النجف وبغداد تناقشان شروط العراق لحوار محتمل بين بايدن والإيرانيين
تتداول الأوساط المقربة من مرجعية النجف العليا ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، معلومات عن رسائل عاجلة بين بغداد والأمم المتحدة تدور حول الموقف من الإدارة الأميركية الجديدة ووصول جو بايدن الديمقراطي إلى البيت الأبيض خلفاً لدونالد ترامب، في ظرف طوارئ استثنائي يعيشه العراق أمنياً واقتصادياً.ويشيع في طهران جو من التفاؤل بوصول بايدن إلى منصب الرئيس نظراً إلى ما يعنيه ذلك من تعزيز احتمالات استئناف الحوار بين طهران وواشنطن والذي كان بايدن جزءاً منه في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، وأفضى إلى اتفاق سياسي حول برامج إيران النووية قبل أن يأتي ترامب إلى السلطة ويلغي الحوار فارضاً عقوبات هي الأقسى على إيران في التاريخ الحديث.وتقول الأوساط البغدادية أن خطاب طهران المتفائل في لحظة فوز بايدن، محاط بمبالغات كبيرة، فلن يكون من السهل أن تحظى سياسة حرس الثورة في المنطقة بتسهيلات أميركية سريعة تعيد العراق خصوصاً إلى عهد نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية الأسبق الذي تسلم سلطة مطلقة من إدارة أوباما وبايدن وجعل بغداد تنخرط في توجهات إيران أكثر مما ينبغي، الأمر الذي يوصف بأنه أحدث انقساماً وفراغا استغله تنظيم "داعش" ثم احتل ثلث مساحة العراق عام 2014 .
وحسب هذه الأنباء فإن اتصالات مكثفة تجري بين حكومة الكاظمي ومرجعية النجف وبعثة الأمم المتحدة مفادها بأن أي حوار قد يستأنف بين واشنطن وطهران يجب أن يأخذ بعين الاعتبار تحولات عميقة شهدتها السياسة العراقية منذ احتجاجات أكتوبر العام الماضي المعروفة بحركة تشرين. وتريد هذه المداولات إضافة شرط أساسي داخل أي حوار إيراني ــ أميركي يفترض استئنافه، وهو احترام سيادة العراق وقطع علاقة طهران بالميليشيات العراقية التي تخوض مواجهة معلنة مع حكومة بغداد، ويتهمها الحراك الشعبي بالتورط في قتل وجرح ٣٠ ألف عراقي نادوا بالإصلاح السياسي وتصحيح العلاقات مع إيران وأميركا في الوقت نفسه. وتؤكد مصادر رفيعة في بغداد أن بايدن الفائز بمفاتيح البيت الأبيض ينعش ذاكرة سعيدة لدى الجناح الشيعي المتشدد، خصوصاً أن إيران تعيش مرحلة الآلام القصوى بسبب العقوبات الاقتصادية غير المسبوقة، ومستعدة للتشبث بأدنى أمل مع رحيل ترامب ونهجه الصارم في إحكام القبضة على طهران خصوصاً أمره باغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس السابق في حرس الثورة بمطار بغداد مطلع العام الحالي.ولم تتمكن الأطراف الموالية لإيران في العراق من كتم أحلامها بفوز المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن، مما جعلها محط سخرية وتناقض مع مواقفها الداعية إلى إحراق السفارة الأميركية وقطع كل أشكال التعاون مع واشنطن، وهو ما دفع عدداً من الفصائل إلى محاولة التأكيد على المواقف النارية أمام الرأي العام، حتى أن بعض التشكيلات المسلحة استخدمت عبارات من قبيل أن أول خبر سيسمعه البيت الأبيض بعد الانتخابات هو قصف السفارة الأميركية في بغداد، سواء كان الفائز بايدن أو ترامب.وقد يعني هذا أن إيران ورغم تفاؤلها بوصول بايدن إلى السلطة، ستخرق هدنة معلنة بين الفصائل والوجود الأميركي في العراق، وتبدأ عمليات قصف للبعثة الدبلوماسية والمعسكرات الأميركية، للضغط على الإدارة الأميركية الجديدة نحو استئناف سريع للحوار وتخفيف العقوبات التي وصلت حد الإيلام الأقسى للاقتصاد الإيراني.