخرج شاب يحاول إنتاج أو إخراج فيلم سينمائي إلا كان النادي مساندا وداعما له، في حدود الإمكانات المتاحة، من توفير الكاميرات والمُعدات، لكن أحيانا يطلب الشباب معدات أو أشياء غير متوافرة، ومع ذلك، وبفضل الله، استطعنا توفير الطائرة التي تصور من الجو ومعدات الإضاءة والمايكات وأجهزة الصوت، وساهمنا في إنتاج عدة أفلام مع الشباب.

* ما المعايير والشروط التي يقبل النادي على أساسها عضوية الشباب أو يرفضها؟

- ينظر مجلس الإدارة هل هذا الشاب موهوب، أو يمتلك المقومات التي تؤهله إلى العمل السينمائي، ومدى خبراته السينمائية، وأفكاره، ومدى حبه لهذا العمل، فنحن نرحب بجميع الهواة والمحترفين، لتكون إمكانيات النادي في خدمتهم، من إصدار التصاريح لهم لتصوير الأعمال بالأماكن الخارجية، كالمؤسسات والوزارات والمناطق المختلفة، وهناك تعاون بيننا لإظهار الفن الكويتي بأفضل صورة.

* النادي كان نشطا في تنظيم الورش الفنية واستضافة المخرجين والفنيين من خارج الكويت، لماذا توقفت هذه الورش في الفترة الأخيرة؟

- قبل جائحة كورونا أنجزنا مجموعة من الورش الفنية المهمة، منها ورشة التصوير الجوي، ووزارة الداخلية منحتنا التصريح لتنظيم مثل هذه الورشة، واستفاد منها كثير من الشباب. كذلك نظمنا ورشة الإخراج السينمائي، بعدها ورشة الكاتب المحترف، فالورش نشاط أساسي في النادي، إلى جانب الندوات، وغيرها من الأنشطة، ونتابع كل ما يحدث من ورش في العالم العربي وتقنيات حديثة، ونستضيف منظميها إذا سمحت إمكانياتنا بذلك.

* شرع نادي الكويت للسينما في تنظيم مهرجان سينمائي، وعقد مؤتمرا صحافيا بهذا الخصوص، ثم انتهى الأمر إلى لا شيء، بماذا تفسر ذلك؟

- نعم، شرعنا في تأسيس مهرجان الدانة السينمائي، بالتعاون مع إحدى الشركات التي تدعم المهرجان، وجهزنا الدراسات الخاصة به، والفعاليات والأنشطة واللائحة المنظمة، وأعترف أنه حدث نوع من الاعتماد المبالغ فيه على هذه الشركة، ووقعنا في سوء اتخاذ القرارات التنظيمية، ثم دخلنا في مهاترات، فتم وأد المشروع. للأسف المهرجان فكرة لم تكتمل.

النادي والمهرجانات السينمائية

* ما أوجه التواصل بين نادي السينما ومهرجانات السينما في الخارج؟

- قبل "كورونا" رجعنا من مهرجان مغربي سينمائي، ومثلنا الكويت مع أمين سر النادي المخرج عبدالمحسن التمار، من خلال إحدى الندوات، وعرضنا فيلما وثائقيا كويتيا يتحدث عن شح الماء، لأن هذا المهرجان كان يقام تحت مسمى السينما والبحر، كما كنت عضوا في لجنة التحكيم. والحقيقة، نحن مرتبطون بالسفر مرتين في العام فقط، علاوة على الروتين العقيم والبيروقراطية، حتى تنتهي من إجراءات السفر، وفي النهاية هذا الدعم لا يكاد يغطي رحلتك، كما تفوتنا أيضا العديد من المهرجانات المهمة، وأحيانا نضطر للسفر على حسابنا، لكي نتواصل مع هذه المهرجانات.

* ربما يعتبرونها سياحة لا أكثر، فقاموا بتقنينها؟

- بالعكس، ليست سياحة، لأنك تعود محملا بالتقارير الكاملة بالصور عن مشاركة الكويت، وهناك بروتوكولات تعاون بين النادي وهذه المهرجانات ونوادي السينما في الخارج، فأنت مسؤول، والوفد المرافق لك، لتمثيل الكويت بشكل مشرف.

* متى يكون للنادي إنتاج سينمائي سنوي يشارك به في المهرجانات؟

- نحن نفتح أبوابنا للشباب، فمن يُرد أن يُنتج فيلما سينمائيا باسم النادي، فليتقدم إلينا بالنص، على أن يكون خاليا من المحاذير الرقابية والإسقاطات الدينية والسياسية، وننفذه في حدود الميزانية الموجودة. بالفعل نحتاج إلى شباب متحمس لإنتاج أفلام، لكن على أن تكن ذات مستوى ومتميزة.

* ما الرسالة التي توجهها للمسؤولين؟

- أتمنى من وكيلة وزارة الإعلام منيرة الهويدي الالتفات للسينما ودعمها، فنحن جمعية نفع عام، ومؤسسة مدنية فنية، نحتاج إلى هذا الدعم أكثر من أي شركة تجارية يتم تكليفها، وكذلك وزارة الشؤون الاجتماعية، لماذا تتم الاتفاقات مع شركات خارجية، ووزارة الداخلية عندما تقوم بتنفيذ إعلان عن المخدرات مثلا أو وزارة الصحة عن "كورونا" لا يستعينون بكوادر النادي وهم محترفون وعلى مستوى عالٍ، ولدينا استديوهاتنا وكاميراتنا وأجهزتنا؟ فهذا نوع من الدعم غير المباشر نتمنى من وزارات الدولة الالتفات إلينا، وهذا عتبي عليهم.